صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

عمار الحكيم وحكومة الاغلبية
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد ما وصلت الحالة السياسية الى طريق مسدود الى درجة اليأس والتذمر الشديد , وخطر الانزلاق الى المجهول او نفق مظلم , ويدفع ضريبته المواطن البسيط ,فقد باتت طموحات واهداف اغلب الكتل والاحزاب السياسية ينصب على الاستحواذ على مناصب والنفوذ والركض واللهاث وراء بريق المال , متجاهلين مصالح الشعب والوطن , ومساعدة المواطن في تخفيف حدة الازمات المعيشية الخانقة . التي صارت تورقه وتعذبه صباحا ومساءا دون ان تحاول الاطراف المتنفذة في البحث عن حلول تساعد عن حلحلتها او معالجة فعلية تساهم في رفع الضائقة المعيشية , التي صار ثقلها اكبر من قدرة المواطن .. وحتى حكومة الشراكة الوطنية التي جاءت بعد مخاض عسير , لم تفلح ان تؤدي واجبها ومسؤوليتها الوطنية , لانها تحولت من اتفاق سياسي مشترك بين اطراف العملية السياسية الى موقع اومنصة لجلب المنافع السياسية والمالية بهدفها الضيق على حساب المصلحة العامة وطموحات الشعب ,وبهذا الشكل عطلت قدرتها وفعاليتها , فاصبحت مشلولة ومقعدة وعاجزة عن ايجاد مناخ لتفعيل مشاريع الاصلاح والبناء والمعالجة السليمة في مواجهة الازمات والمشاكل , بل صارت المكان الخصب لعمليات النهب واللغف والشفط اموال الدولة , وبهذه الصورة ولدت حيتان الفساد التي لاتشبع شهيتها حتى من امتصاص الدم العراقي بدون خجل او ضمير حي , , بدعم مباشر او غير مباشر من بعض الاطراف  والكتل السياسية , وامام هذا المأزق السياسي الخطير بتوسع دائرة التطاحن السياسي , ووضع العملية السياسية على كف عفريت , برزت مبادرة حكومة الاغلبية كمخرج أمن ومشرف لكل الاطراف السياسية , وكعلاج اخير لشفاء العملية السياسية المصاب بمرض التنافس على السلطة والنفوذ والمال  وبعض اطرافها مصاب بعلة الاحتكار وابعاد الاخرين بسياسة الاقصاء والتهميش , لقد استهوت هذه المبادرة بعض قادة الاطراف السياسية , وبعضهم راح ينسبها اليه , اي انه صاحب المبادرة نتيجة شعوره واحساسه بالمسؤولية الوطنية , وان جهده ونشاطه ينصب لخدمة الشعب ,, لكن تبقى حقيقة دامغة بان صاحب المبادرة هو السيد عمار الحكيم , الذي يطرح بين فترة واخرى سلسلة مبادرات تصب في الصالح العام والمنفعة العامة , لكن سماحته لايصر عليها او يدعو الى تفعيلها , بل يترك الامر للاطراف السياسية في التقيم والتفعيل , في الشارع السياسي المحتقن بالازمات والتشنج , , وان السيد الحكيم لايدخل في باب الاحتقان والتوتر السياسي , بل عرف عنه بالاعتدال السياسي والرزانة في المواقف , ويبتعد عن اتخاذ المواقف السياسية المتسرعة والمفتعلة . ان مبادرة حكومة الاغلبية تحمل في طياتها الوضوح السياسي الذي لا يقبل التاؤيل او التفسير الخاطئ اي انها ( ان حكومة الاغلبية السياسية هي ليست طائفية او قومية , وانما ممثلة لجميع مكونات الشعب العراقي .. وان تكون هذه الحكومة متفقة على نهج معين لادارة شؤون البلاد ) انها طوق النجاة لكل الاطراف السياسية للخروج من المأزق السياسي  , وتمثل الحل الواقعي والموضوعي للواقع السياسي المرير , ولهذا يصر السيد الحكيم على تفعيلها , بعد مناقشة بناءة يحذوها دواعي الحرص على مصالح الوطن وانقاذ العملية السياسية من الغرق المنتظر . ولهذا على الاطراف السياسية ان تسترشد بالعقل والحكمة والمسؤولية الوطنية وان تتجرد من عقليتها المنافع والمصالح الضيقة , واذا ارادت فعلا حل يسهم في تطوير العملية التي وصلت الى طريق مسدود , ان يجري مناقشتها بصدق وحسن نية في طاولة الحوار او الاجتماع العام او في مؤتمر وطني شامل في اشباعها واغناءها بما يخدم تطلعات الشعب ,في ايجاد المعالجة الموضوعية التي تسهم في اصلاح العيوب والنواقص والثغرات في العملية السياسية وفق لبنود الدستور ومتطلبات العمل الديموقراطي ,,والذي يشذ عن قواعد العمل الديموقراطي الذي يؤكد على الحوار السياسي وتقبل النقد والاعتراف بحق الاخرين , وبالتواضع السياسي وخفض سقف المطالبات وتقديم التنازلات المتبادلة , وان يعترف بالتداول السلمي للسلطة , هذه مقومات العمل السياسي الناجح , اما اذا اراد البعض ان يغرد خارج الواقع السياسي , ويؤمن بالقوة او التهديد بها , كأنها الحل الامثل للوصول الى اهدافه وتحقيق طموحاته . فانه يرتكب خطأ قاتل , لان الحياة تتقدم الى الامام , وان عقارب الساعة لايرجع الى الوراء


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/28



كتابة تعليق لموضوع : عمار الحكيم وحكومة الاغلبية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net