اعضاء في البرلمان بشهادات دراسية مزورة
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في زمن التزوير وعفونة الفساد المالي والسياسي , يكون كل شيء مباح لمن يريد اغتصاب عرين الوطن ويزيف اردة الشعب . ويهدر قيمته وانسانيته , ويماطل في الاعتراف بحقوق الشعب المشروعة في الحرية والكرامة وضمان مقومات الحياة الاساسية , فاذا اختلفت المعايير نحو الاسفل , فتبرز قيم الباطل والاحتيال واللعب في مشاعر المواطن بحيث يكون كبش فداء او ضحية المكر والدجل والاستخفاف , بهذا تكون ابواب الوطن مشرعة لشريعة الغاب للسراق ولصوص السياسىة ان يكونوا فرسان المرحلة وقادتها . وتكون ابواب الوطن موصودة بالاقفال الحديدية لمن يريد ان يقف بجانب الحق والعدل وقيم النزاهة والاخلاص والمنطق السياسي الذي ينشد الديموقراطية وتقاليدها واعرافها , التي تمزقت في عراق ( الفساد الديموقراطي )وفي العهر السياسي الذي ارتفعت قيمته في سوق النخاسة . فمن اراد ان يناضل او يجاهد بصدق واخلاص لخدمة اهداف الشعب وتطلعاته , فانه يحارب بسهام البطش والغدر والتهميش والاقصاء وبتكميم الافواه وخنق كل مظاهر المعارضة والرفض والاحتجاج , لان زمن عفونة الفساد تعتمد على سياسة انهاك واضعاف المعارضين او الرافضين , وارهاق الشعب بالازمات المتواصلة حتى لايفيق من هول الاعباء الثقيلة التي ترهقه في حياته اليومية , ان الضربات الموجعة لحقوق المواطن , دفعت الى زيادة اعداد الفقر وجيش العاطلين ( سبعة مليون عاطل ) في ظل تبذير ثروات البلاد واسراف المليارات الدولارات بحجة اقامة مشاريع او شراء مواد عسكرية اومدنية , ثم تحط بكل وداعة واطمئنان في جيوب ثعابين الفساد , بهذا خربوا البلاد واجهضوا الاحلام والتمنيات بعراق الحرية والديموقراطية , وبهذا ذبحوا الوطن دون رحمة اوشفقة , هكذا تحول عراق اليوم بعد الحقبة المظلمة التي دمرت البلاد والعباد , ولم تترك للمواطن فسحة امل بحياة تليق بالانسان البسيط , لقد خانت النخب السياسية التي فازت بالبرلمان بارادة الشعب واختياره , على امل تحقيق الوعود والعهود بحياة افضل ومستقبل مضمون والقيام بالاصلاح الجذري المطلوب , وليدخل العراق في طور التطور والنهوض الاقتصادي , لكن هذه الاطراف السياسية التي فازت بالبرلمان وقعت في شرنقة بريق المال وخدعها جاه السلطة والنفوذ , فاعمت بصيرتها عن طريق الصواب , وتخلت عن واجبها ومسؤوليتها الوطنية وعن الشعور بهموم الشعب , فنقلبت الموازين وتغيرت المعايير , واختلط الحابل بالنابل وضاعت المقاييس ,فاحرقوا الوطن بالطائفية والتخندق السياسي ومحاولات شق اللحمة الوطنية بذرائع لاتقنع حتى الاطفال . ولهذا فلا غرابة ان تتجاوز عدد الشهادات المزورة على ( 30 ) الف و من هؤلاء ( 2000 )من المزورين يحتلون مواقع متقدمة في هرم الدولة والحكومة والبرلمان , من خريجي جامعة ( سوق مريدي ) بهذا صار مصير البلاد بيد الامي والجاهل وذوي الثقافة المحدودة ,وحفنة من المزورين والمحتالين والمنافقين والمتملقين والانتهازين الذين يغيرون جلودهم ومواقفهم السياسية بحسب الطلب , وبهذا ضاعت مقاييس النزاهة والعدل , والرجل المناسب في المكان المناسب , فمن الاستحالة والغرابة والعجب ان نطلب من هؤلاء العمل لخدمة الشعب والوطن او القيام بالاصلاح والبناء والحرص على مصالح الوطن , لانهم لا يعرفون قيمة هذه المزايا ولا وزنها ولا صداها ولا قدرها ولا نفعها للوطن , لانهم جاءوا بطريق اعوج خدمتهم مصالح الفساد والطائفية والحزبية الضيقة , فكيف نطالب منهم محاربة الفساد وهم اهل الفساد وشراينه واخطبوطه ويسبحون بحمده . وكيف نطلب اصلاح العملية السياسية وهم يسعون الى هدمها وافشالها , فقد ضاعت التمنيات والاحلام والامال بعراق دولة القانون والمؤسسات الديموقراطية , وضاع نضال اوجهاد العمر في السعي لخدمة تطلعات الشعب باخلاص وبنية صافية وصادقة , فليس غريبا ان يصرح احد اعضاء البرلمان حينما اكتشفوا جزء من الاهوال والمهازل في عراق اليوم حين اشار , عن وجود اصناف مختلفة عن شهادات النواب وفيهم لم يحصل على الشهادة الابتدائية بينما يدعي بعضهم بان لديه شهادة بكالوريوس
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat