المواطنة ليس صكا من بريمر يامحسن السعدون
باقر شاكر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باقر شاكر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس بالامر الغريب ان نستمع الى الكثير من التصريحات التي تخرج احيانا عن الذوق السياسي العام في هذا العراق الكبير وعلى امتداد حدوده الجغرافية ففي التراجيديا السياسية العراقية الحديثة بدأنا نعرف امورا ما لم نكن نعرفها من قبل على الاطلاق .
عمليات الانتقاص والتناحر بين السياسيين العراقيين وصلت الى أشدها اليوم على الساحة العراقية وفقا لمقتضيات حدة الصراع بين المتخاصمين ولا يتوانى الكثير منهم عن نقل الآراء والاقاويل التي تخرج عن واقعها الدبلوماسي والمراعاة الاعتبارية التي يجب ان يتحلى بها كل سياسي يريد الوصول والنجاح الحقيقي وهذا للأسف ما لم نلحظه في عراق اليوم وسط هذا الجوق السياسي الكبير الذي يتخاصم كل يوم ولأسباب لا تعدو ان تكون ذاتية وحزبية وشخصية لأن مصلحة المواطن في هذه الحال ستكون بعيدة .
يخرج علينا اليوم نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني السيد محسن السعدون بفرية جديدة لا يمكن أن تخضع للعقل او قبولها بحال من الاحوال حيث يقول مُعيّرا حزب الدعوة الذي ينتمي اليه السيد المالكي (وبالمناسبة انا هنا لست مدافعا عن الحزب ولا عن الشخوص كوني اتقزز من الحزبية ولا أميل اليها وهم القادرون على الردعليهم) بأن بريمر الحاكم المدني السابق لم يسمح لهذا الحزب بالمشاركة في العملية السياسية لولا تدخل السيد جلال الطالباني والسيد مسعود البارزاني ( وقال محسن سعدون في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الحاكم المدني الأميركي السابق للعراق بول بريمر كان رافضا مشاركة حزب الدعوة في العملية السياسية منذ بداية التغيير"، مؤكدا أن "رئيسي الجمهورية جلال الطالباني وإقليم كردستان مسعود البارزاني وقفا ضد هذا التوجه، وقالوا إن الدعوة حزب تاريخي ولا يمكن أن تسير العملية السياسية بدونه". واعتبر السعدون أنه "لولا التحالف الكردستاني لما كان هناك رئيس للوزراء من حزب الدعوة".) لا أعلم هل يدرك السيد السعدون ان هذا الحزب ومعه الحزب الشيوعي الوحيدان اللذان كانا رسميا في مواجهة مع نظام البعث وقد راح الكثير من الضحايا شهداء بين اعدام وتغييب وتشريد وغير ذلك كلهم من هذا الحزب ؟ وهل يعلم ان الامريكان وقبل التغيير كانوا قد اتصلوا كثيرا بهم من اجل زجهم في حكومة انتقالية قبل سقوط النظام البعثي وهذا ما نقلته جميع الاحزاب حينها بما فيهم الاحزاب الكردية ؟ ألم يعلم السعدون ان نظام صدام اذا اراد اتهام احد وينهي حياته يتهمه بالانتماء الى هذا الحزب؟ ثم اذا كان الامر كذلك وبهذا الشكل فهذا يعني ان الحزب له وطنيته الثابتة وحرصه على العراق ينبع من خلال هذا المفهوم لانه لا يهادن المحتل ياعزيزي وهذا افتراض ، فلا أعلم كيف يمكن ان يصمد قول السيد السعدون امام هذا الواقع فالسيد جلال والسيد مسعود هما قادة احزاب مثلهم مثل المالكي وحزبه فالأمريكان لا يمكن ان يسيروا بآراء الاخرين حتى يٌملوا عليهم باقي الاحزاب الاجندة التي يسيرون بها فهذا لا يمكن وغير مقنع لان الوطنية لا يمكن ان يمنحها صكا مقدسا من شخص مثل بريمر فالوطن والمواطنة ثابتة والمحتل يزول ياعزيزي النائب فلا تفسر الامور وفقا لعقدة سياسية تعيشها انت وتحالفك مع شخص معين من هذا الحزب او ذاك واعتقد أن الاخرين قدموا كما قدمتم في مواجهة الانظمة الديكتاتورية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat