الروافد الاسرائيلية في السنة النبوية
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من مصائب التاريخ ان اخطاء الماضي لم يتم التخلص منها بل اخذت اطار القداسة واعتبرت من الامور التي لا يجوز النظر بها او مجرد مناقشتها ! ومن هذه الجانب قضية دخول الروايات الاسرائيلية في السنة النبوية مما جعل اغلب الصحاح تزخربهذه الاسرائيليات والاسباب متنوعة . فبعد وفاة الرسول وحصول الخلاف حول من سيكون الخليفة ! والانقلاب على النص الشرعي . انقسم المسلمون الى فئتين , فئة حاولت الالتزام بالنص واعتبار السلطة الدينية والشرعية منبثقة عن اهل بيت النبوة .والفئة الثانية تبعت الخلفاء وسعت الى اقصاء الخط المعارض ورسم خط اخر.  لذا فتحت الباب لكل من هب ودب لرواية عن رسول الله (ص) حتى لمن شاهده مرات قليلة! 

ومن هذه اللحظة دخلت الاسرائيليات لتملا كتب الصحاح لمدرسة الخلفاء !  فالسياسة هي من سمحت ووسعت الطريق لدخول الاسرائليات .

ومن امثال هؤلاء تميم الداري النصراني , وكعب احبار اليهود , فهؤلاء اسلما متاخران وتقربا للخلفاء وتم فسح المجال لهما لكي يبثوا احاديث اسرائيلية كثيرة وهي تشكل الاساس اليوم لمدرسة الخلفاء في الفقه والعقيدة .

ومثال ذلك خصص الخليفة عمر بن الخطاب  لتميم الداري ساعة في المسجد النبوي قبل صلاة الجمعة وعندما جاء الخليفة عثمان بن عفان جعلها ساعتين وفي يومين في الاسبوع !

اما كعب احبار اليهود فكان الخلفاء عمر وعثمان ومعاوية يسالونه عن مبدا الخلق وقضايا المعاد وتفسير القران وغيرها !!!

ولكي تكتمل القصة جاء رواة السلطة ليكثروا الرواية عن هؤلاء  ( تميم الداري وكعب احبار اليهود ) ومن هؤلاء الرواة انس بن مالك وابي هريرة وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير ومعاوية !!!!

مما ثبت وجود الروايات الاسرائيلية لان عملية الطعن بهؤلاء سيقود الى الطعن بكل المدرسة فيزلزل البناء الذي هم عليه اليوم ! فهل يمكن  نقد عبدالله بن عمر واسباب رواية عن هؤلاء والبحث عن الدوافع ! وهل يمكن تمحيص كعب احبار اليهود ودوره في الاسلام وما دخله من اسرائليات ! وهل يمكن مناقشة ابي هريرة ودور السلطة في توجهاته !

لذا استمر السكوت ولا حل لديهم غير التمسك بدين السلف !

ويصدر تساؤل اخر كبير لماذا تم اهمال الرواية عن علي ابن ابي طالب وعن عمار بن ياسر وعن الحمزة وعن ابا ذر !!! مع ان هؤلاء كانوا قريبين من الرسول ولسنين طويلة . ولا جواب الا السعي للسلطة واقصاء الاخر مما تسبب ما نحن عليه من تفرق !  وتلبية متطلبات الخلافة من تشريع وفقه مع عدم مبالاة ما يمكن ان يدخل في الدين وهو ليس من الدين وعدم احتراز لاغراض مبهمة للبعض . وستستمر المهزلة الى ان ياتي يوم ينكشف فيه كذب من ادعاء الحديث عن الرسول الخاتم (ص) فالامر الحتمي ان هناك يوم تتكشف فيه الاكاذيب . 

الموضوع السابق الطغاة لا تحميهم الأسلاك

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat