صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

المنطقة العربية بين صعود الاخوان المسلمين وفكر القاعدة
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو ان المنطقة العربية مقبلة على الكثير من التحديات ان لم نقل المواجهات بين بعض الافكار التي تحاول ان ترسّخ مبادئها وقيمها في نفوس الشعوب العربية وبطريقة مصادرة الرأي الآخر ولذلك امثلة على الواقع الذي نمر به اليوم وخصوصا في الوطن العربي وبعض الدول التي انطلقت فيها ما يسمى بثورات الربيع العربي التي تحركت بأفكار شبابية تحررية لتتحول فيما بعد وبقدرة قادر الى سيطرة كاملة لفكر الاخوان المسلمين والسلفيين المتطرفين الذين يتبنون تسقيط وتكفير باقي المسلمين في العالم .

هذه الموجه تتحرك اليوم على جغرافيا منطقتنا العربية من بلاد المغرب العربي الى دول الخليج امتدادا حتى أرض بلاد الشام وما يحيطها من بلدان كبلدنا العزيز العراق، ما يثير التساؤل بشكل كبير هو وجود تلك المحورية التي طغت على الواقع الجديد في دول الاسلام حيث تتبنى بعض الدول خط امتدادات الاخوان المسلمين وانتشارها في بعض الدول وكذلك تأثيرها المباشر في حكوماتها ومؤسسات الدولة على اختلافها وهو ما جعل الشباب الثائر من اجل التغيير مُهَمّشا الى جانب باقي طبقات الشعب الاخرى من البسطاء والفقراء والمظلومين لتتربع على عرش الحكومات العربية الجديدة مجموعات الضغط المتطرفة التي لا تؤمن بشيء اسمه الحوار الفكري للشباب الناضج بل أصبحوا يستهزؤون بهم وبأفكارهم من اجل ترسيخ مبادئ الاخوان المسلمين التي كان من قادتها حسن البنا وغيره وقد أطلعني زميل لي على كتاب لهم قبل عدة سنوات بأنهم يتبنون وسيلة ذبح المخالف بحد السكين وتأليف ذلك الكتاب في الخمسينيات الاولى من القرن الماضي ، وما يثير الاهتمام انك عندما تقرأ الاحداث ستجد أن تلك الدول التي تتبنى اليوم فكر الاخوان المسلمين ممتدة من الجزائر الى المغرب الى تونس وليبيا والاهم من ذلك كله الدولة المصرية التي تتحول اليوم بدماء شهداء شباب الثورة التي غيرت النظام الى مرتكز تحرك الاخوان على اتساع العالم العربي ويريدون فرض أفكارهم على الجميع وإن تطلب ذلك استخدام القوة وهو ما نلحظه من خلال خطاباتهم ولقاءاتهم التلفزيونية التي للأسف تناصرها سلطة الدولة في العديد من القرارات ،، هذا المد الاخواني يتحرك مقابله اليوم في منطقتنا العربية الممتدة من الخليج العربي الى بلاد الشام الفكر الوهابي التكفيري الذي يتبناه تنظيم القاعدة واجنحته المسلحة وتدعمه بشكل مباشر دولتي قطر وتركيا وهو الامر المفاجئ في هذا المحور ان تكون الدولة التركية العلمانية الاصل والمذهب وتقودها حكومة هي من رحم الاخوان المسلمين لتتحول فيما بعد الى ان تتبنى فكر التطرف الوهابي التكفيري وتكون العوبة بيد مخابرات دولة صغيرة بسبب الاموال التي صرفتها ليسيل لعاب الاتراك على اثرها وقد كان ضمن هذا المحور الدولة السعودية التي انكفأت وقلّلت من وطأة تدخلها في الشأن السوري والعراقي لسببين رأسيين الاول عدم قدرتها ان ترى الاتراك يتصدون للعالم السني وقد لمسوا ذلك فاعتبروه انقاصا من قدرة تأثرهم على المكونات السنية في دول العالم لما للسعودية من تأثير مباشر على العالم السني والسبب الثاني قيام القطريين بخطوات تسابق مع السعودية وهو اكبر من حجمهم الذي تراه الاسرة الحاكمة في الرياض وهذا ما يمكن اعتباره خطا احمرا في التجاوز عليهم.

دولة الامارات العربية المتحدة اليوم قلقة جدا ومرعوبة من زحف الاخوان المسلمين في دول ما يسمى بالربيع العربي ولذلك بدأت الدخول بالمواجهة من خلال الاعلام عبر تأسيس قناة فضائية تحت اسم ( الغد العربي) تبث من لندن تكاد تكون موازية لقناة الجزيرة القطرية والغريب في الامر ان هذه القناة مدعومة من الجانب الامني الاماراتي ما يعطي بعدا ان التوجس من تلك التنظيمات كبير جدا وتصريحات قادتهم الامنيين تأتي لردع امتداداتهم الفكرية  والتصدي لتلك الموجة الشرسة التي ربما ستدمر كل ما قامت به الامارات من تقدم على مستوى التطور والعمران والتكنولوجيا وهي الاجواء التي تنفرها الكثير من الجماعات المتطرفة سواء كانوا من الاخوان المسلمين او الفكر التكفيري لتنظيم القاعدة وما يتفرع عنها من التنظيمات الاخرى ولذلك هذا هو السبب الذي دفع السيد المالكي رئيس وزراء العراق ان يطلب خلال ايام القمة الاسلامية وفي احدى اللقاءات التلفزيونية تبني جبهة الاعتدال العربي المنحصرة بين الامارات والكويت والعراق والاردن والسعودية والغريب في الامر ان تكون السعودية ضمن هذا المحور رغم انها دعمت ولا زالت في اعتقادي ترغب بدعم التنظيمات التكفيرية مع وجود مؤشرات تراجع ذلك، بسبب تهميشها من المحور القطري التركي الذي كانت احد اركانه وكذلك بسبب خوفهم من مد الاخوان الذي قد يطال ما يتبنوه من مذهب على الرغم من التوأمة او التقارب بين الفكرين لمواجهة كل المذاهب الاخرى المعتدلة في المنطقة العربية والاهم هو الوقوف بوجه المذهب الجعفري الذي يحاولون تطميس معالمه وانهاء وجوده في امة الاسلام.

من هنا أجد ان العراق تحفه المخاطر الكبيرة لان كلا الفكرين والتوجهين يناصبون العداء للعراق الجديد وقد تكون الازمة السياسية الاخيرة في بلدنا واحدة من المرتكزات التي تتوكأ عليها الجهات المتطرفة للنيل من كل النظام السياسي والشعب العراقي على حد سواء وكان واضحا التدخل الاقليمي والدعم اللوجستي والاعلامي والدعم المادي وهو الاكبر خلال الفترة الماضية من اجل التلاعب بعواطف الناس البسطاء والتسلق على أكتافهم للوصول الى غاياتهم من خلال خيوط البعث وعناصر امن النظام السابق المنتشرة في بعض مناطق العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/20



كتابة تعليق لموضوع : المنطقة العربية بين صعود الاخوان المسلمين وفكر القاعدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net