متظاهرو الرمادي احذروا من الخطاب المتشنج
ماجد زيدان الربيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد زيدان الربيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعاطف الكثيرون مع المتظاهرين المعتصمين في مختلف المحافظات وزارت وفود ساحات الاعتصام للتضامن وكتب اعلاميون معرفين بالمطالب وساندوا ما هو مشروع منها ، ودعوا الحكومة الى تلبيتها .
والاهم من ذلك وقف ناشطون مدنيون وسياسيون مع المعتصمين ورفضوا ان يدمغهم احد بالتطرف واللامعقولية ، طبعا هذا الجمهور الواسع لا يخلو من المتطرفين او الذين في حالة وعي ادنى من الاعم الغالب المتزن والعقلاني.
وحاول البعض الذي لا يريد ان يستجيب للحقوق او المطالب المشروعة والقانونية التعكز على شعار هنا ولافتة هناك او صورة رفعها فرد او مجموعة ليتهم ويشنع على هذا الجمهور الكبير في مواقف مسبقة لا تتعاطى مع الرأي الآخر ولا ترى الحقائق على الارض .
ولكن ما يلاحظ في الجمعة الماضية ان هناك تصعيدا في الخطاب السياسي والمطالب ليس من عموم المتظاهرين الذين قد يعذرون او يصنفون في خانة المجاميع المندسة على المعتصمين أصحاب القضية ، وانما يأتي التطرف هذه المرة من الخطباء الذي يلقون كلماتهم اْيام الجمع ، لا يبرر هذا التصعيد عدم استجابة الحكومة لما ينادى به المعتصمون وبطء اجراءات اللجنة السياسية ومراوحة مباحثات اللجنة الخماسية فى مكانها ، ولا حتى بعض التصريحات والأصوات في الجانب الآخر ،وذلك لان المتحدثين في الاعتصامات هم قادتها وكلامهم محسوب عليهم ولابد أن يكون مدروسا ودقيقا ، ولا يمكن أن يكون على عواهنه .
لقد أثار بعض الخطباء حفيظة قوى سياسية وشخصيات أكدت مرارا إنها مع تلبية المطالب المشروعة وحثت الحكومة على التعجل في النظر بها ، وحذرت من التأخير الذي حتما سيدفع نحو التصعيد .
إن الخطاب السياسي المتشنج يفقد المتظاهرين مؤيدين واصدقاء هم أحوج ما يكون إليهم لممارسة الضغط على الماسكين بزمام الامور للتفاعل الايجابى وتنفيذ للقرارات والإجراءات وإيجاد أفكار جديدة تساعد على الحلول .
التدقيق في الكلمات وتمحيصها وتجنب الانفعال لا سيما في الخطابات غير المكتوبة برد فعل يسيء الى القضية التي خرجت من اجلها هذه الحشود ، الحماسة مطلوبة ولكن على ان تكون محسوبة لا تطغى عليها العاطفة وتضيع الحقوق في جملة بنت لحظتها .
ان التأكيد على سلمية التظاهرات اكبر قوة لها ،وتزيد دائما من جماهيريتها في المحافظات المحتجة وغيرها ، وهو اساس استمرارها .
كما إن الاعتدال في المطالب لا يقل اهمية عن ذلك ، وضرورة ان يكون المضاف منها والجديد بما هو ممكن ، وتتجاوب معه القوى السياسية الأخرى ولا يمس ركائزها وثوابتها الوطنية ، وان لا يكون من القضايا التعجيزية او مما لم يحن الوقت والظرف لقبوله والتعاطي معه ، والا انها تفسح المجال للتقول عليها ونعتها بما هو ليس مما توصف به ولا من طبيعتها وحقيقتها ، وبالتالي يفسر على انه إسقاط للعملية السياسية برمتها والانقلاب على الديمقراطية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat