رسالة عبد الملك السعدي : نقاط وتعليق (الحلقة الثانية)
سعد الحمداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعد الحمداني
![](images/40x35xwarning.png.pagespeed.ic.s9TRQSmzfj.png)
تحدثت في الحلقة عن الماضية عن البعد الدستوري في رسالة الشيخ السعدي التي لم يكن فيها موفقا في التعبير عن الدستور الحالي بأبعاده التطبيقية على الارض وهو خلاف ما كان موجودا في عهد النظام السابق الذي كان يحكم بلغة الغاب والقتل واهانة الانسان ثم راح يتطرق في رسالته الى الجانب القضائي الذي اعطى دليلا واضحا على انه تحدث بلغة طائفية بعيدة كل البعد عن الواقع العراقي اليوم فلا يمكن ان تكون هناك مقارنة بين ما قبل العام 2003 وما بعد هذا العام والى يومنا هذا، يقول الشيح السعدي في رسالته الى الرئيس الامريكي وتحديدا النقطة ثالثا منها ((تسييس القضاء العراقي : كان القضاء العراقي قبل عام 2003 من المؤسسات القضائية المشهود لها عالميا في تطبيق القانون بكل عدل وحيادية مما أكسب القضاء العراقي ثقة عالمية، ولكنه – مع الأسف – انحرف انحرافا كبيرا بعد عام 2003، بسبب الاحتلال والحكومات التي سيطرت على القضاء العراقي وسيسته وأصبح القضاء العراقي خاضعا لرغبات السلطة التنفيذية فتظلم من تشاء وتعدم من تريد وتنتزع الاعترافات انتزاعا قسريا بالتعذيب الجسدي والاستغلال الجنسي واغتصاب الأبرياء، وأصبح القضاء العراقي غير معترف به دوليا لذلك قررت الشرطة الدولية (الأنتربول) عدم الاعتراف بما يقرره القضاء العراقي بمذكرات إلقاء القبض على العراقيين لأنه قضاء خاضع للحكومة وغير نزيه.
والعراقيون المتظاهرون يطالبون بإعادة القضاء العراقي إلى عهده السابق عدلا ونزاهة وحرية على أن يتولاه عراقيون متمكنون في القوانين ومشهود لهم بالمهنية والنزاهة وتطبق القانون بعدل ومساواة، وطرد السييئين الذين أساؤا إلى القضاء العراقي.)) وأنا اقرأ تلك السطور أذهل واتعجب لان الواقع القضائي في العراق ما قبل العام 2003 لم يكن له صلة بالنموذج القضائي الذي يتحدث عنه لان ذلك الوقت نظام البعث عبارة عن دولة المخابرات السرية فلم تكن تحكم بشيء اسمه القانون وانما التغييب والقتل والتشريد والتنكيل وتدمير كل ما هو جميل في الحياة ،، كل ذلك كان يقوم به النظام السابق والى لحظة سقوطه فكيف اذن تقول ان القضاء ذلك الوقت كان يوفر كل شي للمتهم وفيه العدل والحيادية وهناك مئات الالاف قد غيبوا ودفنوا احياء من غير محاكمة ودون ان يعرف عنهم اهاليهم شيئا ،، ثم الم تكن المقابر الجماعية لمئات الالاف من المواطنين الابرياء رقما على شوفينية النظام البائد الم تكن حلبجة الشهيدة بأبناءها وترابها وزرعها شاهدا على ذلك القضاء الاعوج والمسيس من قبل عصابة نزقة امتطت مقدرات العراق !!!!! عجيب لرجل دين يدعي مرجعيته لأبناء السنة في العراق وهو يداري على أفعال المجرمين ليعود ويطالب في رسالته العصماء الى الامريكان بأن المتظاهرين في الانبار يطالبون بعودة القضاة الذين كانوا زمن النظام البعثي ما يعني عودة هؤلاء المجرمين ليحكموا على الشعب المظلوم بقساوتهم !!! هل يفكر الشيخ السعدي وغيره ان دول الغرب لهذه الدرجة من الغباء سوف تعمل على اعادة الجلاد ليكون التاريخ عليهم ألعن من ايام حكمهم ،، أعتقد انها السذاجة بذاتها ان فكروا كذلك.
البقية تأتي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat