صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

وقفة اجلال واحترام للمرأة العراقية والعربية
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في البداية وبمناسبة يوم المرأة العالمي اتقدم بالتهاني الخالصة للمرأة العراقية والعربية ، وانحني احتراما وتقديرا لها لما تقدمه من اجل اسرتها اولا ومجتمعها ثانيا .

لاشك ان دور المرأة في المجتمعات العربية على وجه العموم والعراقي على وجه الخصوص هو دورا مضاعفا وقاسيا حيث ابتليت بمجتمعات تسودها القبلية والهمجية وتحث الخطى نحو التخلف بشكل سريع جدا ، مما يجعل المرأة تكافح من اجل الحصول على جزء بسيط من كرامتها كانسانه اخصها الله بحمل البشر الذي يتولى خلقه وهذا دورا لو تفحصناه لوجدنا انه تكريما للمراة وعلينا احترام هذا التكريم ألألهي من خلال احترام المرأة لكن مايحصل هو العكس ، في مجتمعاتنا التي تدًعي الحضارة والحضارة منها براء فأن المرأة مسلوبة الحقوق ، لكن لزاما عليها أن تؤدي واجباتها على أتم وجه ، فقط في  المجتمع العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص نسمع عبارة حرية المرأة ، لكن واقع الحال يقول غير ذلك ، وحين يتم توجيه سؤال لشخص  لايؤمن بحرية المرأة وانه من الضرورى مساواتها مع الرجل فأنه للوهلة ألأولى يقول ( الرجال قوامون على النساء ) ، أي انه ينأى بنفسه عن ألأجابة  ويبدأ يناقش في أمور دينية لايفهم منها شيئا وعلى اساس القرآن الكريم أمر باستعباد المرأة ، وحين تسترسل معه في الحديث تجده لايمييز بين ألآية القرآنية والحديث النبوي ، لكن عندما يتعلق ألأمر بالمرأة فأنه يكون فقيها كبيرا ، لن يقتصر ألأمر على هذا الحد المتمثل في النزعة السادية التي تتملك اغلب الرجال ممن يحاولون جعل المرأة عبدةً لهم ، بل تعدى أكثر من ذلك من خلال حرمان المرأة حق التعلم ، وحق بيان الرأي ، الخ ، في العراق والوطن العربي  توجد نساء يمتلكن من المواهب الكثير ، في كل مجالات الحياة ، لكن تلك المواهب أسيرة لقيود يفرضها الرجل بداعي ان المجتمع لايرغب بها ، لنسأل انفسنا ، من هو المجتمع ؟ الجواب نحن من يشكل المجتمع ، وفي حال وجود سلبيات فيه فأنها من صنعنا نحن ولاعلاقة للمجتمع بها ، سلبيات تمثل بمجملها سلب لحقوق انسانة خلقها لها وكفل لها العيش بحرية وكرامة ، الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق المرأة ، فلماذا نسمح لانفسنا بالاعتداء عليها والنيل من حقوق مخلوق خلقه الله ! من هي المرأة ؟ المرأة هي والدتنا واختنا وزوجتنا وابنتنا وهكذا الحال ، في مجال الطب توجد طبيبات ماهرات ، وفي ذات الوقت يوجد من يحاول النيل منهن والتقليل من شأنهن بشتى الوسائل ، في مجال التعليم ، هناك مربيات فاضلات تخرجت منهن اجيال واجيال ساهمت في بناء الدول العربية ، وهناك من يقول لا فخر لهن بشيء ، وفي مجال الصحافة والاعلام ايضا هناك اعلاميات متمييزات جدا وهناك كاتبات يحملن هموم الكلمة الصادقة ولايأبهن لشيء سوى نقل المعلومة بشكلها السليم وألأمثلة كثيرة جدا على ذلك .
لن يقتصر ألأمر على هذا الحد بل يتعداه الى ابعد من ذلك بكثير من خلال ظاهرة العنف الجسدي التي تنتشر في المجتمعات العربية بشكل لافت للنظر .
ظاهرة العنف ضد المرأة واستمرارها وانتقالها من ألآباء الى ألأبناء ، ظاهرة خطيرة جدا واستمراريتها بهذا الشكل المتزايد ستعصف بكل القيم الانسانية  والاخلاقية للمجتمع ، ماهي قيمة المجتمع الذي تهان فيه المرأة أو أن تضرب لأتفه ألأسباب ؟ وما هو عنوان الرجولة الذي يحمله من يقوم بأهانة وضرب المرأة ؟ وألأيغال في إيذائها جسديا لأجل إشباع رغبة حيوانية جامحة ضد كل مخلوق رقيق لايقوى على الدخول في جولات ملاكمة او مصارعة منزلية ؟ لعل من أهم ألأسباب التي تؤدي الى استفحال هذه الظاهرة المقيتة في شرائح مختلفة من المجتمع هو التربية البيتية الخاطئة ، كذلك التمييز بين الاولاد والبنات واعطاء الافضلية الى الاولاد ، في بيوت كثيرة يسمح للولد بضرب شقيقته حتى لو كانت اكبر منه سنا كما يسمح له بإهانتها وقت ما يشاء ، دون  مطالبته بإعطاء تبرير لذلك ويكفي انه خلق ذكر مما يعطيه الحق في أن يتصرف كما يشاء مع شقيقته كونها بنت ، هذه الحالة مع الاسف الشديد موجودة في بيوت عديدة وعندما تلجأ البنت المسكينة الى والدها عله ينصفها فأنه يشتمها ويضربها ويقول لها أخوك ولد وله الحق في أن يفعل مايريد ، هذا التصرف والسلوك العدواني من شأنه خلق مجتمع غير واع لما ستفرزه تلك التصرفات مستقبلا ، إن ظاهرة العنف ضد المرأة ومباركتها من قبل بعض الرجال من شأنها أن تخلق فتاة ضعيفة من السهل أن تقع فريسة بكل بساطة في مجتمع أوصلها الى الحد الذي من الممكن أن تفترس فيه ، ليتذكر كل رجل مهما بلغ من مناصب ومهما إمتلك من أموال ومهما ومهما ... الخ ... إن التي حملته وأنجبته وأرضعته وسهرت على تربيته ليال طوال هي إمرأة ، فهل هذا جزاء الاحسان ؟ وهل هكذا يكون رد الدين ؟
جانب آخر مظلم في مجتمعاتنا العربية ألا وهو ان هناك بعض النساء ممن يتقلدن مناصب قيادية نراها تعمل من اجل فرض القيود على المرأة او تحث على تشريع مايتعارض مع كرامة المرأة وهذا ماحصل في العراق من خلال تصريح سابق لوزيرة المرأة العراقية ابتهال الزيدي قالت فيه ان قرار تطبيق الزي الرسمي للموظفات قد حسم ، وتقصد انه تم اقراره أي انه سوف يتم ألزام الموظفات بأرتداء الزي الذي يحلو للمؤسسة الحكومية التي تعمل فيها وهذا تدخل سافر في الحرية الشخصية للفرد والتي كفلها له الدستور العراقي النائم وليس الدائم ، هذا جانب ، جانب آخر قالت الوزيرة الزيدي في تصريحها ( أن القرار جاء بعد تسجيل الوزارة - وزارة المرأة - لظاهرة خروج الموظفات عن إطار الزي الطبيعي وهو إجراء كنوع من أنواع الاحترام للمؤسسة التي تعمل بها ) ، هنا أريد أن أسأل الوزيرة ، هل شاهدتْ بعينها الموظفات في ملابس غير محتشمة ؟ بكل تأكيد الجواب ، لا ، لأنه لايوجد وزير أو وزيرة يمكن له مشاهدة أي مواطن ، لكون الوزير في عالم غير العالم الذي يعيش فيه المواطن ، وحتى تنقلات الوزراء داخل المدينة لاتتيح لهم رؤية المواطن العراقي المغضوب عليه على مر ألأزمان ، والسبب هو ان ابسط مسؤول في الدولة وحين يتجول في المدينة فأن زجاج نوافذ السيارة يكون من اللون الاسود علاوة على السرعة الفائقة للسيارة ، جانب آخر مهم جدا اغفلته الوزيرة ابتهال الزيدي ، وهو ان القرار أعلاه من الاستحالة تطبيقه على جميع الموظفات لعدة اسباب منها ، أولا : هل يمكن ألزام عضوات مجلس النواب بذلك ؟ الجواب ، لا ، ثانيا : هل يمكن ألزام الموظفة اذا كانت بدرجة مدير عام أو أعلى بذلك ؟ الجواب ، لا ، ثالثا ، هل يمكن ألزام الموظفة بذلك ، اذا كانت من اقارب المسؤول عن مؤوسسة حكومية ما ؟ الجواب ، لا ، رابعا : هل صدر قرارا ذات يوم في العراق وتم تطبيقه على الجميع دون أستثناء ؟ الجواب ، لا ، خامسا : هل تمت المساواة على مر التاريخ  بين المسؤول والمواطن العراقي ؟ الجواب ، لا ، فلماذا تجهدين نفسك ياوزيرة المرأة بهكذا قرار وانتِ تعلمين قبل غيركِ انه سيطال الموظفات من عباد الله المستضعفين فقط ؟ وحتى لو كانت هناك بعض الموظفات يخرجن عن الاطار الطبيعي للزي فأن قرار الزي الرسمي لايمكن له ان يثنيهن عن مادأبن عليه فمن شبً على شيء شاب عليه ولايمكن لكل قوانين العالم ان توقفه عند حد معين .
هذا غيض من فيض من معاناة المرأة العراقية والعربية وكما ذكرت انها تعيش في مجتمعات تتفاخر بجهلها وتعمل من اجل ان يسود هذا الجهل ابد الآبدين .
اقولها وبكل صراحة نحن في العراق ينطبق علينا القانون الفيزيائي الذي يقول لكل قوة فعل قوة رد فعل تساويه في المقدار وتعاكسه في الاتجاه ، نحن في العراق نمثل قوة رد الفعل للعالم ، لكن العالم يسير خطوة واحدة للامام ونحن نسير اضعافها الى الخلف ، وسنبقى هكذا حتى يوم يبعثون ، لسبب مهم جدا وهو ان المرأة التي تشكل اكثر من 65% من المجتمع لازالت اسيرة لتقاليد بالية لاتصلح لتمشية امور قرية صغيرة جدا .
تبقى المرأة العراقية والعربية عنوانا للشرف والاخلاق ومدعاة فخر في كل وقت لذا فلنتقي الله بها ولنتعامل معها بما يرضي الله ونمنحها حقها في التعلم واختيار شريك حياتها مع ابداء التوجيهات اللازمة ان تطلب ألأمر .
المرأة العراقية والعربية هي الوالدة الحنونة والاخت الطاهرة والزوجة الفاضلة والبنت التي ترفع رأس ابيها عاليا ، فهل نبتغي اكثر من هذا ؟ لنحمد الله على هذه النعمة بدلا من ان نوغل في ايذاء المرأة .
بمناسبة يوم المرأة العالمي اقف اجلالا واحتراما للنساء العراقييات والعربيات واتمنى ان يحفظهن الله من كل سوء وان ينعم عليهن بالصحة والعافية من اجل بناء مجتمع سليم ، ولننظر الى العالم المتحضر من خلال سلوكياته ألآدمية التي من خلالها شرع قوانين صارمة لحماية حقوق الحيوانات ، بدلا من أن ننظر الى حالات شائبة لاتمت لنا والى ديننا بصلة من الصلات ، لننظر الى ماوصل اليه العالم من خلال التصرفات الصحيحة ، كي نعمل بالشكل اللائق والصحيح ، وعلينا أن نحترم امهاتنا واخواتنا وزوجاتنا وبناتنا من خلال احترامنا للمرأة التي هي اللبنة الاساسية في بناء مجتمع متحضر يواكب مسيرة العالم المتمدن ، لنسارع في ذلك قبل فوات ألأوان ، عند ذلك سوف لايجدي الندم نفعا ! لنقف وقفة تأمل نراجع فيها تعاملنا مع المرأة كي نرى سلبياتنا ونعالجها قبل ان ننظر الى ايجابياتنا ونتفاخر بها ، مرة اخرى اتقدم بالتهاني الخالصة الى المرأة العراقية والعربية ، والله ولي التوفيق .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/03



كتابة تعليق لموضوع : وقفة اجلال واحترام للمرأة العراقية والعربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net