صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

الفضائيات العراقية بين التطبيل والتبجيل .. مجرد رأي
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الأساسيات الراسخة لكل دين , ولكل مذهب بل لكل إنسان مهما تكن درجته ومستواه العلمي والاجتماعي والثقافي أن يتمسك بعروة التصافي والتآخي والعطاء الايجابي ويحصن نفسه بسياج صلب من كل التيارات السامة والمسمومة , فهذه الأبجديات في التعامل الإنساني الكبير ينبغي أن تكون شعارا بل قرارا كل إنسان في الوجود , فالدستور الأمثل للبشرية قاطبة هو الخلق والتخلق بأسمى درجات الأصالة والقيم والعلم والإدراك . 
وان الفضائيات تلعب اليوم دورا كبيرا وفاعلا في التأثير على عقول ونفوس الآخرين , وإنها في مساعيها الايجابية إن وجدت تحقق معطيات مثمرة وجذابة تضخ النفع والفائدة والتنقية والازدهار . 
ولكن الذي أريد قوله بكل صدق وصراحة وأنا رجل أحب الصراحة قولا وفعلا واكره أن أميل إلى الرياء والمهادنة والتسويف , فان أكثر الفضائيات المتواجدة على الساحة الوطنية والإقليمية والعالمية تتسربل بجلباب الخداع والنفاق والتزلف والمداراة والمحاباة وتذر الرماد في العيون , وتمدح بثمن وتهجو مجانا , وتتسابق على الكسب والنفع المادي بشتى صوره , وبأساليب مهما تكن مغرضة وخبيثة وشيطانية فإنها تتزايد كتزايد الفضائيات التي تهرول وراء المكاسب الغير مشروعة , ولا تستغرب أيها القارئ أو السامع من أقوالي هذه ولا أريد أن أبريء أي فضائية من الفضائيات ولا أضع أي فضائية من الفضائيات في خانة النقاء والالتزام الأخلاقي فإنها وان ظهرت منها فضائية واحدة أو أكثر ومها تصنعت وتقنعت فهي ولا بد وان تكون تصب في مصلحتها وفي قناتها وتحرق البخور وتشعل الشموع لمجموعة ما أو لحزب ما أو لطائفة ما , فالذي أريد قولة لا توجد فضائية ولحد الآن تعمل وتنشر وتثقف من اجل المحبة العامة ومن اجل توطيد دعائم الوحدة الوطنية الشاملة ولا تخصص برامج لنشر الدين الإسلامي بسلامه العام وعطائه المتساوي للجميع . 
فالفضائيات اجمع كل منها تحت إبط فئة أو تيار أو ائتلاف أو شخص أو حزب أو تاجر ومتاجر ببهلوانيات يريد منها خداع الآخرين وإيقاع المغفلين وتغرير السذج والمتخلفين , فانا إذ اكتب هذه الحقائق فمن يمتلك الرد الصحيح والحقيقي والصادق فليرد علي ويسمي لي الفضائية التي منبعثة من الشعب ككل , وتتكلم من اجل الشعب ككل , وأي فضائية تتحدث عن الإسلام بكافة مذاهبه وبنزعة وجدانية ونقية وصافية , فقد مللنا الثرثرة الجوفاء والمزايدات الرخيصة ولنتكلم بالحقائق على المكشوف ولا نتستر بلبوسات مهلهلة. ونلتزم بالمصداقية في أقوالنا وأفعالنا فقد بلغنا حدا لا يطاق من التزلف الرخيص , والنفاق الممجوج , والخداع الخبيث فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد لكفن الضلالة أن ينكشف . فالإنسان يقاس بصدقه ونقائه وأمانته لا بفضائيته التي لا نرى ولا نسمع سوى الزعيق المجاني , وسوى المشاهد المغرضة والخبيثة , فالشعب قد استيقظ ويعيش في يقظة واعية ولا تنطلي عليه كل الادعاءات والأقنعة والزيف والبهتان , الذي تجاوز الحدود والسدود . وان الذي نشاهده ونؤكده أن أية فضائية لا ترغب ولا تقرب إلا الذي يحرق لها البخور ويمجد دورها في عملها الإعلامي فتفتح أمامه الأبواب والشبابيك وتشيع كل أفكاره وأحاديثه وباستمرار , وتمنحه فضاء واسعا يصول ويجول فيه على هواه , وبثمن مدفوع مسبقا , وهذه حقيقية تعجز عن نكرانها أية فضائية تجيد الإنكار والتنكر , كما أريد تأكيد حقيقية ملموسة أن فضائياتنا الخبيرة بالتصيد على هواها لا تفتح لا بابا ولا شباكا ولا نافذة ولا حتى ثقبا لأي إعلامي أو كاتب أو مثقف أو صحفي أو سياسي يطرح طروحات لا ترغب في نشرها وبثها ولا تساير خطها فتريد زمرة تصفق وترقص لها وتشدو وتزغرد وتهلهل لمصالحها . 
وان هذه الفضائيات المدانة نجد فيها عصابة من مقدمي البرامج الذين لا يقدمون العناصر التي لا تستهويهم ولا تربطهم وإياهم أية وشائج أو مصالح نفعية مهما كانوا أكفاء وشرفاء واصلاء في ميدان الثقافة والتثقيف . 
فما آن للضمائر أن تستيقظ .. ؟؟ فبربكم هل هذا هو نهج الإعلام المستقل والوطني الحقيقي ..؟؟ لك الله يا عراق , لك الله يا عراق . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/30



كتابة تعليق لموضوع : الفضائيات العراقية بين التطبيل والتبجيل .. مجرد رأي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net