تكديس الازمات وتفقيس المشكلات قلق المرجعية .. وانسداد افق العملية السياسية
ابو زهراء الحيدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من دون شك ، فان للمرجعية رؤية وبصيرة تختلف عن اي رؤية السياسي او الاكاديمي او الاعلامي او سائر الناس ، فهي ترى بنور ارتباطها بساحة المعصوم الذي تتحرك في اطار حركته وتقتفي اثاره عبر فهم النصوص الوارده عنه وتضبط مواقفها بنبض مواقفه ومبادئه وعبر التسديدات الغيبية التي تتلقاها منه عليه السلام .
قبل يوم اطلقت المرجعية العليا وعلى لسان خطيب جمعة كربلاء المقدسة الشيخ الكربلائي صفارة الانذار لكل طرف في العملية السياسية وللاطراف الاقليمة والدولية المرتبطة باوضاع العراق ، وهذا القلق الذي نقله الكربلائي هو تاكيد لما اعلنه ممثل الامين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر بعيد لقائه الاخير بالمرجع الاعلى السيد السيستاني دامت افياءه ..
ويبدو لي ومن خلال تفحص ما ترشح عن المرجعية العليا طوال السنوات التي تلت سقوط الصنم الصدامي واضطلاع المرجعية بترميم البيت العراقي وتشيد بنائاته وارساء دعائم العملية السياسية التي جهدت وجاهدت المرجعية على تاسيسها وتطبيقها كخارطة طريق ومعالجة تاريخية للوضع العراقي ، ان المرجعية كانت متفائلة في احلك الضروف التي مضت ولم تبدِ قلقلا حقيقيا كالقلق الذي عبرت عليه في هذا الوقت ، بالرغم من ان العراق مر بأزمات ومشكلات كبرى كادت ان تعصف بصروحه وتفتت وحدته وتطيح بنظامه السياسي الفتي لكن تدخلات المرجعية حالت دون ذلك .فلم هذا القلق ومالذي اختلف عن السابق ؟
ان قراءة قلق المرجعية يحتاج الى فهم لمجريات الامور وحجم ومديات الازمة التي تخنق البلد وتهدد اوضاعه وامتداتها القادمة على الواقع العراقي وارتدادت المشكلات الاقليمية التي بدات تنعكس على العراق ، وتلقي بظلالها على ارضه ..
ولعل ابرز معالم وملامح المشهد العراقي الراهن ، هو تفاقم الازمات وتكديس وتفقيس المشكلات واستمرار النزاعات وعملية شحن شوارع ضد شوارع ، في مقابل ياس وبؤس سياسي ناجم عن عقم في الحلول او حتى للسعي الجاد للوصول الى الحل ، الامر الذي ادى الى انسداد تام في مجرى العملية السياسية .
وبمقارنة الوضع الحالي عن الوضع السابق ابان معركة الدستور وما سبقها وما تلاها ، نجد ان هنالك مشكلات قد تكون اكبر واخطر من المشكلات الحالية لكن الفارق بين الحالتين هو جملة من الامور وهي ان الازمات السابقة كانت تجد لها الكتل السياسية حلول ولو في اللحظات الاخيرة اما الان فان الازمات تترك لتتكدس ومن ثمة تدخل في شرنقة سياسية لتعيد نفسها فتية وقوية وتسبب في عوق العلمية السياسية .
ان الفارق الاساسي الاساسي بين المرحلتين هو ان الواجه السياسية للاغلبية في المرحلة السابقة واقصد الائتلاف الوطني بقيادة السيد عبد العزيز الحكيم كانت تتفاعل مع المرجعية وتحسن الاصغاء لها وهي حريصة على طرق ابواب المرجعية وتدور في فلكها .. وكان السيد الحكيم يمتلك قوة تشخيص المشكلة وعلاجاتها بكل هدوء وتفان وعقلائية وحكمة سياسية عجنتها السنوات الطوال التي قضاها مع اخيه شهيد المحراب قدسره . اما اليوم فان الائتلاف بيد قيادة ضعيفة ونائمة وغائبة عن مجريات الامور ومنبطحة امام الاستهتار السياسي اللعب بمقدرات الكيان الشيعي من قبل بعض الاطراف النافذه في التحالف ..وعليه فان قلق المرجعية في محله ولا نتوقع ان نشهد بصيص امل يلوح في الافق مادامت الحال هو هذا
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ابو زهراء الحيدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat