قبل عام من الآن كتبت عن أهمية الحفاظ على المعالم الدينية للطوائف الإسلامية وإبعادها عن دائرة الصراع لأنها قد تتحول الى سبب للكارثة ،فلكل طائفة من المسلمين إرث عقائدي تحتفظ به ،وتتيقن من شرعيته وقدسيته ،ولاتهتم كثيرا لنقد بقية الطوائف في حال الخلاف حول تلك القدسية ،ولم يكن التحذير مبنيا على توقع أو إستقراء لأحداث تجري هنا، أو هناك لكنها حقيقة ترسخت بعد جملة حوادث أصابت مراقد دينية في العراق، ومساجد للمسلمين السنة والشيعة، وكذلك ماحصل بعدها لمراقد ومساجد، ومكتبات في ليبيا ومالي وأفغانستان وباكستان، وربما في بلاد أخرى من بلاد المسلمين، وغير المسلمين، وقد رد كثير من القراء والمهتمين بعبارات قاسية محذرين إياي من إثارة هذه الأمور التي لاتصب في مصلحة المسلمين، وهذا وهم كبير وجهل عظيم فماجرى لمراقد سامراء كان من سنين عدة، وبالتالي لابد من الإستفادة من تلك التجربة لمنع إنزلاق الناس الى صراع لاينتهي لمصلحة أحد ،والكل فيه الى بلاء ومعاناة لاتنقطع.وكأن هولاء لم يشاهدوا جرائم تدمير الآثار والمعالم الدينية حول العالم ،وتدنيس المقابر من قبل متطرفين مسيحيين ويهود في بلاد أوربية ضد جاليات مسلمة وهي كلها نتاج لتطرف مقيم في النفوس الضعيفة التي تتكاثر وتتعاضد لتخرب ماإستطاعت ،وإذن فمن الحكمة التحذير.
حدث في سوريا أن تعرضت بعض المراكز الدينية للهدم من قبل متطرفين، وقتل علماء دين ومنهم الشيخ البوطي وهو من كبار علماء الشام، وتتعرض مراقد عدة للهدم والتخريب ومنها مرقد السيدة زينب وهو من معالم الشام الشهيرة والحاضرة والتي يقصدها الملايين من المسلمين من شتى الأصقاع، والمعلومات تشير الى وجود قوات نظامية سورية، ومجموعات من مقاتلي حزب الله ولجان شعبية من سكان ريف دمشق، ومقاتلين شيعة بقصد حماية المرقد من هجمات جبهة النصرة، وقد عرضت صور توح مدى الأذى وإن كان محدودا وقد أصاب مأذنة المرقد ،عدا عن وجود نوايا بذلك من متشددين يرون في مراقد أهل البيت والصحابة أوثانا تعبد من دون الله ،ويؤمنون بأهمية هدمها كاملة ليستقيم دين الله ،دون إغفال قيام قوات الجيش السوري هي الأخرى بتدمير مساجد عن طريق القصف.
مانريد توضيحه هو الأهمية القصوى لتدخل إسلامي عربي ومؤسساتي من قبل الجامعة العربية ،ومنظمة المؤتمر الإسلامي لوضع المراقد والمساجد التاريخية في حمايتها وبقوات تشرف على ذلك ،وعدم السماح بالقتال من قبل الطوائف المهاجمة ،أو المدافعة وقد أوضح قياديون في المعارضة السورية إنهم لايرغبون في التحدث عن التهم الواهية في ذلك ،وهم سيحافظون على المقدسات لكنهم يتجاهلون حقيقة ضعفهم أمام العناصر الدينية المتشددة التي تريد تخريب الإسلام ،ودفع معتنقيه لإقتتال طائفي مقيت ،وليس من الحكمة في شئ جعل مرقد زينب سببا للحرب، فماحصل بعد تدمير مرقد العسكريين في سامراء يكفينا يامسلمين.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat