صفحة الكاتب : د . طالب الصراف

سيد قطب:\"اسلام امريكاني\" (رئيس مصر نموذجا)
د . طالب الصراف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد لا يختلف البعض على ان الهجمة الشرسة على الاسلام ونبيه محمد وال بيته(ص) من قبل المستشرقين سابقا ومخابرات الحكومات المعادية للاسلام حاليا لها اسباب كثيرة منها: دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وغير ذلك, ثم لايختلف اثنان في عصرنا الحاضر على ان جمعية الصهاينة الجدد في واشنطن وحلفاءها من العرب والمسلمين لها برامج تجاوزت خطط واهداف المستشرقين بمراحل متعددة ومتطورة. وهذا ليس بالغريب ولكن الغريب انك ترى دولا عربية واسلامية كقطر وتركيا ومنظمات وشخصيات تدعي اسلامها او استسلامها كالوهابية والقرضاوية والاخوانجية اكثر خطورة على الاسلام والمسلمين من تلك الدول الغربية والمنظمات الاجنبية. ومن المعروف ان بعض مستشرقي الغرب والامريكان حاولوا تشويه الاسلام منذ عهد السيد قطب الذي كتب مقالة تحت عنوان (اسلام امريكاني) بل قبله بكثير, وقد اشار في مقالته الى ان الحكومات الغربية والامريكية تبنت استخدام كلمة الاسلام كوسيلة في (محاربة الشيوعية), وقد فات هذه الحكومات ان لم تكن قد تغافلت بان الاسلام جاء لمحاربة الطغيان والاستكبار المتمثل بالدول الامبريالية من جهة ومحاربة عملائهم من الحكام سماسرة الطغاة والظلمة امثال اردوغان ومرسي وحاكم قطر وال سعود وال خليفة. ولكن السيد قطب لو كان حيا لغير هذا العنوان لاسباب منها : ان الاسلام لايمكن ان يكون امريكيا او غربيا ام شرق اوسطيا وانما الاسلام هو الاسلام الذي حفظه وصانه الله سبحانه في كتاب مكنون محفوظ وسنة نبوية وجعله رحمة للعالمين جميعا وليس للبدو وحسب, ولو كان حيا لرأى شبيبته ومن يدعي السير على نهجه امثال مرسي رئيس مصر الحالي الذي دعمته الادارة الامريكية بمقدار خمسين مليون دولار لاجل الفوز بالانتخابات المصرية في المرحلة الثانية من الانتخابات ليصبح دمية بيد المخابرات الامريكية الصهيونية وهذا ما حدث فعلا وذكرته وسائل الاعلام العالمية ومن بينها ما ذكره الكاتب براين جبسون في (الموقع الاكاديمي).وفي 5-3-2013 ذكرت مجلة فرونت بيج FRONTPAGE MAG تحت عنوان(اوباما يدفع 50 مليون دولار لاخوان المسلمين). فكان هذا الدعم الامريكي الصهيوني من اجل سفك دماء المسلمين واعلان مرسي (الحرب الطائفية).
واذا كان المسيحيون الصهاينة الجدد يعملون ويخططون في مراكز متعددة بالقارة الامريكية فان المسلمون الصهاينة الجدد هم بين صفوفنا ومراكزهم واضحة وبينة للعيان متمثلة بمثلث الموت المتكون من حكام قطر وال سعود وتركيا ولهم عملاء صغار في ليبيا وتونس ومصر وبقية الاقطار من الذين يبيعون ضمائرهم مقابل الدولار كما فعل حاكم مصر. ان هؤلاء المسلمون الصهاينة الجدد اكثر خطورة من المسيحيون الصهاينة الجدد لاسباب كثيرة؛ منها انهم من ابناء الشعوب العربية والاسلامية وهم موجودون بين صفوف ابناء الشعب الواحد, وان البعض منهم قد يتسلم بل تسنم فعلا مناصب مهمة في بلدانهم العربية والاسلامية, واصبح البعض منهم حكاما للدول الغنية بالبترول والغاز, فوظفوا هذه الثروات لخدمة اسيادهم الصهاينة لسفك دماء العرب والمسلمين وتدمير البنية التحتية للمجتمعات المذكورة وافقار الشعوب ونشر الفوضى عن طريق المرتزقة الارهابيين والتكفيريين كما حدث ويحدث تحت شعار ثورات التطبيع الصهيوني, حيث لانسمع كلمة واحدة من أي قائد لتثويرات ربيع 2011 بمقاومة المحتل الصهيوني ومساندة الشعب الفلسطيني, اومطالبة جامعة الاعراب باجتماع عاجل لدعم الشعب الفلسطيني والوقوف معه, الا ان هذه الجامعة اصبحت مجمعا للتآمر على الشعب الفلسطيني ولا يهمها اراقة دمائه وهي واقفة تتفرج للتتمتع بمشاهدة لوحة مسرح عنوانها (ابادة الشعب الفلسطيني). 
ان هؤلاء العربان ياسيد قطب حكموا شعوبنا قبل الامريكان, واليوم يتآمرون على المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتدمير سوريا دولة الصمود والتصدي, وقد خدموا الصهيونية واسيادها خدمة لم توفرها الدول الاوربية وامريكا لحماية الكيان الصهيوني المغنصب, ولكن ليس الاسلام باسلام امريكاني! لانه لايمكن ان يكن امريكاني ابدا... ولكن هنالك من المسلمين قد تحالفوا حتى مع الصهيونية بل تحولوا الى صهاينة جدد كما هو الحال في حكام قطر وبعض امراء ال سعود وسيدهم اردوغان مطبلين لهم اعلاميون خونة للدين والانسانية وليس لضميرهم لانه لاضمير لمن ليس له ضمير. والسؤال هل يكتفي ويقف عملاء الصهاينة بتنفيذ مخططات اسيادهم عبر منظمة الجامعة العربية (الغربية) بالتآمر على سوريا وحسب؟ ام ان اهداف مخططات اسيادهم ستستمر حتى تدمير العراق وتمزيقه الى مقاطعات كما نشاهد اليوم بتسلل المحاربين (الاتراك-الاكراد) الى شمال العراق واحتلاله؟
لقد استشهدت يا سيد قطب وانت القائل الديمقراطية في الاسلام ولكن الاسلاميون اليوم يحكمون في تونس ومصر وليبيا ومن فجر ثوراتهم في قطر والسعودية بدعم مالي وعقيدة وهابية تكفيرية كلهم يدعون الحكم بالشريعة الاسلامية, فديمقراطيتهم تعني الاغتيالات والبطالة والطائفية وسفك دماء المسلمين والتحالف مع الصهيونية والاعتداء على حرمات الانسان الذي كرمه الاسلام فاحل الاسلاميون ذبح المسلمين وشق صدورهم لاكل قلوبهم كما اكلت ام معاوية بن ابي سفيان قلب الحمزة عم النبي (ص) هكذا يفعل الاسلام العثماني السفياني واما قادة جبهة نصرة الاسلام والقاعدة الاسلامية فهم يقتلون الاسرى السوريين بطريقة لم ينتهجها حتى الصهاينة حلفاء العثمانيين الاتراك والوهابية دعامة اركان الفتنة بين الشعوب الاسلامية. نعم لم اشاهد فلما سينمائيا ولا شاشة تلفزيون تظهر لي ان صهيونيا متطرفا وليس يهوديا قام باكل قلوب ابناء الشعب الفلسطيني, ان هذه الحادثة هي ابشع من قضية ما يسمى بمحرقة اليهود ولم يكف هذا النوع من التمثيل بالنفس الانسانية بل ذهب انصار الوهابية والعثمانية الى قطع رؤوس ابناء سوريا ورميها من فوق الجسور في الانهار, واما فعلتهم بقبر حجر بن عدي وبعض افراد عائلة النبي محمد (ص) من نبش لها واهانة لكرامة النبي محمد (ص) الا تذكيرا بما واجهه واصحابه اثناء نشر رسالة الاسلام وبعدها حيث اننا نشاهد نفس ما لاقاه حمزة عم النبي وعمار بن ياسر ووالده ووالدته وكذلك حجر بن عدي من مصير في قطع الرؤوس واكل القلوب والاكباد وقتل الامام الحسين ومن صاحبه من افراد عائلته وانصاره وسبي عائلته والتأريخ يعيد نفسه بابشع صورة. فالشريعة الاسلامية انتهكت ولا حكم بالاسلام ولاعدالة, فالاعداء وادواتهم في المنطقة يريدون ان يظهروا ان لا ديمقراطية في الاسلام ولا عدالة في شريعته ويدللون على ذلك بما يحدث في المنطقة العربية والاسلامية باستثناء الجمهورية الاسلامية التي اعطت نموذجا في الانتخابات الاخيرة لم تنافسه به حتى الديمقراطية الغربية اللبرالية. 
ان خطط اعداء الاسلام للنيل منه والتآمر عليه لم تظهر فجأة او وليدة صدفة ولكنها منذ عقود تسبق حتى فترة سيد قطب اذ يذكر الكاتب ريجارد كلارك وهو موظف سابق في الخارجية الامريكية ثم اصبح مديرا لمجموعة الامن ومواجهة الارهاب في كتابه (مواجهة كل الاعداء) Against all Enemies الصادر 2004 قائلا:\" هنالك ملاحظة (صغيرة) تولدت عند اغلب الشعب الامريكي وحكومته فحواها:\"ان حركة عالمية جديدة بدأت تتكون منذ اكثر من عقدين. وهي لاتهدف مجردا الى الارهاب من اجل الارهاب, ولكن هذه المنظمة العالمية تهدف الى خلق شبكة من الحكومات تفرض على مواطنيها تفسير (القلة) للاسلام, وان البعض في هذه المنظمة ينادي ويطالب بتوسيع حملاتهم لتكن لها هيمنة عالمية, انهم يهدفون الى تشكيل وتكوين حكومة (الخلافة) التي تأتي باعادة الكبح والقمع بواسطة السلطات الحكومية الدينية المطلقة كما كانت في القرن الرابع عشر , وان هؤلاء يجاهدون بالعنف والتخويف لاعادة وخلق هذا النظام الرهيب والشنيع....\". 
اليوم يا سيد قطب نسمع الذين استخدموا فكرك وادعوا الاخذ بنهجك يحاربون الاسلام والمسلمين ولم نسمع كلمة واحدة منهم بالوقوف مع ابناء فلسطين, فنسمع القرضاوي الاخوانجي خادم حاكم قطر وربيب الصهيونية والعلماء المتهتكين المارقين من ال سعود يفتون بالجهاد للحرب على ابناء سوريا وتكفير من يقول:\" اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله.\" بينما يؤمن القرضاوي وحثالته من امراء دويلات الخليج بالطاغوت الصهيوني الامريكي ويصبحون عبيدا اذلاء في تنفيذ مخططه الهادف لاراقة دماء المسلمين في سوريا وبقية البلاد الاسلامية تحت شعارات التكفير حيث يخطط لهم اعداء الاسلام منذ اكثر من ثلاثة قرون.
والفاجعة يا سيد قطب ان من تسلق على اكتافك وقدمت دمك لمستقبله الاسلامي امثال مرسي رئيس مصر فقد سمعه المسلمون وشاهدوه على شاشة التلفزيون المصري يخطب على المرتزقة الرعاع الذين جمعهم من كل حدب وصوب والذين لايشكلون بعددهم اكثر من ابناء زقاق من ازقة القاهرة الضيقة القصيرة وهو يشعل الفتنة الصهيونية الامريكانية في سوريا, ويهدر دماء ابناء سوريا خدمة لسيده الصهيوني الامريكاني, لقد كان خطابه الطائفي يعبر عن اسلامه الامريكاني والذي يهدف فيه توسيع الهوة بين السنة والشيعة, ان مرسي الامريكاني الذي لايستطيع ان يقرأ اية قرآنية او بيت شعر يعرفه حتى الطفل الا بالرجوع الى ورقة, ولم يتعرض بكلمة واحدة عن حقوق الشعب الفلسطيني بينما ناشد المصريين والعرب والمسلمين والعالم (الصهاينة والمحافظين الجدد وكل اعداء الاسلام) لحمل السلاح وسفك دماء ابناء سوريا, هكذا تحول حملة نهجك والقائمون على طريقك وتنظيمك وايدولوجيتك الى اسلام امريكاني كما توقعته في مقالتك ياسيد قطب. لقد كشف مرسي حقيقته في خطابه بمؤتمر (نصرة سوريا), والحقيقة انه مؤتمر (خذلان سوريا) وشعبها لان مرسي الامريكاني والتكفيريين عملاء الصهاينة يريدون القضاء على الجبهة السورية جبهة التصدي والمقاومة للصهيونية وعملائها من عبيد الاستعمار, ولكن هيهات هيهات وعلى مرسي ان يعقد مؤتمرات لاشباع ابناء شعبه الجياع الذين يعيشون تحت خط الفقر وينامون في المقابر ويلتحفون السماء, وعليه ان يعالج ما قاله :\" اننا نواجه التحديات الخارجية والداخلية...\" لقد استبدل مرسي العدو الاسرائلي والامريكاني بالمسلمين الذين يقولون اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله, انهم ابناء سوريا وابناء حزب الله الذين اعطوا درسا للصهاينة وزنادقة (الاسلام الامريكاني). ان زعيم اخوان (الاسلام الامريكاني) يعلن الجهاد على الرئيس الاسد والشعب السوري الذي يصلي في يوم الجمعة خلف الشهيد المجاهد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي بينما لا يعلن مرسي الجهاد على اسرائيل, وان مرسي ياسيد قطب يقطع العلاقات العربية المصرية مع ابناء سوريا ويشيدها ويعززها مع الصهاينة واسرائيل, وان مرسي صنيعة الصهيونية والمحافظين الجدد جعل الشعوب الاسلامية بشكل عام والشيعة بشكل خاص بل حتى الشرفاء من غير المسلمين ينظرون اليه بانه طائفي ومجرم حرب, لانه يعلن الحرب والقتال على شعب يقاتل الغزاة والمرتزقة المارقين الذين جاءت بهم المخابرات الصهيونية والعالمية لمحاربة الاسلام الغير امريكاني في سوريا.ان مرسي الامريكاني اليوم يخالف وينحرف عن اسلام محمود شلتوت رئيس وحسن البنا وسيد قطب وهم علماء الازهر وبعضهم قادة لاخوان المسلمين, هؤلاء يوحدون ومرسي يفرق ويزرع الفتنة بين المسلمين, ان مرسي اليوم يا سيد قطب قد اختار مثواه جهنم وبئس المصير وقد حشره الله في حياته قبل مماته مع عملاء الاسلام الامريكاني والبسه الخزي والعار مع (المسلمين الصهاينة الجدد) وما اكثرهم في يومنا هذا. 
 19-06-2013 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . طالب الصراف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/19



كتابة تعليق لموضوع : سيد قطب:\"اسلام امريكاني\" (رئيس مصر نموذجا)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net