صفحة الكاتب : مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي ع

الاختبار النهائي
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي ع

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في اطار حديثه عن الاختبار النهائي امام جمع من اساتذة المدارس الثانوية في النجف الاشرف.

قال السيد محمد حسين العميدي مفتتحا بسؤال هو: هل ينجح الاختبار الالهي النهائي الذي يأتي في اخر الزمان، للناس الذين يقفون مع الامام المهدي عليه السلام .. أي هل ينجح اولئك الناس في هذا الاختبار بالقضية المهدوية أو لا ينجحون؟
بعد ذلك واصل السيد الحديث وعلى شكل اسئلة ايضاً وهي:
- ما هي ضرورة وجود الامام عليه السلام نسبة للانام؟
- هل تختص معرفة الامام عليه السلام بآخر الزمان أم لا؟
- كيفية معرفة الامام الغائب المنتظر عليه السلام؟
واليك موجزاً بهذا الحدث:
ضرورة وجود الامام عليه السلام:
نقول هنا: لماذا اجتمع الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم _كما يقال_ لتعيين امام وتعيين خليفة وتشخيصه .. أكل ذلك لانهم عرفوا انه لا بد للناس من أمير .. وانه لا تصلح الامة الاسلامية الا بأمير .. او هكذا تجري ببداهة وبفكرة جد بسيطة .. اكل الناس ادركوا ذلك، وانه لا بد من أمير يقودهم في حرب وسلم .. واقتصاد وسياسة، بدليل ان العشيرة تختار لها زعيماً، والحي والمدينة .. والكل لا بد له من وجهاء يقودونه .. كما للدولة ساستها ومنذ قيام العالم؟
ولكن هل ادرك هذه القضية كل الناس .. وانها قد فاتت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وهل الناس افضل من خير الخلق أجمعين؟
والحق ان يقال انه لا بد ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ادرك ذلك وعلم به وهو ارحم واشفق، وبالمؤمنين رؤوف رحيم، خاصة وانه لا ينطق عن الهوى .. فلا بد .. ومن هذا المنطلق بالاقرار بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم اوصى بعده الامام ليكون هادياً للانام، بعد ان عرّفهم اياه وفي مقامات عديدة منها وآخرها _غدير خم_ لان النبوة مرتبطة بالامام عليه السلام ولا فرق في ذلك بين اول الزمان أو آخره. لان الهداية مستمرة باستمرار وجود اولئك الناس المطلوب هدايتهم.
واننا اذا جحدنا الامامة جحدناها والنبوة، وذلك بتكذيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجحد نبوته .. وهي جحد للالوهية، وتكذيب للإله وانكار كلمة التوحيد. وهي الطامة الكبرى _اعاذنا الله منها_.
هل تختص معرفة الامام بآخر الزمان أم لا؟
ما دامت معرفة الامام _كما قلنا_ لا تختص بزمان دون غيره .. فلا بد من معرفة امام الزمان.. لذلك كان اللطف الالهي .. وجاء امر السماء، وجاء تنفيذه عن طريق الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .. صاحب رسالة الاسلام ومنذ بداية البعثة النبوية المباركة.
يوم قيل له (وَ أَنْذِرْ عَشيرَتَكَ الْأَقْرَبينَ) منذ ذلك اليوم الذي اعلن فيه ان علياً عليه السلام هو وصيه وخليفته من بعده.
نقول: ان ذلك حدث والرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يزل على قيد الحياة .. وقد قالها مراراً وتكراراً .. لكي لا يترك الناس سدى من غير قائد وموجّه وهاد.
وحينها نقول هذا حال الامامة والهداية في زمن رسول الله وحضوره، فكيف هو الحال بعد غيابه وذهابه للرفيق الاعلى ... بأية صورة من الذهاب.
وهذا هو الحال اول الزمان، فكيف الامر باستمرار الزمان .. او آخره والرسالة خاتمة.
يقول لنا التاريخ ان غير المعصوم ادرك حاجة الناس للامام في زمانه. والناس حديثو عهد بالرسول والرسالة .. فكيف هم بعد ابتعادهم زمنياً عن مصدر التشريع ومعين الاسلام .. فهل يحتاجون في مسيرتهم الزمانية الى من يهديهم سواء السبيل.
اذن هل تختص معرفة الامام عليه السلام باخر الزمان فقط .. دون سائر الازمان ومن حين بدء الرسالة المحمدية حتى مجيء آخر الزمان؟
معرفة الامام الغائب المنتظر عليه السلام
من خلال تتبع الروايات نجد نوعين منها، الاول يقول ان معرفة الامام عليه السلام يسيرة وسهلة وبسيطة، ميسره لكل احد يريد ان يعرف امامه في آخر الزمان.
وانه عندما يظهر عليه السلام، فان معرفته لا تحتاج الى مؤونة وتعب وتفكير.
اما الصنف او النوع الثاني من هذه الروايات فتقول ان الناس ستكون في حيرة شديدة وحيص بيص في تشخيص هذا الامام، خصوصاً اذا علمنا ان هناك مجموعة من الاشخاص سيدّعون المهدوية قبل الظهور المبارك.
وعند ذلك فسيشتبه الامر على الناس!
ودفعاً للاشكال التي تورده الروايات، وتوفيقاً بينها نقول: ان معرفة الامام عليه السلام او التعرف عليه يكون بشخصه .. وهذا يخص وقت ظهور الامام .. فالمطلوب عند الظهور المقدس تشخيصه .. أي هل هذا هو الرجل _من بين الناس_ او ذاك ..
اما في زماننا _مثلاً_ فالتعرف او المعرفة يكون بشكل آخر وهو الاهم .. وهو التعرف على صفات الامام عليه السلام والذي نحن مأمورون بان نؤمن به .. فيجب ان تعرف عنه هل هو مولود .. اين ومتى في أي سنة .. واسمه وابن من هو .. من أمه؟ من أبوه .. وما هي ظروف ولادته .. وما الذي حصل له .. وهل هو حاضر _نراه_ ام انه غائب لا نستطيع رؤيته او تمييزه بين من نراهم ونعايشهم ..
واننا اذا لم نفعل ذلك تكون قد جحدنا امامته والامامة كلاً، يتبعها في ذلك النبوة فالتوحيد ..
واذاً فتعيين الامام ليس خاصاً بآخر الزمان بل يشمل زماننا هذا وكل زمان، لان من لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية.
وبشكل آخر علينا ان نستعد بهذه المعرفة لظهور الامام قبل ظهوره. كما نشخصه حتى نتّبعه هو بالخصوص دون غيره فنسير على هديه.
اسأل الله لي ولكم النجاة في الدنيا والآخرة والحمد لله رب العالمين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي ع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/01



كتابة تعليق لموضوع : الاختبار النهائي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net