صفحة الكاتب : فراس الجوراني

الثقافة النسبية في الأجهزة الأمنية
فراس الجوراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
أن قيام النهضة الموعودة لأي دولة في أيامنا هذه يجب أن يقترن دائماً بوجود عنصر حيوي هو الأمن . الأمن ليس فقط معدات وأجهزة حديثة يمكن استقدامها ولا عناصر بشرية مدربة يمكن توضيفها فقط ,وليس أيضاً قوانين وأنظمة راقية نبتكرها ونطبقها , ولاهي أسلحة حديثة نحملها ونستعملها , فالأمن بالدرجة الأولى ثقافة يشارك فيها المواطن بكل اقتناع ويدافع عنها دفاعه عن ذاته , هذه الثقافة هي وليدة القيم الأخلاقية الراقية المتراكمة في تاريخ الشعب , والمتفاعلة إيجابا مع التطور العلمي والاقتصادي والاجتماعي .لذلك فأن ظهر الفساد في الإدارات الأمنية يرجع إلى عدم توظيف قيم هذه الثقافة في جوهر عمل هذه الإدارات والمؤسسات.أن الإقرار بوجود الفساد في المؤسسات الأمنية والعسكرية في العراق هو أمر لأجدل
فيه , ويقتضي الاقتراب منة علمياً ومنهجياً ,حتى لايتحول أمر أصلاحة مثل أمور أصلاح الإدارات العامة ,حيث يلجأ السياسيون إلى رفع شعارات الإصلاح عند كل حملة انتخابية أوفي أي بيان وزاري جديد , نظراً للصدى الرائع الذي تركته هذه الشعارات في نفوس المواطنين!! على أي حال , مع وجود ميزانية مادية عالية جداً في العراق , وصرف مبالغ طائلة جداً للمؤسسات الأمنية وذلك في شراء الأجهزة والمعدات بغية تبسيط الأمن والاستقرار في البلد , لكن بلا جدوى ونفع ,(( كالذي يصب الماء في وعاء مثقوب من الأسفل )) لان هناك عدة أوجه للفساد داخل الأجهزة الأمنية , وأحياناً يكون الفساد مرتبط ارتباطا مباشراً بالرئيس المباشر للموظف الأمني مع هذا الأخير في التغاضي عن تطبيق القانون , تبدأ هنا عملية منظمة للفساد حيث يقوم الرئيس المباشر بحماية مرؤوسة ورعايتهم لقاء تقاسم الرشوة الناتجة من عدم تطبيق القانون بشكل المطلوب ,ويكون الضعف الأمني أحياناً ,يسبب ضعف أخلاقي لبعض القادة في ثقافة توفير الأمن والأمان لأنها أحيانا تعتمد تلك الناصب على المحسوبية والمنسوبية ,حيث يتحول هرم السلطة إلى بناء هش ومتراخي من كل جوانبه , وفي بعض الأحيان الضعف الأمني يؤدي إلى انهيار الدولة ومؤسساتها . هناك مقولة لأحد السياسيين القدامى يقول (( أنا لاأحترم دولة قاضيها عبداً , وموضفيها سمساراً , وضابطها مأجوراً )) فيجب أصلاح واستئصال هذا الورم السرطاني من الأجهزة الأمنية وذلك من خلال 1_ خلق ثقافة ((كل مواطن خفير )) وعدم الاكتفاء بالإشعار مما يتطلب من الإدارات الأمنية 2_ بناء جسور المصداقية مع المواطن واعتماد مبادئ الثواب والعقاب بكل عدالة وصرامة وشفافية مع جميع موظفي الإدارات الأمنية ,مبتعدين عن سياسة الانتماء الحزبي والعرقي والمذهبي 3_ أعتماد مبادئ تقسيم الأداء دورياً واعتماد نتائجها في الترقية 4_ أعتماد الإدارات الأمنية أساليب العمل المبسطة والشفافة في التعاطي مع شؤون المواطنين الأمنية 5_ أعتماد مجلس استشاري للإدارات الأمنية مؤلف من شخصيات مشهودة لها بالعلم والأخلاق 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الجوراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/13



كتابة تعليق لموضوع : الثقافة النسبية في الأجهزة الأمنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net