صفحة الكاتب : انس الساعدي

القلوب ليست وطنية
انس الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
هل اراك ؟ سالما منعما وغانما مكرما .. موطني .. هذا النشيد الذي نقرأه غالبا قبل المباريات الدولية والذي لا يحفظه معظم العراقيين .. هو بالاصل قصيدة لشخص غير عراقي لحنها شخص آخر غير عراقي ، بالنتيجة هو عبارة عن كلمات تعبر عن إنتماء ووطنية وولاء ، ولكن بأعتقادي القاصر ان معظم العراقيين لا يؤمنون بمضامين هذه المفردات ، فالقلوب تهوى من يبادلها الهم ، ويشاطرها الحزن والفرح ، ويسهر لسهرها ، كيف لجائع يحلم برغيف الخبز ان يرى الجـلال والجـمال والسَّــنَاء والبَهَاء فـــي رباكْ ؟ وقد غارت عيناه من الجوع .. كيف له ان يشعر بالانتماء ذاك الذي غيرت الشمس معالمه وانهكه التعب؟ لماذا يكون وطنيا من لا يملك في هذا الوطن شبرا ، وهو يرى الحيتان البشرية وقد استخدمت سياسة قضم الارض في بلدهم وقد اشتروا اراض وعقارات تأويهم وتأوي ابناءهم واحفادهم واسباطهم ونسائهم واصهارهم واقاربهم حتى الدرجة الرابعة ؟ ومن المؤكد طبعا ان من يسكن في جحر اشبه الزريبة منه الى البيت لا يشعر بحب الوطن ولا يلام اذا فعل ذلك ،.. كيف اقنع من استشهد والدها في تفجير ارهابي ، والدها الذي كان بالكاد يوفر ثمن الإيجار للسكن ، كيف اقنعها ان نشيدنا الوطني يقول .. ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا، لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ ،مَـجـدَنا التّـليـدْ ، كيف ستعيد هذه اليتيمة مجدنا التليد وهي لا تجد سقفا يستر طفولتها او شبابها؟ وهي تعيش عيشا منكدا وذلا مؤبدا .. بالتأكيد هي لن تصنع مجدا ابدا ، ولن تكون مثالا للشباب الفاعل في المجتمع ولن تلام اذا ما تركت الدراسة وتوجهت للعمل .. أي عمل ولن تكون ملامة اذا ما وقعت ضحية النصب والاحتيال في الشارع اذا ان حكومتها ذات النشيد الوطني ، لم تكفل يتمها ولم ترع وحدتها ، هذا مثال من ملايين الامثلة على ان العراق بلد غير صالح للحياة وان من يعيشون فيه اقسام ، القسم الاول : الحكومة او الناس الحكوميين ، وهم اغنى الناس وبامكانهم العيش في العراق لانهم يتسلمون رواتبا اكثر بستة اضعاف من راتب البروفوسور المسؤول عن المفاعل .القسم الاخر : الناس الاعتياديين وهم انوع شتى ولكن انا على يقين ان عدد من يريد ان يهرب من جحيم هذا البلد يتعدى النصف من مجموع العراقيين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انس الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/18



كتابة تعليق لموضوع : القلوب ليست وطنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net