كلاب الإرهاب.. وكلاب الحكومة !!
انس الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مسلسل الإرهاب الذي يعصف بالبلاد، عرضها وطولها، لا يبدو أن له نهاية وشيكة، بل من المؤكد أنه سيتطوَّر إلى مديات أكبر من الفتك والإرعاب، ففقدان الثقة بالحكومة وبقواتها الأمنية بات هو الصبغة الطاغية على مكونات الشعب كافة، وفقدان الثقة هذا لم يتولَّد اعتباطاً لدى الناس، فالجميع يعرف بطولات الحكومة وصولاتها الباسلة، وإصلاحاتها الجذرية للملف الأمني!
اليوم وبعد مرور أكثر من عشرة سنوات يشعر المواطن العراقي بأنه عرضة للقتل في أيَّة لحظة، فهو أما أن يقتل بالكاتم أو بإنفجار سيارة مفخَّخة أو عبوَّة ناسفة، أو ربما بهجوم إرهابي أو عن نقطة تفتيش (سيطرة) وهمية، تعددت الأسباب والقتل واحد، وقد بلغ من قوَّة الحكومة أنها وصفت الإرهابيين الذين يجوبون شوارع البلد بالليل والنهار بالكلاب المسعورة، نعم اتفق مع الحكومة في هذا التوصيف، العمليات الإرهابية التي تعصف بالبلاد تقوم بها عصابات مأجورة، هي أشبه ما تكون بالكلاب، ولكن العتب، كل العتب، على قادتا الأمنيين وأفكارهم النيّرة، ومعالجاتهم الصميمية، ألم تعلن الحكومة أن جهاز (السونار) غير فعَّال وأنه جاء عن طريق صفقة فاشلة كلَّفت العراق ملايين الدولارات؟ ألم يعلن المالكي شخصياً أنه سيستبدلها بكلاب بوليسية تنتشر في نقاط التفتيش؟ ألم تكن هذه هي الخطة البديلة؟
الغريب أن كلابهم مازالت تعمل بجد واجتهاد وكادت في فترة ما أن تسقط الدولة وتحطُّ من هيبتها، كلابهم تتوعد وتعلن أنها ستفعل كذا وكذا، وتخطّط وتتعهَّد وتفي بعهودها وتفرج عن إرهابيين قتلة، وكلابنا لم تفعل شيئا سوى أنها تحرس المنطقة الخضراء، كلابنا تعوَّدت أن تحمي المسؤول، وكلابهم تقتل الجميع، فكلابهم عادلة في إرهابها وكلابنا انتقائية، تعمل بمزاجية، تقف على أبواب المسؤولين، وتهزُّ ذيولها لهم، بينما كلابهم المسعورة، تقتل العامل والفلاح والطفل والشيخ، المسؤول والمواطن..
المثير للدهشة أن كلابهم تتصارع على الموت، في حين أن حكومتنا الموقَّرة تحافظ على كلابها وتصرف عليها آلاف الدولارات شهرياً. الفارق كبير بين كلاب الإرهاب وكلاب المنطقة الخضراء، فالإرهابيون يطلقون كلابهم ويزجونها في أعتى المعارك، في حين تترنَّح كلاب المنطقة الخضراء في أكشاك التفتيش المكيَّفة، والطعام (المسلفن) والرواتب المجزية.. نعم فكلاب الخضراء تتقاضى مرتَّبات، وربما ستطالب بعد فترة من الخدمة بتقاعد!! فيما لا ترنو كلابهم إلى غير (الشهادة) والنصر المؤزر.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
انس الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat