صفحة الكاتب : فلاح المشعل

ثقافة الرفض و التغيير ...!
فلاح المشعل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ينتج الشعور بالضعف و تراكم الفقر وفائض الإضطهاد أحساسا بالتهديد والخوف ثم الإستسلام للسلطة ، هذا نمط من سلوك عبودية مقيمة في الشرق العربي ، تركته خلفها شعوب العالم منذ قرون مضت .

مركب الإضطهاد يدفع الشعب ، واقصد هنا شعب العراق ، الى إنتظار إرادات من خارج تكوينه لتحريكة بأتجاه بناء موقف رافض او تغيير يشمل حياته ، واعني بذلك السلطة السياسية (الحكومة) التي تملك مفاتيح العمل.

لعل فكرة إنتظار المخلص التي توارثتها الأجيال عبر أكثر من الف عام أحد المؤثرات التي تشتغل باللاوعي في إهمال ثقافة الرفض والتغيير، او وضعها في صف الإهتمامات الثانوية او الفردية غير المعبرة عن مزاج ورؤيا الروح الجمعية للشعب .

تداخل مركبات الضعف أنتج ظاهرة الهروب من والمسؤولية ، وإزاحة الستارةعن عدم إحترام الذات، وانعدام الإحساس بالقوة وصناعة المستقبل .

قبل مائة عام اقتضت الشروط الموضوعية وجود نمط من شكل مبسط لدولة عراقية خارجة من الإحتلال العثماني نحو خانات المستعمر البريطاني ، وإذ دعت الضرورة لإيجاد حاكم ليس من الحضيرة الأنكليزية فقد عرض العراقيون آنذاك رغبتهم بوجود حاكم عربي هاشمي ...!

إختيار حاكم من خارج النطاق الوطني يعكس سلوك الخوف والإرتياب من المبادرة والشعور بالدونية . لاسيما وان بلداً مثل العراق يزخر بالقبائل العربية ، ووفرة العائلات من السلالة الهاشمية ..!؟

بعد نحو 40 عاما ، جاء انقلاب تموز 1958 بشريحة ضباط الجيش ليؤسسوا تأريخا جديدا من حكومات العسكر، المدفوعة بروح المراهقة وحب التسلط وقد توجت بنظام فاشستي دكتاتوري حكم البلاد بالخوف والسجون والموت والحروب ، أنفق خلالها الشعب العراقي أكثر من مليون ضحية ومليوني مهاجر، وآلاف المقابر الجماعية دون ان يترشح عن هذه الويلات ثقافة رفض او تغيير شعبي ، ولولا تهالك الجيش العراقي في هزيمة كارثية إثر حرب الكويت 1991 ، لما أنطلقت قذيفة دبابة الجندي الثائر في ساحة سعد بالبصرة لتسقط جدارية الدكتاتور صدام ، إيذانا بالإنتحار الذي أنتهى الى إنتفاضة فوضوية .

كان الرفض يتسع و يغورعميقا في روح الشعب ، جراء إنغلاقه بطبقات سميكة من الرعب ، وهكذا كان الشعب ينتظر التغيير حتى جاء الإحتلال الأمريكي فصفق له الشعب ولم يسأله لماذا ؟ وكيف ؟ ووو الخ .

ومنذ عشر سنوات قدم العراق من الخسائر مايفوق كل خسائره في الحروب والمقابرعبر مائة عام ، لكنه أرتضى بهذه (السلطة ) البضاعة الرديئة للمحتل الأمريكي ، ولم يقوعلى انتاج فعل التغيير، رغم محاولات الدفع الميكانيكي للمحتل بصناعة منظمات مجتمع مدني او ماتسمى بالحريات أو حقوق الإنسان .

ضعف قدرة الشعب على ولادة ثقافة الرفض والتغيير، لاترتبط بالأسباب الواردة أعلاه وحسب ، وإنما بطبيعة السلطة وسلوكياتها التي حافظت على ثوابتها القمعية ، وهو مانأتي عليه في موضوعنا المقبل .

Falah.almashal@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح المشعل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/12



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة الرفض و التغيير ...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net