صفحة الكاتب : محمد السمناوي

أدلة عقلية على إثبات المعاد
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عين الوجود والصلوة والسلام على واقف الشهود وعلى اله الطيبين الطاهرين أمناء المعبود .
أدلة عقلية على ثبوت المعاد 
ذكر القران أدلة على وجود المعاد بآيات كثيرة ، ولابأس بذكر بعض الأدلة العقلية واهمها أربعة:
(الأول) : قد قام الدليل القطعي في محله على انه تعالى حكيم لايفعل القبيح عبثا ولا يترك شيئا سدى ؛ لانه تعالى منزه عن كل نقص في ذاته وأفعاله ، وعليه لا يكون خلقه العوالم والاناسي عبثا ولغوا بل صدر عن حكيم عليم بمصالح شتى وان كنا غير واقفين عليها .
ومن البديهي ان تلك المصلحة لاترجع الى الله تعالى ؛ لغنائه عنها وعدم الحاجة إليها قطعا وهذا بديهي لا يحتاج الى نظر واستدلال ، وإلا استلزم النقص في حقه فترجع تلك المصلحة الى المخلوقين لا في هذا العالم بل في عالم آخر حيث ان هذه الدنيا فانية منقطعة ولا يليق بشأنه تعالى ان يوصل المصلحة النهائية اليهم في مثل هذه الدنيا المحفوفة بالنقص والزوال والمتصرمة عاجلا والفانية سريعا  المخلوط عيشها بالتنغيص ولذتها بالألم وهذا بخلاف ما اذا امر المولى عبده بما يلزمه المشقة في زمان قليل فاعقبه راحة طويلة في دار غير فانية ، وقد أشار القران الكريم الى هذا الدليل بشكل واضح وصريح في سورة المؤمنون الآية 23/115( أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) .
(الثاني) : انه تعالى حكيما يفرق لامحالة بين المحسن والمسيء وبين العاصي والمطيع ، ولا يجعل المجرمين كالمتقين . وحصول هذه التفرقة والتمييز أما ان يكون في هذه النشأة او في النشأة الأخرة ، والأول غير متحقق وجدانا، حيث نرى ان الظالمين والكافرين كثيرا مايكونون في أعظم التنعم والاعتزاز ، في حين نرى ان المؤمنين والطيبين كثيرا مايكونون في غاية التحقير والابتلاء . ولما لم تتحقق هذه التفرقة في هذه النشأة - ولابد من تحققها وإلا لزم خلاف الحكمة - فلا محالة أنها تتحقق في دار اخرى ، ولعله أشار الى هذه الدليل القران الكريم في سورة ص إيه 38/28( ام نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض ام نجعل المتقين كالفجار ). 
(الثالث) : لا ريب في جواز انتصافه تعالى للمظلومين من الظالمين لكونه قادرا عليه والفعل حسن وما جاز عليه تعالى واجب عليه فلو لم ينتصف منهم لهم لزم خلاف الحكمة بل لزم رضاءه بظلمهم . والرضاء بالظلم كاقدارهم عليه قبيح  فتعالى الله  عن ذلك علوا كبيرا ، ولم يجعل الانتصاف في هذه النشأة حيث ان الظالم مشغول بظلمه مع عزه ودوام ملكه بل حقق ذلك بالنسبة الى عباده المكرمين وانبيائه المرسلين  والأئمة الطاهرين عليهم الآلاف التحية والسلام ولم ينتقم لهم في هذه النشأة بشيء ، فلا بد من حصولها في دار اخرى هي دار القرار ولعل هذا الدليل يناسبه هذه الآية المباركة من سورة ال عمران الآية 178/3
( ولايحسبن الذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ).
( الرابع): إنا نرى بالوجدان تغير العالم وفناء اجزائه وحدوث بعضها إثر بعض ، وهذا التغير دليل على حدوثه وقد ثبت حدوثه في محله أيضاً ، وحيث يكون حادثا فانه يحتاج في حدوثه وايجاده الى صانع ومؤثر حكيم قادر عليم بحيث يجد آثار حكمته وقدرته وعلمه فيه وحيث يكون صانعا حكيما لابد له من الأمر والنهي ؛ اذ لولا هما لما تمت الحكمة كما هو مقرر في محله وبما انه قد امر ونهى لزم من ذلك وعده ووعيده على الطاعة والعصيان ، اذ لولاهما لما تم الأمر والنهي وقد وعد وأوعد تعالى ، ولم يتحقق وعده ووعيده في هذه النشأة ولو لم تكن نشأة اخرى لتحقق ذلك لزم التكذيب فلا بد من وجود نشأة اخرى لتحقيق والوعيد وماهي الا الدار الآخرة والواقع فيها مابشر به عباده المتقين وأنذر به المجرمين . الى هنا تم بيان الادلة العقلية الاربعة على اثبات المعاد ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله الأمين محمد واله الطاهرين 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/21



كتابة تعليق لموضوع : أدلة عقلية على إثبات المعاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net