صفحة الكاتب : عبد الرضا قمبر

دكاكـين المحامــاة .. !
عبد الرضا قمبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شـك أن مهنـة المحامـاة هي من أشـرف المهـن على هـذه الأرض ، ومن يدافـع عـن النـاس قديمـاً هـم من النبـلاء والخيريـن ورجـال الديـن من حفظـة القـرآن الكريـم ، ليظهـروا الحـق ولينصـروا المظلـوم ، والقضـاة أيضـاً يزكيهـم الوالـي من بيـن النبـلاء والمتقـين من الشعـب للحكـم بـين النـاس بالعـدل ، والتاريـخ ذكـر العديـد من الشخصيـات التاريـخية التـي قضـت وحكمـت بـين النـاس بالعـدل وأخـرى بالظلـم ، في ظـل الحاكـم الدكتاتـوري يعيـن القاضـي بأمـر الملـك أو الوالـي ليحكـم بأهـواء الحاكـم الظالـم ، وفي ظـل الحاكـم العـادل يحكـم بالعـدل .. وهكـذا.
اليـوم أنتشـرت ظاهـرة غريبـة في حكـم الديمقراطيـة والدستـور والقانـون المدنـي ، يتخـرج الشـاب من كليـة القانـون ومن ثـم يصبـح محامـي ليدافـع عن النـاس ، والبعـض لم يقـرأ القـرآن ولـم يعـرف الحكـم الإلهـي في الكثـير من الأمـور ، ولكنـه درس وتعلـم القانـون المدنـي ، ومن المعيـب أن يكـون القانـون البشـري يطبـق بهـذا الشكـل وقانـون السمـاوي لا يطبـق في الكثـير من الأحكـام الأخـرى !
***
المحامـي لديـه أكثـر من مائـة قضيـة ، وفي اليـوم الواحـد يحضـر لأكثـر من عشـرة قضايـا للدفـاع عـن النـاس ، ولكـن هل يستطيـع هـذا المحامـي أن يوفـق بـين كل تلـك القضايـا في يـوم واحـد ، أم أن مسـألـة الكسـب المـادي هـي القضيـة الأساسيـة ؟ وبعـضهم يتبادلـون القضايـا فيمـا بينهـم دون علـم المواطـن ، وهـذا بكـل تأكيـد مخالـفة للأمانـة المهنيـة ، والبعـض منهـم يعيـن المستشاريـن الأجانـب في مكتبـة للإستفـادة منهـم والتقلـيل من التكلفـة الماليـة عليـة ، والبعـض الآخـر لديـه أكـثر من مكتـب في مناطق عـدة ، وهكـذا تظـل القضيـة مبهمـة أمـام المواطـن ، لمعرفـة حقيقـة قضيتـه ، والمجهـود المبـذل من المحامـي للوصـول إلى تحقيـق العـدل في قضيتـه !
في القضايـا السياسيـة وقضايـا الرأي العـام يتسابقـون المحامييـن للدفـاع عنهـا في الحـق والباطـل ، للشهـرة والدعايـة ، وأمـام القضايـا الخاصـة للمواطنيـن يتقاضـون المبالـغ الوهميـة دون رادع أو خـوف من الله ..
 
في عـام 1791 في فرنسـا ، كـان أحـد القضـاة الفرنسيـون في شرفـة منزلـه يستنشـق الهـواء وبالصدفـه شاهـد مشاجـرة بيـن شخصـين إنتهـت بقتـل أحدهمـا وهـرب الشخـص القاتـل ، فأسـرع أحـد الأشخـاص غلى مكـان الجريمـة وأخذ القتيـل وذهـب به إلـى المستشفـى لإسعافـه ، ولكنـه كـان قد لفـظ أنفاسـه الأخـيرة ومـات ، فاتهمـت الشرطـة الشخـص المنقـذ وكـان بريئـاً من هـذه التهمـة ، وللإسـف فقـد كـان القاضـي هو الـذي سيحكـم في القضيـة وحيـث أن القانـون الفرنسـي لا يعتـرف إلا بالدلائـل والقرائـن ، فقـد حكـم القاضـي على الشخـص البـرئ بالإعـدام ، على الرغـم أن القاضـي نفسـه هـو شاهـد على الجريمـة التـي وقعـت أمـام منزلـه ، وبمـرور الأيـام ظـل القاضـي يؤنـب نفسـه المعذبـه بهـذا الخطـأ الفـادح ، ولكـي يرتـاح من عـذاب الضمـير ، اعتـرف أمـام الرأي العـام بأنـه أخطـأ في هـذه القضيـة وحكـم على شخـص برئ بالإعـدام ، فثـار الرأي العـام ضـده واتهمـه بأنـه ليـس عنـده أمانـه ولا ضمـير ، وذات يـوم أثنـاء النظـر في أحـد القضايـا وكـان هـذا القاضـي هو نفسـه رئـيس المحكمـة فوجـد المحامـي الذي وقف أمامـه لكـي يترافـع في القضيـة مرتديـاً روب أسـود فسألـه القاضـي : لمـاذا ترتـدي هـذا الـروب الأسـود ؟ فقال لـه المحامـي : لكـي أذكـرك بما فعلتـه من قبـل وحكمـت ظلمـاً على شخـص برئ بالإعـدام ، ومنذ تلـك الواقعـة وأصبـح الـروب الأسـود هو الـزي الرسمـي في مهنـة المحاماة ومن فرنسـا إنتقـل إلى سائـر بـلاد العالـم !
***
الله المستعـان ،،

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرضا قمبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/10



كتابة تعليق لموضوع : دكاكـين المحامــاة .. !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net