كاتيوشات هاشم حسن لا تخشى أحداً
حسين محمد الفيحان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وأنا اجمع معلوماتي اللازمة والضرورية عن الأستاذ الدكتور هاشم حسن من والدي الذي عاصره في حقبة من الزمن ومن صفحات الانترنت لأجل إعداد وكتابة مقالي هذا ,وجدت انه منذُ أن عُرف كاتباً صحفياً في سبعينيات القرن الماضي كان متميزاً بأسلوبه الجريء الذي تفرد به عن غيره وهو يحمل أعباء مهنته المُثقِلة بكل مهنية وشرف وإخلاص حتى كلفته تلك الجرأة على سلبيات واقعه المرير الى التعرض للمسائلة المستمرة من قبل السلطة الحاكمة لنظام صدام التي كانت تخشى قلمهُ الذي لا يرقب منها حذراً ولا يخشى فيها حقاً فوصل الحال إلى أن تُطالب محكمة الثورة في نظام البعث السابق و من قبل رئيسها عواد البندر بإعدامه بتهمة (التشهير بالرئيس ) آنذاك, وذلك عن مقالٍ نشره تحت عنوان (أمنحوا المكرمين كل شيء إلا العلم فاتركوه لأهله) بعد أن رأى الكاتب حال العلم الذي منحه صدام مكرمات لغير مؤهلين وراح يبني بمنظومة عسكرة المجتمع التي أوصلتنا لما نحن فيه اليوم .
وبعد العام 2003 حيث بدأت الديمقراطية في العراق على الطريقة الأمريكية لم يغير صاحب مقالي هذا من مسار قلمه الذي عرفه من خلاله الجميع فظل منتقدا للأوضاع المأساوية التي تبكي الصديق وتُسر العدوُ حيث بدأت الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة بفرض سطوتها على الواقع من خلال تفجيراتها المنظمة وتهجيرها القسري وصواريخها المتبادلة بين المناطق حسب طوائفها والتي أشعلت فتيل الحرب الطائفية التي أتت بها ديمقراطية بوش و بريمر فاتخذ الدكتور هاشم حسن من أخيرة أحدى الصحف اليومية منبرا خاصا به اسماه ( كاتيوشا ) تماشياً مع ما يمر به البلد من انفلاتٍ امني وتفجيرٍ يومي فكان يكتب في هموم ومعاناة هذا البلد الذي خدعته أمريكا بمسرحية تحرير العراق من نظام صدام الديكتاتوري ولم ينصفه سياسيوه وممثلوه الذين راحوا هم الآخرون يتصارعون ويتنافسون فيما بينهم من وراء مصالحهم وامتيازاتهم ومنافعهم تاركين البلاد والعباد في فوضى الفساد .
فبقي هاشم حسن يشكل أرقاً وهماً لا غلب السياسين المتسببين بضياع العراق وتدهور وضعه الأمني والخدمي وهو ينتقدهم في كل يوم كاشفا الكثير من ملفاتهم المخزية للرأي العام .
حتى صار عميدا لكلية الإعلام في جامعة بغداد فكان توقُع الجميع من السياسيين واغلب الصحفيين والإعلاميين أن يغير هاشم حسن عنوان كاتيوشاته و مسار اتجاه قلمه كما غَيَرَهُ غيرُهُ الكثير عندما تبوؤوا مناصبا قريبة من الدولة وان يبدأ بتجميل الوضع الحالي الذي يعيشه العراق كما فعل الكثيرون من أصحاب الأقلام المأجورة والمباعة في ارخص الأسواق مزادا ,لكن حسن ظل محافظاً على نهجه الذي خطه لنفسه وهو يُشخص الأخطاء وينتقدها من مكتبه في كلية الأعلام حتى تلك الصادرة من أعلى سلطة الدولة قائلاً: إن منصبي لا يهم عندي مقابل قولي الحق وقد اخسروه وهذا شيء طبيعي لكني قد أنذرتُ وبلغت فاشهد اللهم .وهذا ما قرأهُ الجميع في مقاله (رسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء ) وهو ينتقد قرار حجز مقاعد في الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه لتعطى لغير مؤهلين من سياسيين وعسكريين وحزبيين .
فهنيئاً لكلية الأعلام أن يتبوأ رجلٌ مثل هاشم حسن مقعد عمادتها وهنيئا لطلبتها بجميع أقسامهم ان يتخرجوا من تحت يد كاتب كبير جريء مبدئي لا يخشى في الحق لومة لائم .
فواهمٌ من يعتقد ان الصحافة والاعلام ِ حياداً بالطرح والقول بل هي الحق ولو على نفسك ,وهذا ما اشار إليه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام ),عندما قال (اعلم انك عندما تكون حيادياً فأنك تنصرُ الباطلَ وتخذلُ الحق ).
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حسين محمد الفيحان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat