لماذا ،وماذا بعد التهديد؟
رائد عبد الحسين السوداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في خطوة ليست بالغريبة على من يتابع مسيرة العلاقة بين السيد المالكي ،والسيد مقتدى الصدر، جاء التنديد ببيان السيد الصدر الذي صدر حول زيارة رئيس الوزراء السيد المالكي ،وبالتالي تهديده برد قاس في حال صدور بيان جديد يمس رئيس الوزراء ،في حين لم يرد مكتب رئيس الوزراء على وصف النائب حسن العلوي الزيارة بأنها تقع ضمن وصف الاستدعاء بالهاتف ،كما إنه لم يرد على الدكتور أحمد الجلبي الذي اتهم فريق السيد المالكي الزائر واشنطن بجهلهم اللغة الإنكليزية ولذلك أنفقوا ما يقرب المليون دولار بدل الترجمة ،لكنه وعبر مكتبه أصدر بيانا لا يستطيع المرء إلا الوقوف عند آخره المتوعد برد أعنف في حال تكرار مثل هذه الخطابات من السيد مقتدى الصدر والتي وصفها مكتب السيد المالكي بأنها خارجة عن اللياقة الأدبية لكنه في نفس الوقت عندما يذكر اسم السيد مقتدى الصدر يذكره باسمه الأول فقط (مقتدى) كدلالة على حالة من التوتر في الرد على خطاب التنديد بالزيارة ،أما لماذا هذا التوتر في رد مكتب رئاسة الوزراء ،هل فعلا لأنها استخفت بعقول العراقيين كما جاء في البيان (الأزمة) ،أو كما وصفه بأنه خارج عن حدود اللياقة؟ إن الإجابة عن هذا التساؤل يقودنا إلى قضية مهمة وهي الولاية الثالثة للسيد المالكي والتي كان السيد الصدر الباديء في رفضها والتحذير منها وبشدة لابل إن كتلة الأحرار التي يقودها السيد الصدر كانت رافضة بالأساس الولاية الثانية أيضا لولا الظروف المحيطة بالعراق والذي يقودنا كدليل على كلامنا هذا ما جاء في بيان مكتب السيد رئيس الوزراء بقوله "المسؤولية تقع على السيد مقتدى الصدر شخصيا الذي كان قد تحدث في وقت سابق وعبر وسائل الاعلام عن مساعيه الحثيثة مع سوريا لتنصيب شخص اخر مكان شخص في رئاسة الوزراء، ويبين أسفه لفشل الخطة، كما لم تعد جهوده القديمة - الجديدة خافية في التواطؤ مع بعض الدول ضد ارادة الشعب العراقي، ولذلك فقد كان من الاجدر بمقتدى ان يمتنع سابقا ولاحقا عن سياسة التواطؤ وان يتشاور مع العقلاء ليرشدوه على الطريق الصحيح قبل ان يوجه الاتهامات للاخرين" إذاً المعضلة الحكم والولاية الثالثة وما جرى قبل بدء الولاية الثانية وقيادة التيار لرفضها ،ولم يحدد مكتب السيد رئيس الوزراء أي من الدول التي تعامل معها السيد الصدر لإفشال وصول السيد المالكي لولايته الثانية سوى سوريا التي يجاهد في إظهار حياديته إزاء الأحداث الجارية فيها منذ آذار 2011علما إن السيد المالكي قضى ما يقرب العقدين ونيف في كنف الحكومة السورية مع معظم كادره الحاكم ،ويستمر السيد المالكي وعبر مكتبه يقول " من حق مقتدى ان يمارس الدعاية الانتخابية المبكرة، لكن عليه ايضا ان لا يستخف بعقول وذاكرة العراقيين الذين يعرفون جيدا من قتل ابناءهم في ظل ما كان يسمى بـ[المحاكم الشرعية] سيئة الصيت ومن الذي كان يأخذ الاتاوات والرشاوى وشارك في الفتنة الطائفية والقائمة تطول، كما يتذكر العراقيون الشرفاء ايضا من تصدى بحزم وقوة بوجه تنظيم القاعدة الارهابي وسطوة مليشيات مقتدى التي اشاعت القتل والخطف وسرقة الاموال في البصرة وكربلاء وبغداد وباقي المحافظات" فإذا كان كذلك الحال عند السيد مقتدى الصدر كما يذكر البيان لماذا زرته في دمشق لأخذ موافقته على تجديد ولايتك الثانية ،ولماذا زرته في إيران لحثه بعدم زيارة أربيل .أما من تصدى لتنظيم القاعدة ،فالبيان يجيرها للسيد المالكي في حين إن أهل بغداد بالذات يعرفون كيف أبلى أبناء التيار الصدري البلاء الحسن قبال تهديدات القاعدة في وقت كانت القوات العراقية لا تستطيع أن تحرك جنديا واحدا وباعتراف رئيس الجمهورية بذلك .ومرة أخرى لماذا هذا البيان الآن ؟ هناك عدة تفسيرات لكن أهمها هي 1- إن السيد المالكي لم يحظ بتأييد أمريكي لولاية ثالثة له ،وبما إنه لا يستطيع توجيه أي انتقاد أو معارضة للولايات المتحدة الأمريكية ولا لأتباعها داخل العراق فلم يبق إلا التيار الصدري الذي وقف بالضد من هذه الخطوة متيقنا إنه لن ينال رفض أمريكي في حالة صدامه مع التيار .2- أو كثمن للولاية الثالثة للأمريكان يجب ضرب التيار الصدري الذي بدأت بوادره من خلال هذا البيان والذي يبدو فريق السيد رئيس الوزراء متعجلا فيه إذ يجد فيه خلاصا من خصم يقض مضجعه سواء في استلام الحكم المركزي أو في الحكومات المحلية التي يحاول السيد المالكي عرقلة مسيرة المحافظات التي كان التيار الصدري له القيادة فيها وبشتى السبل .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
رائد عبد الحسين السوداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat