صفحة الكاتب : صالح المحنه

إنتخابات مبكرة تحسم نزاع القوم
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من أهم المطالب التي إبتدأ بها المتظاهرون الشباب ثورتهم والتي لاقت تأييدا كبيرا من أغلب ابناء الشعب العراقي عدا الأحزاب والمنتفعين منهم هي تغيير قانون الإنتخابات وتغيير أعضاء المفوضية بقضاة مستقلين والمطالبة بإجراء إنتخابات مبكّرة نزيهة وبإشراف أممي، مطالب واقعية ومهمة وتشكل خطرا كبيرا على المستقبل السياسي للفاسدين، وتعتبرالقاعدة الأساسية لإنطلاق ثورة الإصلاح والتغيير ، ومن خلالها يمكن أن تحدث التغييرات في شكل الحكومة المنتخبة القادمة ولو نسبية لكنها حتما ستوفر فرصة لوصول المخلصين والشرفاء الى عضويتها وحتى لرئاستها، ولو إستمر المتظاهرون بالتركيز فقط على هذه المطالب لأختصرت المسافة عليهم ولما طال وقوفهم في الساحات، وكانت نسبة الإستجابة من قبل الحكومة السابقة لتنفيذ هذه المطالب كبيرة جدا لما لاقت من تأييد جماهيري ودعم من قبل المرجعية الدينية ، فجميع السياسيين أصابهم الرعب والهلع والخوف الشديد من ردة فعل الشعب المتظاهر، وجلّهم تخلّى عن طموحه غير المشروع وتوارى عن الأنظار ، ولكن للأسف دخول المندسين وتغلغلهم بين صفوف المتظاهرين ومن خلفهم عدة جهات ولكل جهة منها أجندتها ومصالحها الخاصّة قد أثّرت سلبا في ترتيب أولوية مطالب المتظاهرين ونجحت الى حدٍ ما بتشتيت آرائهم ، ومعروفة تلك الجهات ومكشوفة للجميع فبعضها خارجي لايريد للعراق الإستقرار ويدعو بطريقة وأخرى لترسيخ الفوضى وإستمرارها في الشارع العراقي وبعضها الاخر داخلي وهم صنفان : الصنف الأول هو ممن فقد الأمتيازات والمناصب فيحاول جاهداً خلق فوضى وعدم استقرار وصدامات بين المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية وقد حقق بعض ما أراد ...والصنف الثاني هو ممن يتنعم بالسلطة والمال وهذا يمثل فئةً تتظاهر بدعم المتظاهرين للتمويه وخلط الأوراق ولكنها في الحقيقة وبعد أن أدركت إصرار الشباب الثائر على كنس السراق والفاسدين وإزاحتهم عن مواقع السلطة سعت بكل ماتمتلك من قوة لإفشال جهودهم وتسويف مطاليبهم وإنهائها بأية طريقة ليتسنى لها الإستمرار في السلطة والاستحواذ على ثروات الشعب ، ويبدو أنهم قد إستعادوا انفاسهم هذه الأيام وبدأ بعضهم يخرج أنفه من جحره بعد أن ضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، لذلك لا جدوى في انتظار هذه المكونات المنتفعة أن تنتج لنا حكومة تمثّل طموحات الشباب العراقي بعيدة عن المحاصصات الحزبية والفئوية ، المشهد اليوم منقسم بين ساحتين يقف في الأولى الشباب العراقي المنتفض رافعاً لواء الإصلاح والتغيير وفي الساحة الثانية خليط غير متجانس من البرلمانيين يحاولون التوازن بين الحفاظ على مكتسباتهم ومصالح أحزابهم وكتلهم وبين إرضاء الجمهور الثائر ولا أظنّهم سيتوصلون الى صيغةٍ توافقية تحقق لهم ذلك . ويبقى مصير الوطن بين الساحتين ، فما على المتظاهرين الإصرار على إجراء إنتخابات مبكرة فهي الوسيلة الوحيدة التي تعيد الأمور الى نصابها الصحيح ولتبدأ إنطلاقة جديدة لعملية سياسية جديدة علّها ترمّم ما أتى عليه الفاسدون..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/02



كتابة تعليق لموضوع : إنتخابات مبكرة تحسم نزاع القوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net