كربلاء والانبياء البحث الخامس
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس بالعجيب ان الاجيال في العصور القديمة كانت تتناقل احداث هذه الارض المقدسة , خصوصا مع وجود الانبياء عليهم السلام , ومرورهم بهذه البقعة الطاهرة عبر التاريخ , والذي لديه ادنى اطلاع للموروث الروائي يجد ان مع كل محطة من محطات حياة النبي يوجد ذكر لذبيح كربلاء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام .
عندما نريد ان نراجع الموروثات القديمة في تأريخ كربلاء , نجد انها مرتبطة بسلسلة ادوار الانبياء, وبعثاتهم الرسالية التي رفعت مستوى العقل البشري في استيعاب الرسالة المحمدية الخاتمة , وكذلك مهّدت لها عبر القرون الماضية , فالحديث عن كربلاء واقع في طول بعثة الانبياء لا في عرضه , ومرتبطة بجميع الديانات السماوية , ولهذا نجد ان انبياء الله جميعا مع اسباطهم , وخلفائهم, ونوابهم يقدسون كربلاء , ويتبركون بترابها , ونشروا ثقافة السماء من نافذتها , وقد اشار احد الباحثين من ان هذه الارض – كربلاء – استقبلت أهل العزم والرسل فكانت ارضا انسانية اسلامية ( الاسلام التأريخي ) , ولم تكن أرضا قومية تقتصر على الذين سكنوها وحسب , بل كانت قبلة لكّل الانبياء والمرسلين والاوصياء والعارفين وكل الاولياء الذين يتنوعون في الادوار , ويلتقون في الرسالة ( 1), وكذلك الحوارييون عندما تعرضوا الى الاضطهاد هاجر بعضهم الى جوار دجلة وشاطئ الفرات ( 2 ) .
عندما نطلع على سيرة أي نبي من انبياء الله تعالى ورسله , لوجدنا ان له علاقة مع كربلاء (3 ) الامام الحسين عليه السلام في تشخيص الارض التي سوف يقتل فيها , وفي البكاء عليه , وكذلك بالتوسل الى الله تعالى به , وهذا مانجده في البحوث التي تلي هذه المقالة .
المصادر والهوامش :
1- المهندس والباحث الاسلامي الجزائري غريبي مراد عبد الملك , مجلة النبأ المعلوماتية – ملف عاشوراء 1428هجرية مقالة بعنوان كربلاء عنوان مشترك في سير الانبياء .
2- تعرض أتباع السيد المسيح الى الاضطهاد , والقتل والتنكيل من ملوك الروم فقتل في رومية بطرس , الذي يطلق على اسمه باليوناني بشمعون , وعند العرب سمعان , وفي تلك الحقبة تفرق تلاميذ السيد المسيح في الارض فمنهم من سار الى العراق قاصدا دجلة وشاطئ الفرات , وكانت الكنائس وقتذ كثيرة وقد توفي احد الحواريين بمدينة في العراق في دير قنىّ والصافية على شاطئ دجلة بين بغداد واسط , وبعضهم ذهبوا الى شمال العراق , وبلاد مصر والهند , وكان قبر احد الحواريين في كنسية بجوار نهر دجلة الى وقت حياة المؤرخ المسعودي , وهذا مايحتاج ان نبحث عنه اكثر في مستقبل هذا البحث المتعلق بكربلاء في العصور القديمة . انظر مروج الذهب للمسعودي ج1 , ص 319 .
3- موضع قبر الحسين عليه السلام هو معراج ملائكة السماء , ومحل مرور الانبياء عليهم الاف التحية والثناء , من قبل ومن بعد , والى ماشاء الله تعالى , وقد اشار الامام الصادق الى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح :( ان موضع قبل الحسين محل مرور الانبياء , ومعراج ملائكة السماء , وليس من ملك مقرّب , ولانبي مرسل الا وهو يسأل الله ان يزوره ففوج يهبط وفوج يصعد ) كامل الزيارات 222ح325 , مدينة المعاجز ج4 , ص 208, بحار الانوارج98, ص 60.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat