أوباما أشترى المترو !
علي محمود الكاتب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أثبتت سنوات قد خلت أن تجربة العلاقات الدبلوماسية بين العرب والولايات المتحدة الأمريكية والقائمة على عدم توازن المصالح بين الجانبين ، هي علاقات فاشلة وبجدارة وهذا يعود لقاعدة يعلمها القاصي والداني ولا تقبل الجدال ، فقيمة الإنسان العربي لدى العم سام هي في الدرك الأسفل من ترتيب سلم أولوياته !
فتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الشعوب العربية كان على الدوام من المنظور الفوقي وهذا الأمر ليس بالجديد أو موقف ندعيه ، فخلال الربيع العربي المشئوم كان هم الولايات المتحدة الأمريكية الأول والأخير إزاحة أنظمة استبدادية مهترئة ومنتهية الصلاحية بأخرى ، طيعة أكثر لتدور في فلكها على أساس مبدأ السمع والطاعة ، دون لحظة توقف أو حتى تردد أو مراجعة ديمقراطية لأفعال الولايات المتحدة الأمريكية بمنطقتنا ، ولما كان في عرفنا العربي والإسلامي حرام شرعا ، القمار والمراهنة فقد خسرت أمريكا حين راهنت على الخيل العربية الواهنة والعرجاء والمسماة زورا وبهتان حركة الأخوان المسلمين ، وما هم بمسلمين ،خطوة بلهاء أخرى تضاف لخطوات الفشل التي منيت بها إدارة اوباما منذ ولادتها ، وكان لها وقع سئ على العلاقات الأمريكية العربية وقبحت وجه الأولى أكثر فأكثر في فكر ووجدان المواطن العربي ، ولأن اكبر دولة بالعالم هي من الغطرسة بحيث لا تقدم على خطوة الاعتذار أو تعترف بخيبتها في السباق الثوري أن جاز التعبير ، ما كان منها إلا إرسال جون كيري بطلته الشقراء ليقول أن الفارس الأسود قد أرتكب خطيئة حين ركب ، الحصان الملتحي دون أن يدرك أنه لم يروج أو يؤهل بعد لدخول السباق !
وما كان من أمريكا المرتبكة كعادتها إلا ان تعترف بالواقع على الأرض فأسلوب التلويح بالعصا لا يفلح مع الجميع ، فاستبدلته بالجزرة لعلها ترمم ما أفسده فارسها المرتبك والمحتار !
فحضور كيري قبل ساعات من محاكمة مرسي الفارس الخيبان له مدلول كبير في السياسة الأمريكية مؤداه أنها تعترف بالمؤسسات الحكومية وبشرعيتها والتي تعمل وفقا لخارطة الطريق والتي أيدتها جموع الشعب المصري بأغلبيته الساحقة وأحزابه العريقة ، جاء جون كيري اذن ليقول أن ما فعله الجيش المصري لم يكن انقلابا بل تتويج وتحقيق عادل لإرادة جماهيرية ملحة ، بعد سنة كاملة من الكذب والفساد والفشل الاخواني في حكم مصر !
ولكن الخبث الأمريكي لن يفارق أهله ولن ينتهي عند حد معين ، فقد ربطت تقديم المعونة العسكرية بخطوات متزامنة مع تنفيذ خارطة الطريق ، لكنه برأينا شرط يفهم منه أنها تحاول الحفاظ على ماء الوجه ورسالة سرية ومباشرة لباقي الإخوان الفاشلون في الوطن العربي ، تقول من خلالها انتبهوا أيها السادة !
ووصول جون كيري كذلك ضمن جولته العربية للمملكة العربية السعودية بعد القاهرة هي حلقة أخرى في سلسلة حلقات ترميم العلاقات العربية الأمريكية لأنها تعلم أن الربط والحل في منطقتنا بيد هاتين الدولتين بالأساس .
ختاماً لابد أن نذكر أن زيارة جون كيري لمصر وفي هذا التوقيت بالذات ، من جهة هو اعتراف وان كان متأخراً ولكنه صريح بالنظام القائم وبالتالي تحافظ من خلاله على الدعم اللوجستي المصري للقوات الأمريكية بالمنطقة ، ومن جهة أخرى لمجابهة التوغل الروسي في بلادنا خاصة بعد وصول وفد روسي رفيع المستوى للقاهرة يقال انه يضم وزير المخابرات الروسية واستعداد الأخير بتزويد مصر بطلبات السلاح التي يحتاجها الجيش …
بالعموم والجوهر قد فهمت أدارة أوباما الغبية وأخيراً كل فصول الدرس ووعت أن مصلحتها الإستراتيجية ليست مع حركة الأخوان المسلمين التي باعتهم "المترووالعتبه الخضرا" وسقطت بهذا الأسلوب السهل والمهين !
علي محمود الكاتب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat