تغييرات تنظيم القاعدة وتأثيرها على العراق
جواد كاظم الخالصي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جواد كاظم الخالصي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التغييرات التي حصلت على مستوى القيادة وتصنيفاتها في اطار تنظيم القاعدة الارهابي أعطت بعدا إستراتيجيا في الانطلاقة الجديدة لعملياتهم الإجرامية التي ستحصل ربما في الفترة القريبة وعلى اتساع المنطقة الجغرافية التي رسمها زعيم التنظيم ايمن الظواهري بعد ان ثبّت الاستقلالية المناطقية لكلا التنظيمين في العراق وسوريا او ما يطلقونه عليهما الإمارتين .
قد يبدو ان الامر فيه خلاف بين القيادات التي تمارس الإجرام تحت مظلة هذا التنظيم وخصوصا بين البغدادي والجولاني التي كثر الحديث عنها أخيرا ولكن هذا الخلاف لا يعدو ان يكون خاضعا لمزاجيات السيطرة والسطوة القيادية والمنافع المالية وما ستحصل عليه تلك التنظيمات من سيطرة ذاتية على الكثير من المناطق او ربما استلام الحكم في تلك الإمارتين كما يخططون له على مستوى الدولة وفرض أحكامهم الرجعية المتخلفة على شعوب المنطقة العربية برمتها، هذا ما يلوح في الأفق وما يترشح من تصريحات على ان الذي يحصل هو نزف لجهد القاعدة ومن يرتبط بها لكنه التكتيك بعينه لأن ابو بكر البغدادي الذي يقود التنظيم في العراق يخطط للسيطرة المناطقية أي الحصر الجغرافي الذي مارسه من قبل سلفه الزرقاوي حينما أراد ان يكون الحزام الامني لبغداد من جهة الشرق وتحديدا في ديالى منطلقا للضغط على العاصمة وجعلها في مرمى عملياتهم الارهابية وهو ما سيساعد كثيرا جميع خلاياهم النائمة والتي تتحرك بحرية في مناطق عديدة من صحراء المنطقة الغربية وكذلك بعض المناطق الاخرى التي يمكن ان تكون حاضنة لهم من خلال تخويف وتهديد ابناء تلك المناطق بالقتل والتهجير وهو ذات الامر الذي يمارسه اليوم البغدادي في تلك المناطق وقد لاحظنا ذلك من خلال ما يقومون به من اعداد لأفلام تسجيلية ومنتجتها يتم تصويرها بعد العمليات وكيفية القتل العشوائي الذي يمارسوه مع ابناء العراق وذلك من اجل الاستحواذ والسيطرة على منطقة هنا ومنطقة هناك وما يبرحوا حتى يغادرونها مخلفين فيها الدمار والقتل .
ما يريده التنظيم بشكل واضح كوحدة هدف هو السيطرة على الكثير من مناطق العراق التي تعتبر الحسم الاستراتيجي لهم لتمتد الى سوريا ومناطق اخرى في لبنان وتكون المِعوَل الذي يضربون به ما يسمونه بالهلال الشيعي كونه يشكل الهاجس الكبير لحكام بعض الدول الخليجية وقبلها ما توجّع منه ملك الاردن الذي اطلق هذه التسمية محذرا منها قبل سنين وقد تكون هي المحفز الذي أيقظ تلك التنظيمات الإجرامية وبعض صقور الدول الخليجية لتتحرك بكل قواها المادية والاستخبارية واللوجستية من اجل تغيير وجه المنطقة وجعله وفقا لمقتضيات سياساتهم وعروشهم البالية التي يريدون بناءها على جماجم الناس ولا فرق عندهم ان يذهب الضحايا بالآلاف او الملايين وهو بالفعل ما حصل في العراق وما يحصل اليوم في سوريا وما يراد له في لبنان ان يحصل كل ذلك تحت أنظار هذه وتنفيذ التنظيمات المسلحة التابعة.
لذلك لابد من الانتباه الى ما يعد له عرّاب تحركات تلك التنظيمات المسلحة رئيس المخابرات السعودية ومعه بعض ضباط المخابرات القطرية حيث الدعم الكبير الذي يتم تقديمه الى تلك المجاميع الإجرامية لترسيخ تلك الأجندة على الأرض السورية وامتدادها الى العراق خصوصا الجهة المحاذية للحدود السورية ولعل الأخبار والمعلومات التي تسربت عن دعم سعودي لتشكيل جيش من الباكستانيين وغيرهم من الشيشانيين يعد بالآلاف من اجل إسقاط النظام السوري ومن المؤكد ان هؤلاء سيكونون من اعتى واقسى المتطرفين الذين يذوبون في فكر السلفية الوهابية ويعملون بإخلاص لتنظيم القاعدة الارهابي وقد رصدوا لذلك الأموال الطائلة وهذا الامر ينبئ الى أن القادم أسوأ لو سمح النظام العالمي لهم بذلك وقد تكون الأموال المهولة لبعض الدول التي لها تأثير مباشر في القرار الدولي والسكوت على ما تقوم تلك الدول الخليجية التي تريد العبث بدماء الأبرياء معتمدة على عناصر التنظيمات الإرهابية في القاعدة وفصائلها المتناثرة في مناطقنا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat