هل قتل أهل الكوفة الامام الحسين ع؟
وجيه عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيعة يتعرضون لابادة جماعية والسياسيون جميعا صم بكم واخوان شياطين، عشرون تفجيرا في طوزخرماتو في يوم واحد وقبله فواجع لاحصر لها،والسياسيون الشيعة نائمون في كهف الخضراء، وكأن دماء الشيعة لم تكن الا بحاجة الى اهمال (شيعي-شيعي) لتكتمل ابادتهم على ايدي المهمّشين في كل عصر، حتى التاريخ دخل اليه المزكومون برائحتهم الطائفية ليثبتوا اكاذيبهم على انها الاسلام ،والاسلام منهم براء.
ليس غريبا اذن ان تسمع جاهلا شيعيا يردد ماكتبه ابن خلدون في مؤخرته!! وما نعق به ابن تيمية من ضلالات تبعها الضال العريفي الذي اتهم النبي ص واله بتجارة الخمر وبيعه(وحاشا النبي ص واله منهم جميعا)، واذكر ان احد الذيول افتتح دكان بيته في الحلة ليردد كذبة ان الشيعة هم من قتلوا الحسين ع، وحين سألته قال لي: انت بوق الحكومة، ويشهد ان الله اني لست بوقا ولا طبلا لسبب بسيط: اني لااحسن التعفيط والتطبيل مثله.
"العريفي يقول أن الحسين هو الذي اهدر دماء اهل العراق وهو الذي ورطهم في معركة لاناقة لهم بها ولا جـمــل واقسم بكرامة من لاكرامة له أن الحسين استشهد بنيران صديقة فهناك من اجتهد واصاب وهناك من اجتهد وأخطأ وكلاهما في الجنة!!...ولان الجنة صارت "خان جغان " فما الضير من الاختلاف والكل تحت اللحاف، والخلاف في الطز لايفسد في الرز قضية".
الحسين ع قال في عاشوراء:(أيها الناس أتعرفون من أنا ...أتحاربوني لقتيل قتلته منكم ...قالو لا ياابن رسول الله نحاربك بغضا منا لأبيك ..(.لأنه قتل آباءنا في الحروب) والحروب التي يقصدونها هي حروب الجمل وصفين والنهروان ، وهذا يدل ان قتلته من هذا الصنف فقط لانه لم يقاتل الشيعة .
لو قال لك الوهابية ان "الشيعة غدارين" فمن باب الاولى ان تصف الصحابة الذين خذلوا عثمان بن عفان (رض) بذلك ؟ والا ليس من المعقول ان تحضر جماعة قليلة من مصر الى عقر دار الصحابة وتدخل على الخلفية و يقتلونه والصحابة اكثر من مئة وعشرين الف(ومنهم طلحة) في عاصمة الخلافة الراشدة يتفرجون عليه ؟؟ فمن اولى بصفة الغدر اذن؟ فضلا على ان الحسين ع كان يخاطب جيش بني أمية بـــ ( ياشيعة ال ابي سفيان) وليس(شيعة علي ع).
يقولون اهل الكوفة قتلوا الحسين ع،وهذا كذب، الكوفة كانت لملوم من العرب واليهود والنصارى والفرس، والشعبي يقول: ((كنا نعد أهل اليمن اثني عشر الفاً, وكانت نزار ثمانية آلاف) راجع (معجم البلدان ج4 ص492). فهل من العقل والمنطق أن نقول: أن 20 الف عربي و150 صحابي في الكوفة كلّهم شيعة لعلي(عليه السلام)؟!
المسلمون في الكوفة كانوا يفضلون ابا بكر وعمر وعثمان على علي ع ويكفي مثال واحد ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي في كتابه الشهير (شرح نهج البلاغة / ج12, ص283 طبع دار احياء التراث / بيروت) قال: ((وقد روي ان أمير المؤمنين (يعني علياً)(عليه السلام) لما اجتمعوا إليه بالكوفة, فسألوه أن ينصب لهم إماماً يصلي بهم نافلة شهر رمضان)وهي صلاة التراويح عند أهل السنة وهي بدعة عندنا, بل ان عمر نفسه سمّاها بدعة واستحسنها قائلا: نعم البدعة هذه(راجع البخاري/كتاب صلاة التراويح حديثه...(فزجرهم) أمير المؤمنين (وعرّفهم أن ذلك خلاف السنة, فتركوه واجتمعوا لأنفسهم, وقدّموا بعضهم فبعث إليهم ابنه الحسن(ع) فدخل عليهم المسجد, ومعه الدرّة, فلما رأوه تبادروا الأبواب وصاحوا: وا عمراه)) فهل هؤلاء شيعة علي ع؟
الكوفة كانت تعج بالالاف المؤلفة من اتباع مدارس اسلامية اخرى غير مدرسة النص والتعيين ولك ان ترجع الى تاريخ الطبري لكي تعرف أن نسبة الشيعة في الكوفة انذاك حيث لم تتجاوز نسبتهم استنادا الى اكبر الاحصائيات الى 20% وعندما تعرف ان سجون ابن زياد كانت تعج باكثر من 15الف سجين لك ان تعرف حجم الرعب الذي كان يعيشه الشيعه انذاك وهل اكثر الناس الا خائفا على نفسه او عياله، وليس ببعيد جريمة قتل الصحابي حجر بن عدي وجماعته في مرج عذراء وقتل اصحاب علي ع جميعا( سعيد بن المسيب،سعيد بن جبير، ميثم التمار،كميل بن زياد،صعصعة بن صوحان وغيرهم الكثير) دليلا على استئصال الشيعة من الكوفة وقيام زياد ابن ابيه بتهجير ونفي 50 الف الى خراسان ممن يوالون عليا ع.
-------------------------------
*للامانة الصحفية:تم الاستفادة من بعض المعلومات التاريخية الموجودة في النت لتوضيح القصد( وكانت من دون اسماء).