مطر --- مطر --- مطر --- رائعة بدر شاكر السياب نرددها عند هطول المطر بلا متعه للقصيده 0 والمطر ليس قليلا بل فيض من المياه التي حولت شوارعنا إلى بحيرات وأنهار، وجعلتها مصدرا لكل التعليقات والنكات الممكنة --- حقا إن شر البلية ما يضحك ..... أمانة بغداد والحكومه المحليه تتهم شركات المياه , مياهنا المسؤولة عما حدث ، وشركات المياة ترد بقوة وتعيد الاتهام للأمانة والمحافظه بتحدٍ واضح 0 وفي المحافظات البلديات والمجاري يتهمون المواطنين بكثرة استخدامات المياه والتبذير 0 استمع إلى إحدى الإذاعات المحلية، التي تقدم بثا مباشرا، وتتلقى اتصالات المواطنين وشكاواهم --- بل وغزلهم في الوضع الراهن -- وعن جمال الجو والبرد وأنت تجلس في المنزل مع الأطفال بلا كهرباء واقتصادا للنفط بلا مدفأه وارتفعت نسبة الرطوبه والبرد ورياح المياه الاسنه ، ومع هؤلاء الصغار في المدرسه بلا تدفئه ولا كهرباء لازمه لاستيعابهم لدروسهم ... إحدى المتصلات قالت أن الماء فاض وغمر منزل جيرانها الذين يسكنون في التجاوز وأن هؤلاء اضطروا لإخلاء المنزل --- لا نعلم إلى أين -- ومع ذلك واصلت المذيعة اللطيفة الحديث عن جمال الطقس والنكات في المنزل --- لم نتساءل أين ذهبت تلك العائلة ولا ما حل بها --- ومثلها عائلات كثيرة ..... لم يتحدث أحد عن مأساة أولئك الذين غرقت بيوتهم بمياه المطر والمجاري .. ومدير المجاري ومهندسين معه ايفاد الى دوله لايشعر بما حل بدائرته ... ولا مكان يذهبون إليه، لم يرد ذكر لمن يقيمون في منازل لا تدفع حرا ولا تقي بردا، لم ترد ولا إشارة واحدة لبيوت لا تملك ثمن قنينة غاز أو قطرة نفط --- بيوت يُعتبر التصاق الصغار ببعضهم الوسيلة الوحيدة للحصول على شيء من الدفء --- ولا يخرج الصغار للعب لأنهم يخشون على حذائهم الوحيد نصف البالي ... هل حاول واحد من المذيعين او الحكومه المحليه--- واحد فقط، أن يتخيل، مجرد تخيل، بيتا فيه خمسة أطفال ولا وسيلة للتدفئة ، وفوق هذا يغرق البيت بمياه المطرومياه المجاري ، هل تصور ما يفعله الأب والأم -- هل من مكان للاستمتاع بالجو والأب يغوص حتى ركبتيه بالمياه محاولا تصريفها والأم تحاول المساعدة وإبعاد الصغار وحمايتهم من المطر 0 هل تخيل أحدهم، أو إحداهن، بيتا لا يملك سوى بعض الشاي والخبز والتمرلإطعام الصغار وارتفاع نسبة الرطوبه بدات تزداد ؟ وللسيد مطر وجه آخر، وجه حزين ومؤلم... وبعيد تماما عن تلك الرومانسية البلهاء ... والمصيبة الاخرى .. اصحاب البيوت الفخمه والمرتفعه وجدوها فرصه ففتحت مولداته واخذو ينزحون وينظفون مخازن المياه الثقيله ويرموها في الشوارع ... فزاد الطين بله وانتشرت الروائح .. والبلديات لايهمها الا الشوارع العامه التي تقع على طريق المسؤول وهي مرتفعه عن الاحياء فتركت الاحياء محطة ازبال ومياه اسنه وتنظيف الشارع العام فقط لانه امام نظر المسؤول .. وها نحن على ابواب بداية الشتاء ومطر وبرد الشتاء لايزال كثير عليه ... حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا اصبعي من انتخبت للحكومات المحليه ... شكرا للمتابعه ....
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat