القائد بين رضا الله ورضا الناس
فلاح السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فلاح السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من هنا تبدأ مشكلة القادة، مشكلة الواقع الداخل لشخصيته ومما يختلق في نفسه عقدة الصراع العنيف بين ما يفكر في ذاته وبين ما يفكر في النجاح.أما قوة المشكلة فتكمن في انطلاق بعض خصائصه الذاتية ونوازعه النفسية كقوة جديدة من قوى الصراع التي يخوض ضدها معركة العقيدة وقضية المصير إنها قضية الإنسان الذي يواجه في داخل ذاته شخصيتين شخصية الرسالة التي يجهلها ويعيش مسؤوليتها وشخصية الواقع الخارجي الذي تأثر به وقضية العلاقة بينه وبين الله وبينه وبين الناس والأمل الذي يرجوه من الله ويرجوه من الناس من هنا نلاحظ أن كثير من القادة تنعكس عندهم المعادلة الصحيحة وحين انعكاسها تختل النتيجة فإن واضع المعادلة حكيم وأعلم بما تدار به البسيطة ومن عليها حيث أن ما يقال من القول الحكيم (من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس) فهذه معادلة عملية تنطبق في الواقع الخارجي إلا أنه حينما تنعكس في قناعات القائد الذي يبتعد عن خط الرسالة والوصايا السماوية فإنه يضع الأمل في الناس وهذا عكس للمعادلة فالقائد يوجه الرعية ويقودهم نحو النصر وكسب الساحة فشعوره بالضعف يلجئُه إلى البحث عن أناس يتسمون بسمة الشهرة فيُقدم على إرضاءهم وكسبهم ليحقق من خلالهم ما عجز عن تحقيقه، ويوجد في نفسه أمل ضعيف للنجاح وتحقيق الهدف، فعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (أوحى الله عزوجل إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه إليه: وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري بالإياس، ولأكسونه ثوب المذلة في النار، ولأبعدنه من فرجي وفضلي، أيؤمل عبدي في الشدائد غيري والشدائد بيدي ! أو يرجو سواي وأنا الغني الجواد...) فهكذا ينبغي أن يكون القادة وهذا ما ينتهجوه فالأمل بخالق الكون يثمر النجاح والتوكل الصحيح والعزة التي يريدها الله تعالى للمؤمنين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat