صفحة الكاتب : عماد يونس فغالي

كلّ عام وأنتم بخيـــر
عماد يونس فغالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   إنّه رأس السنة. غدًا تبدأ السنة الجديدة. اليوم الأوّل من العام المقبل. إنّها محطة مميّـزة في حياة الإنسان، وفي مسيرة الشعوب بعامّة. ويأمل الناس أن يكون العام المقبل أفضل من هذا العام. أن تخفّ المصائب وتكثر الخيرات. يأملون، ويعوّلون على الأيّام الآتية بأساليب ترمز إلى ما ينتظرون منها. فيحتفلون برأس السنة بطرق ٍ خاصّة، على أمل أن تكون السنة كلّها احتفالاً وفرحًا. 
 
   المحطة الأهمّ في رأس السنة هي ساعة الصفر. أو بالأحرى الساعة صفر. ساعة انتهاء السنة المنصرمة، هي نفسُها ساعة ابتداء السنة الجديدة. الساعة صفر هي محط ّ الأنتظار. هي ساعة الاحتفال. "كلّ عام وأنتم بخير". كلّ الناس، أينما كانوا في هذه الدنيا، يتبادلون هذا الدعاء منتصفَ الليل، ليلة رأس السنة. رأس السنة، اليوم الأوّل من كانون الثاني، رأسه ساعة الصفر فيه، منتصفَ الليل. وكم يتمنّى الناس لو يكون رأسَ الخير ونبعَه، يفيض أيّام َ السنة كلّها، على الجميع، وخصوصًا على الأحبّاء وعلى الوطن. 
 
   ينتظر الناس منتصفَ الليل، رأسَ السنة، بالسهر والاحتفال. فالمآكل أطيبُها، والمشارب أفخرُها. يرافقها الغناء والرّقص في لقاءٍ يضمّ الأهل أو الأصدقاء. وكم يطيب هذا الجوّ في المطاعم والمرابع الليليّة حيث المطربون والفنّانون يحيون هذا الليل الفريد. وتغلو الأسعار يومها، في هذه المناسبة. ولكن لا يهمّ. نحن في ليلة رأس السنة، وهي مرّة في العام كلّه. وعندما تـُطفأ أنوار السنة الفائتة، لتضيءَ على أنوار العام الجديد، يحلو تبادل القبل والتمنّيات العِذاب. وكم نرى الأسهم الناريّة وإطلاق النار في استقبال السنة القادمة، في تلك اللحظة الحاسمة. ثمّ تتابع السهرة بالأفراح حتى انبلاج الصباح. 
 
        ستبقى ليلة رأس السنة قبلة أنظار الشعوب في العالم بأسره، أفرادًا وجماعات. وستبقى اهتمام القطاعين التجاريّ والاستهلاكيّ. ويا مرحبا. لكنّ تمنـّيًا خلال هذه الليلة الخاصّة، يبقى الأهمّ والأغلى. ألا هو أن تكون ليلة ً للحياة ونبعًا للخير. فلا تؤدّي ملذّاتها وأطايبها إلى فقدان الرشد، فيؤتي الحوادث والمشاكل المفتعلة التي تودي بالحياة وتُعدم الخير. فما نفع الاحتفال الذي ينتهي بغصّة؟ وما قيمة الفرح إذا خُتم بجرح ٍ أو مصيبة لا سمح الله؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد يونس فغالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/30



كتابة تعليق لموضوع : كلّ عام وأنتم بخيـــر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net