صفحة الكاتب : محمد كاظم الموسوي

الخارجية العراقية .. صمت غير مبرر
محمد كاظم الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



يذكرني موقف الخارجية المصرية هذا بصمت وسبات الخارجية العراقية وتقاعسها وغفلتها عن أداء دورها وواجبها الوطني في الدفاع عن العراق والحد من التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية والتي مازالت تمارسها الدول الإقليمة بكل وقاحة وصفاقة من خلال تصريح المسؤولين والسياسيين العرب وبشكل سافر حتى تعدى الأمر من التصريح إلى التهديد والدعم المباشر للجماعات الإرهابية والتحريض على العنف ضد الحكومة والجيش العراقي في حربه الضرورية والمصيرية ضد القاعدة والمجاميع الإرهابية.

 ففي يوم السبت الرابع من كانون الثاني من سنة 2014 استدعت وزارة الخارجية المصرية السفير القطري لدى القاهرة احتجاجاً على انتقاد الدوحة قمع التظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي وقال الناطق باسم الخارجية المصرية السفير (بدر عبد العاطي) لبعض وكالات الأنباء (فرانس برس) أن استدعاء السفير القطري يرجع لبيان أصدرته الخارجية القطرية بشأن الأوضاع في مصر وأن قطر ذكرت في البيان أنها قلقة من قمع التظاهرات في كافة أرجاء مصر وأنها انتقدت قرار الحكومة المصرية باعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية.

الخارجية المصرية لم تتوانى في الدفاع عن حريم وسيادة مصر تجاه التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية ولم تضع في حساباتها المردود السلبي على علاقتها مع دويلة قطر وغيرها في المستقبل، فالخارجية المصرية لم تفكر بغير تكليفها انطلاقاً من المسؤوليات الملقاة على عاتقها في الدفاع عن سيادة مصر وكيانها ورصد كل التصريحات والمواقف التي تصنف في قائمة التدخل في الشؤون الداخلية.

ومن المفروض والواجب أن تحذو الخارجية العراقية حذو شقيقتها المصرية فتحفظ للعراق سيادته وكيانه وهيبته وتناضل في الذب عنه فمثل هذه المواقف لاتقل أهمية عن المواقف العسكرية التي يحسمها الجيش في أرض المعركة، خصوصاً وأن حجم التدخلات الخارجية قد تعدت كل الحدود وفاقت كل التوقعات من العربان وغيرهم من أسلاف كفار قريش وأحفاد أبي جهل والمتمثلة بوهابية وسلفية اليوم، فلم نر لخارجيتنا الموقرة وناطقها الرسمي أي رد أو استدعاء لمسؤول أو اعتراض أو تصريح أو انتقاد على تهديد هؤلاء وتصريحاتهم الطائفية ودعمهم الإعلامي الموجه لزرع بذرة الفتنة في العراق وقد شجع صمت الخارجية العراقية هذا بعض الدول في التمادي في التصريحات حتى آل الأمر ببعض عربان الصحراء بالتهديد بإرسال جيش درع الجزيرة لتحرير الأنبار ودعم داعش والفلوجة متناسياً من هم العراقيون ولعل الذي أنساه ذلك مواقف بعض السياسيين المتخاذلة تجاه هذه التدخلات وزياراتهم المستمرة لهذه البلدان المحرضة على العراق والتي مازالت ترسل إلينا رسائل التهديد وبهائم الموت البشرية وتقوم بدعم الجماعات التكفيرية.

إننا نأمل أن لاتتقاعس وزارة الخارجية العراقية عن أداء دورها ومسؤولياتها في حفظ هيبة العراق وأن تخرج من صمتها وأن تجاهد وتناضل في رد أي تدخل في شؤون العراق الداخلية خصوصاً إذا كان من منطلق زرع الفتنة ودعم الطائفية والجماعات التكفيرية وتخريب العملية السياسية في العراق بل وعليها محاسبة البلدان التي ثبت تواجد مواطنيها على أرض العراق مع الجماعات الإرهابية بل وعليها أيضاً محاسبة الدول التي تأوي عراقيين محرضين على العنف والقتل والطائفية،  إن على الخارجية العراقية أن تخرس الألسن التي تتطاول على العراق وكيانه ومكوناته وأن لاتدع هؤلاء الشياطين يتلاعبون بمصير العراق وشعبه، فكفانا صمتاً وكفانا تخاذلاً وخنوعاً أمام أشباه الرجال.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد كاظم الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/16



كتابة تعليق لموضوع : الخارجية العراقية .. صمت غير مبرر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : حسين مصطفى ، في 2014/01/17 .

يقف على رئاسة وزارة الخارجية العراقي وزير كردي اسمه (زيباري) وهو من اقرباء بارزاني . بارزاني هذا هدد المالكي عندما قام بشن حملاته على الارهاب في صحراء وادي حوران هدده بان اي طائرة تقترب من حدود كردستان سوف يتم اسقاطها واي دبابة سيتم احراقها . في الحقيقة ، العراق لا يتملك قوة للدفاع عن نفسه امام قوة خارجية ، الجندي العراقي يمتلك العزيمة وهو معبأ عقائديا ومنظم تنظيما جيدا ولكنه يُقاتل بعصا قياسا للتصليح الذي تمتلكه الدول المحيطة بالعراق ابتداء من إيران وتركيا والاردن والسعودية والكويت وغيرها . هؤلاء العربان ومن اصغر محمية فيهم تجراوا على العراق نتيجة ضعفه التسليحي خذ مثلا الكويت التي قامت في عام (1992) عندما وضعت المناهج التعليمية بعد غزو صدام لها . قامت الكويت بحذف مسألة فلسطين من كتبها الدراسية ووضعت ماكنها موضوعا تحت عنوان ( غزو تتار العصر للكويت ) والمضحك المبكي ما جاء في هذه المادة حيث يقول في ثناياها : ( لقد فعلت الغزاة العراقيين ما لم يفعله اليهود في فلسطين ) .
أنا ارى متى ما امتلك العراق قراره ، واصبحت القرارات تصدر عن جهة مسؤولة واحدة سوف يعود العراق إلى سابق عهده قويا .
فلا نستغرب ضعف العراق تحت سقف التجاذبات التي تحصل فيه كل شخص يسحب البساط من تحت اقدام الاخر . زيباري اضعف وزارة الخارجية والنجيفي اضعف برلمانها ومقتدى يُثير القلق والحكيم يوزع الهبات والمبادرات . متى يستقيم البناء وخلفك الف فأس تهدم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net