صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

قانون الخمس دولار مخالف للدستور ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في تصريح غريب لدولة القانون ، وعلى لسان النائب أحسان العوادي في أن إقرار هذا القانون فيه مخالفة دستورية ، كون القانون 21 من قانون مجالس المحافظات قد أحيل إلى المحكمة الاتحادية ولم تقره بعد ، وهذا الشيء غريب في طريقة إقرار القوانين ، ثم أن السيد المالكي في الانتخابات الماضية ، وفي محافظة البصرة تحديداً ، أشار بصورة واضحة إلى ضرورة العمل على تحسين وضع المحافظة المنتجة ( البصرة ) بإعداد قانون الخمسة دولار ، وسنعمل علي إقراره ، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعاشي للمحافظة ، مع العلم حصة المحافظات المنتجة للنفط ثبتت بقانون المحافظات بواقع خمسة دولارات للبرميل المنتج منها.
وهنا نطرح التساؤل لماذا الآن بالذات يتم الوقوف بوجه إقرار هذا القانون ، وبدل أن تسعى الحكومة إلى التخفيف من كاهل أبناء شعبها ، تعرقل ما يخدم تطلعاتهم المشروعة . 
نعم التنافس بين الكتل في الانتخابات شيء مشروع ، وهو حق مكفول للجميع في التنافس من اجل العمل والسعي للوصول إلى خدمة الناس ، وبناء الدولة المؤسساتية التي يكون فيها المواطن هو الغاية العليا في الخدمة ، وتقديم الحياة الكريمة ، على أن لا يكون هذا التنافس مبني على مصالح الناس وتدمير أحلامهم ، أذ أن عدم أقرار فقرة الخمسة دولار ضمن الموازنة العامة، ظلما وعدم عدالة في الثروة خصوصا لمحافظة البصرة .
أن محافظة البصرة هي عبارة عن ميناء مهم وتغطي مشاعلها النفطية الصحراء ونتيجة لانبعاث الغازات نتيجة لاستخراج النفط كثرت الأمراض المستعصية والسرطانية فيها وقد عانت ما عانت من ويلات في زمن النظام المباد وقدمت الكثير من الضحايا لأجل العراق ، إذ أن إقرار هذا القانون يسهم بالإسراع في بناء هذه المحافظات ، سيما وأنها بحاجة إلى دعم وبناء وأعمار ، لان إقرار هذا القانون هو حق شرعي للمحافظات المنتجة والتي لازالت تعاني الفقر والإهمال لسنين طوال .
البصرة منجم العراق في الفن والأبداع وثاني أكبر مدينة من عدد السكان والتي خرّجت الأبطال في الرياضة وما زالت تفتقر إلى ملعب رياضي ولولا دعاية الدورة الخليجية المزمع أقامتها في البصرة لما حصل أي اهتمام وأن كانت من خيراتها كما أنها أنجبت عمالقة الشعر والأدب وفيها من خيرة الأدباء والشعراء ولايوجد فيها مكان يليق بهذه الشريحة المميزة الرائعة وتحلم بوجود مسرح واحد يليق بها ...
هذه المدينة التي تعطي كل شئ للعراق ولاتزال تعيش بالألم والحلم ونرى غيرها تأخذ من البصرة ومن ميزانية العراق مليارات الدولارات وتحت عناوين وتهديدات سياسية مختلفة بلا وجه حق ..ولانريد أن تقف ضد التنمية والأعمار في العراق وأنما نريد للبصرة أن تعيش كالآخرين الذين يعتاشون على خيراتها ويعيش معها باقي العراق من شماله الى جنوبة ...وإذا كان الدستور ضمان للغير فلماذا حرام على الآخرين وهو الضمانة الأساسية للشعب العراقي في الاستقلال الفيدرالي وهو المنقذ لكل الأهوال التي مرت على البصرة لتعود حقآ ثغر العراق الباسم وحياة لاينضب ...
مدينة البصرة أكثر المحافظات عطاءا من بقية المحافظات , وهي الاكثر تضررا" وتهميشا" وفقرا" في الوقت نفسه, فحسب احصائيات وزارة النفط العراقي, فقد بلغت قيمة الصادرات النفطية من البصرة 85% من مجموع صادرات العراق للعام 2012, في حين بلغت صادرات بقية المحافظات 15% فقط, اذن وعلى هذا الاساس فهي تحتل المرتبة الاولى بلا منازع في صادرات النفط العراقي, ومن يسمع بهذه الإحصائيات يتبادر الى ذهنه ان البصرة من المفترض أن يعود عليها من هذا الكم الهائل ولو النزر القليل, والنفع الضئيل كنوع من الحقوق , او رد للجميل, لكن الواقع مناف لذلك تماما", فلبصرة كما هي قمة في العطاء هي في الحرمان كذلك ايضا", فهي تعاني نقصا" ملحوظا" في الخدمات ومن جميع النواحي والمجالات, فمن الناحية الطبية نلاحظ ارتفاعا" في انتشار امراض السرطان و لا توجد مستشفى واحدة على الاقل لمعالجة هذه الحالات التي هي بأمس الحاجة للعلاج, أضافة الى عدم قدرة الاهالي على تحمل نفقات العلاج بسبب انتشار الفقر والبطالة بين ابناء هذه المحافظة المعطاءة, اضف الى ذلك سواء الواقع الخدمي الذي يعد اقل من متردي فالبصرة لحد الان تفتقر للماء العذب ومعاناة الاهالي مستمرة من هذه الناحية, وبعد ذلك هناك اسئلة لابد ان تطرح , اذن اين خيرات البصرة؟ ولماذا هذا التهميش لهذه المحافظة المظلومة التي عانت الامرين ورغم كل المعاناة تمنح بلا حدود؟, واذا لم تحصل على حقوقها فعلى الاقل اليس من حقها ان تعلن نفسها اقليما" مستقلا وتتمتع بحقوقها كما يفعل غيرها؟ بل ان غيرها يأكلون من خيراتها!! أهكذا يرد الجميل لفيحاء العراق؟ واخيرا" نتمنى من السادة المسئولين أن يعرفوا قيمة البصرة ,بأهلها, وخيراتها, وعطائها ويلتفتوا اليها فهذا حقها وحق ابنائها , فهم اهل العطاء , رغم واقع الحرمان الذي يعيشونه ،فبدل ان يقف السيد رئيس الوزراء بوجه احلامهم ، فليسعى الى تحقيق هذا الحلم ، وان يترك خلافاته السياسية مع شركائه في الوطن والعمل السياسي ، ولا يجعل من الشعب العراقي حطباً لحملته الانتخابية لان الربع سنوات تنتهي ، ويبقى الأثر . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/26



كتابة تعليق لموضوع : قانون الخمس دولار مخالف للدستور ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net