الازمة القائمة اليوم في العراق هي عملية شد وجذب بين الكتل السياسية فالجميع يريد مصلحته الحزبية ومحاولة استمالة الرياح الانتخابية الى جهته خصوصا ونحن مقبلون على الانتخابات البرلمانية في الفترة القادمة وعادة ما يكون الضرب فيها تحت الحزام سواء كان ذلك بالمواجهات السياسية والتسقيط السياسي ام تصل احيانا الى الاغتيال الجسدي والتصفيات .
ميزان الضبط في كل ذلك هو الوطن والشعب الذي يعيش في إطار حدوده كيف يمكن ان نخدمه ونقدم له الافضل ، فلن تنفع كل المحاور والانحيازات التي تمارسها بعض الكتل السياسية من اجل النيل من هذا الطرف او ذاك وبالخصوص النيل من الحكومة لأن من يريد النيل منها انما ينتقد نفسه فكلكم مشاركون في تلك الكابينة الوزارية وكلكم مسؤولون عن الواقع المتردي في البلد وما يعانيه المواطن ويتكبده من خسائر بالارواح والاموال ، فالمناكفات السياسية والعناد الذي تمارسه بعض الكتل والشخصيات الموجودة على الساحة السياسية العراقية هو السبب في ذلك .
فماذا يعني ان تقوم الكتل البرلمانية بمقاطعة جلسات البرلمان وايقاف تشريع القوانين فلماذا لا يكون الحل تحت قبة البرلمان والتحاور على جميع النقاط الخلافية والتوجه الى اقرار كل القوانين التي تمس المواطن العراقي ، فاذا كان هناك خلاف بين الحكومة المركزية والتحالف الكردستاني حول قانون الموازنة وقضايا تصدير النفط وما الى ذلك فلماذا لا يعمل البرلمان العراقي على حلها والعمل على تصفير المشاكل بدل زيادة الطين بللا وتكون المشكلة أكبر مع ان امر عدم صرف الرواتب لموظفي الدوائر في كردستان غير مقبول اذا كان ذلك غير متعلق بالميزانية واما اذا كان مرتبطا بالميزانية العامة للبلد فتلك هي مشكلة الجميع وليس موظفي كردستان فقط ، ولكن عندما يخرج علينا نواب متحدون بمؤتمر صحفي بأنهم لن يشاركوا في جلسات البرلمان ما لم تُحل قضية الانبار حتى وان تأخرت الميزانية العامة للبلد ويتضرر منها الطبقة المحرومة والبسيطة من ابناء الشعب العراقي ، ولا ادري كيف نعمل على حل تلك المعضلات وانتم بعيدون حتى عن الانبار بل لم يصلها جميع السياسييبن من قائمة متحدون طيلة فترة الازمة التي بدأت بالمعارك بين الجيش العراقي والعشائر الوطنية من جهة ومجاميع الاجرام من داعش وغيرها من جهة اخرى وهذا الامر ينسحب على البرلمان ايضا فيما يخص قوانينه التي تنتظر على الرفوف طيلة السنوات الاربع الماضية في حين ان طلبات المتظاهرين في الانبار كان من الواجب ان تعمل كتلة متحدون وغيرها من الكتل الاخرى التي تمثل الجماهير في تلك المحافظات التي خرجت فيها التظاهرات على تنفيذها من خلال سلطتهم التشريعية ، أنا اعتقد انه النفاق السياسي بعينه عندما نتعامل مع الملفات السياسية بهذه الطريقة الممجوجة والغير مقبولة أساسا لأنكم انتم كبرلمان مسؤولون عن كل قضايا الشعب العراقي وانتم من يحاسب الحكومة ومؤسسات الدولة عندما تقصّر .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat