يحاول الطاقم الحاكم في كردستان العراق استغلال أي مناسبة من اجل الانفراد بالاقليم والخروج بدولة ذات سيادة تحكمها العائلة البارزانية كما يريد البعض لذلك حيث انهم يجندون كل الطاقات والامكانات من اجل ذلك ابتداء من الاعلاميين الى ناشطي منظمات المجتمع المدني الى بعض السياسيين المبتورين المتلونين الى محاولة جذب اصوات المطبلين من دولنا العربية العرجاء المؤيدة لهم في كل شيء .
هذه المرة يحاول الحزب الذي يسيطر على الاقليم استغلال قضية المغدور الاعلامي محمد بديوي الذي قتله احد الضباط من فوج الرئاسة في بغداد وهو من القومية الكوردية ليتسللوا من هذا الباب ويصدروا بيانا في رد على ما قاله المالكي عندما القى القبض على الضابط من الحرس الرئاسي وقال حينها الدم بالدم .
بداية ان ما قاله المالكي امر غير مقبول وغير وارد في العمل السياسي من رئيس وزراء دولة يمثل الجميع دون استثناء حتى وان كان الموقف متشنجا ساعتها ولكنه ذلك كلام يحتاج الى أن نتوقف عنده لماذا قال تلك العبارة وكيف وعلى أي أساس؟ أما بيان رئاسة الاقليم ففيه الكثير من الالغام التي تهدد وحدة العراق ويريد من خلاله الاحزاب المتنفذة ان تستفرد بالاقليم بعيدا عن المركز وعن الدولة العراقية وهم على ما يبدو قد ادخلوا الموضوع في اطاره القومي بتلك الحملة الشرسة من قبلهم ومن قبل بعض الخصوم السياسيين في البرلمان على قاعدة عدو عدوي صديقي فبدأ الهرج والمرج من اعلى القيادات السياسية ليعملوا على دفع التأزيم الكوردي مع الحكومة الى اعلى مستوياته من متحدون الى المنافقون من الصدريين والمجلسيين واحمد الجلبي وعلاوي الى وسائل الاعلام الخبيثة التي ليس لها هَمّ عندما غيروا الضرب تحت الحزام الى وصلوا اليوم الى مرحلة ما فوق الحزام باعلان صوتهم واجهاره بالعداء للمالكي وبشكل واضح وهو ما يدمر العملية السياسية برمتها .
البيان الذي صدر عن رئاسة الاقليم في ردهم على رئيس الوزراء كان يحمل من المتناقضات الكثير ، فماذا يعني ان يقارن البيان بدماء شهداء حلبجة والانفال ليقول من يتحمل هذه الدماء ؟ وما علاقة حادث اليوم من قبل ضابط متهور احمق بتلك الجرائم الكبرى التي عانى منها كل العراق أعتقد انها مطالبات عقيمة لا تخضع للعقل والمنطق فهناك مئات الالاف من الوسط والجنوب ذهبوا ضحية المقابر الجماعية وحماقات النظام البعثي يقول البيان (إذا كان "المتحكمون بالسلطة" ينظرون إلى الأحداث بهذا المنطق، فهناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها من ذات الزاوية، متسائلا "من يتحمل دم 5000 شهيد في حلبجة و182000 من ضحايا الأنفال و8000 بارزاني 12000 كوردي فيلي؟) ارى ان تسألوا النظام السابق او بعض البعثيين الموجودين تحت قبة البرلمان اليوم عن هذه الارواح الزكية التي لا ذنب لها كما هو حال باقي العراقيين وربما هؤلاء يزورون مناطق كردستان ويتمتعون بحماية رئاسة الاقليم فهل صارحتم الشعب الكردي بهم وانتم توفرون لهم الحماية.
يختم البيان قضية مهمة لدى الاحزاب الحاكمة في كردستان وهو التهديد بالانفصال بقولهم تعالوا لنجلس ونفض العلاقة بيننا وكأننا في شركة مساهمة وليس حدود وطن ودولة ذات سيادة (واختتم البيان بالقول إن شعب كوردستان قرر أن يعيش بالتآخي والتآلف والتعايش في العراق، فإذا كان حكام بغداد لا يريدون هذا التآخي ويختلقون المشاكل بشتى الذرائع، داعيا اياهم للجلوس معا و"انهاء هذه العلاقة المليئة بالمشاكل".) واليكم الحكم !!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat