صفحة الكاتب : فوزي صادق

مسؤولية الفكر والقلم !
فوزي صادق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يحكى إن أحدهم أدعى النبوة في زمن نبي الله موسى عليه السلام  ، فنشر تعاليمه التي أدعى إنها منزلة عليه من الله ، فعقد الخطب وكتب الألواح ووزعها على من حوله من القرى ، فأصبح له أعوان ومصدقين ، وبعد مرور حصة من الزمن ، وسقوط عرش فرعون ، أعاد مدعي النبوة حساباته ، وراجع نفسه ، وأعلن توبته ، فذهب إلي النبي عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فقال له : لك ذلك ، فباب التوبة مفتوح ، لكن من سيقنع ضحاياك بالتوبة والعودة إلي الحق ؟ فمنهم من مات وهو معتقد برسالتك ، ومنهم من هاجر وهو مؤمن بحجتك ، وأكثرهم ليس لك علم به ، فلقد رسخ وتجذر ما أدعيت به وكتبته ونشرته من فكر وتعاليم بعقولهم وقلوبهم ، وأنت زائل لا دائم ، فإن لم تمت اليوم ، ستموت غداً ، وسيبقى ما أوجدته وبصمته بعد موتك ، تتناقله الألسن وتتلاقحه العقول وينشره الشذاذ ، وكل ذنب سيصدر من أتباعك هي على عاتقك وبرصيدك ، إذ لا مفر ولا عودة من العقاب ، فأنت لم تخطئ لوحدك ، بل جررت خلفك أمة تعقب أخرى ، وكبلت عقولاً بأفكارك وسمومك ، وتريد الهروب بالتوبة ، وترك الناس في وحل الخطيئة .

 

أخي الكاتب صاحب القلم ، وأخي الخطيب صاحب المنبر ، وأخي الإعلامي صاحب الفكر والرأي ، وأخي المسؤول صاحب المؤسسة الإعلامية : أعتبر من القصة الأنفة ، ولا تنسى إن كل ما تبصمه وتتركه من أفكار وأقوال وإيمان وعقائد للناس بكتاب أو مقال بصحيفة ، أو ببرنامج إعلامي ، أو حتى لما ينشره العوام بوسائل الاتصال الاجتماعي ، سيسجل بأسماك وسيضاف برصيد أعمالك ، ومن سيقع بشباكك سيسجل بقائمة المصدقين بك وأحد ضحاياك ، فأنت الأداة والسبب والمداد والقناة بوضع تلك الأفكار بخيرها وشرها بقمع عقولهم ، فربما تجد اليوم المال والجاه والشهرة ، لكن كل هذا لن يدوم ، وستزول أنت وطيلسانك وهيلمانك ، ويبقى آثرك تتناقله الأجيال والشعوب ، فإن كان خيراً فهو لك ، وإن كان شراً فهو عليك ، فأختار الجميل الحسن ، والحق الصادق ، وأعلم إنك إن نجوت اليوم بالدنيا من بين العباد ، فلن تنجوا غدا بالأخرة من رب العباد ، أو أتبع الحديث " قل خيراً أو أصمت " .

 كاتب وروائي سعودي  :    تويتر  :     @Fawzisadeq   البريد الإلكتروني :      fs.holool@gmail.com 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فوزي صادق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/24



كتابة تعليق لموضوع : مسؤولية الفكر والقلم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net