العراقيون شعب عاش الظلم ورأى عجب العجاب
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حينما تتصفح تاريخ العراق في الفترات السابقة ولغاية هذا اليوم لا تجد ما يسر القلب من فترة زمنية مرت كسعادة عاشها الشعب العراقي بأمان وزها بها الفكر والمستوى المعاشي بشكل عام ,سوى أيام او أشهر لا تحسب من العمر كبوصلة وامتداد زمني حدده الله سبحانه وتعالى , ولا اعلم أي تاريخ ليوم في الماضي انطلق منه الظلم والتهميش والإقصاء على شعبنا ,وما نعرفه أن الصدمات والتجارب التي حل القدر فيها على المواطن العراقي كانت كبيرة وقاسية ,فالعراقي عاش وحكم من قبل أعنف النظم الدكتاتورية في العالم وطٌبق عليه أقسى حصار اقتصادي وخاض أطول حرب حديثة استنزفت فيها الأموال والأنفس والخيرات ,وكأن الآية 155 من القرآن الكريم في سورة البقرة نزلت لتأخذ حكمها في التطبيق حرفيا على الشعب العراقي ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ
وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) ولم تستثني من ذلك أي فئة من الشعب لمختلف أطيافهم ومذاهبهم وقومياتهم , الكل شربوا العذاب ورؤا العجب من تداعيات أساليب المكر والجريمة وصلت الخديعة لمحاربة الناس بإعمالهم الاقتصادية , فكان الناس يلجأون الى الابتهال والتضرع راجين من الله ان ينقذهم مع أبنائهم من هذه الغمة والرياح الصفراء العقيمة وهي تشتت افراد العائلة وتدمر العلاقات الإنسانية وتساهم في زيادة انتشار الفساد والرشوة وتفشي كل أنواع الرذيلة بالمجتمع , فالحمد لله تغير الحال مابين لحظة وأخرى واستنشقنا الخير وتنفسنا رائحة المودة والازدهار في حكومة انطلقت من أرادة وتعبير الجماهير بالتأكيد هذا ما لا يتمناه وما يطمح اليه الحاقدون والمروجون الذين يعيشون على امتصاص الدماء وزرع الفتنة وتشويه كل فعل خير يدعو الى الوحدة والتعايش السلمي, فبدأ التأمر على العراق شعبا وحكومة من الدول المسماة عربية بإرسال مخابراتها ووكلائها للعمل بل أنشأت فيها مدارس فكرية تعمق روح الكراهية وتغرس مفاهيم لدى شعوبها على أن الخطر قادم من دولة شيعية في العراق وعبأت ألآلاف من شبابها ليقاتلوا الى جانب قوى الإرهاب من اجل إسقاط الحكومة وجعل البلد في دوامة العنف وفعلا قد حققت الكثير من أهدافها بوقف عجلة التقدم والبناء وتوفير الخدمات بتعاون أهل النفوس الضعيفة والخلايا الحاقدة , وأزلام صدام , وما جرى في العراق يوم 10/6/2014 لاحتلال محافظة نينوى وصلاح الدين من قبل تنظيم مسلح إرهابي يتبنى فكر جهادي سلفي خارج عن ملة المسلمين ,هو بداية التآمر على جميع المحافظات والشعب , وتنفيذ أجندات عالمية تبدأ من المحافظات التي تزعزع الأمن فيها وعششت بعض الخلايا والمطلوبين للقضاء العراقي , وقد ساهم أيضا في هذه الحملة بقوة أقليم كردستان الذي يدعي انه شريك في العملية السياسية ولكن اظهر حقده وطموحه حينما هاجم احد الفرق العسكرية ألمرابطة في محافظة كركوك وتحت تهديد السلاح وانهيار الجيش في تلك المناطق قامت عناصر بيشمركة بنهب الآليات والأسلحة وطرد المقاتلين من مواقعهم, ولو كانوا فعلا هم شركاء في العملية السياسية وتحت مظلة الدستور كان الأجدر بهم ان يقفوا مع الجيش لمقاتلة الغرباء من تنظيم داعش كون العراق واحد وما لحق من أبناء شعبنا في الجنوب والوسط أيام النظام السابق من تهميش وظلم بحجم ما وقع على إقليم كردستان وربما يفوقه أضعاف , مع العلم ان الدستور واحد وصوت عليه الأكراد بقناعة أكثر من ما صوت عليه العرب والتركمان وبقية الأقليات الأخرى , وقد جاء فيه ان العراق دولة واحدة حدودها من الفاو الى زاخو ,او على الأقل ان يصبحوا محايدين ولا يشركوا أنفسهم بالقتال ضد الجيش وينظموا الى جانب قوات داعش بالتصرف المسيء , وتبين بعد ذلك ان هدفهم هو السيطرة على المناطق المتنازع عليها كما جرت حالات مماثلة في شمال الموصل وفي منطقة سنجار وجنوب كركوك والتي وقفت بها القوات الكردية معادية الى القطعات العسكرية في تلك المناطق ولم تقدم لها العون العسكري, مما جعل هنالك غصة مؤلمة في قلوب العراقيين وكما يقول المثل ( طعنت العدو تدمي الجسد ولربما يتشافى بعد لحظات أو أيام ولكن طعنت إقليم كردستان تدمي القلب وتكسر الخواطر ) فالشعب لم ينسى يوما ان الخيانة والطعن من الخلف ستمر دون رحمة, ومما يحز بالنفس أكثر ان جميع الارهابين والمحرضين على الفتنه قد بدؤا بعقد مؤتمراتهم والإدلاء بتصريحات تحريضية عبر وسائل الإعلام وهي موجهة للشعب والقوة الأمنية وما فعله هولاء من قتل وذبح وإرسال المفخخات وتأيد الإرهاب كانت رسالة حزن ان تدار تلك الأمور الإرهابية أمام أعين العوائل وأبناء شعبنا الذين فقدوا احبتهم وذويهم ومن مدينة اربيل ويحضى ذلك برعاية مسعود البرزاني والذي اطلق عليهم انهم مظلومين من النظام الدكتاتوري وضيوف مرحبة بهم , لربما يتصور ان مسعود البرزاني من خلال نظرته المتعالية وصوته المتكرر بالتهديد والانفصال واستغلال ضعف الجيش ليظهر لنا قائدا وبطلا ومتسامحا وفرحا بما حل بنكسة الجيش , وسيعلم البرزاني والقيادات المتآمرة معه أن الشعب وبفضل المرجعية الدينية لم ينحني وستمر هذه الأزمة سريعا وسيحرر الجيش كل المناطق السليبة سواءا كانت بيد داعش الكرد أو داعش السعودية ,وسيقرأ أطفالنا في تاريخ المستقبل من الذي وثب للدفاع عن العرض والأرض والمقدسات من الغزو الخارجي ومن الذي طعنهم بخنجر الخيانة مستغلا ظروف الانكسار .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat