صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

ايُّها الكرسي
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


ايهٍ ايُّها الكرسيُّ,
كم تهاوَتْ على اعتابِكَ امالٌ وأحلام,وتكسَّرتْ عندَ قوائمِك أُمنياتٌ ومطامع,
وكم فاضَتْ لأجلِك انهارٌ من الدماء,وجرت في سبيلِكَ سواقٍ من الدموع,
كم اشتريتَ من ضمائرَ,وبعت من مباديء,
وكم من مذهبٍ راحَ ضحيةَ مقعدِكَ,ومن وطن تشظّى فداءً لك,
حدّثني ايُّها الكرسيُّ,وقد مرَّت عليك السنونُ والايام,ومضت عليك طوارقُ الليلِ والنَّهار,هل اخلَصتَ لأحدٍ ممّن كان يقاتلُ في سبيلِكَ,وباعَ وطنه ودينَه من اجلِ انْ يتربّع عليك؟
ماأكثرَ غدْرَكَ,واقلَّ وفاءك,
هل دفعتَ عن الملوكِ الذين تقاتلوا عليكَ يدَ المنون؟ وهل مدَدْتَ لهم من سِنيِّهم عمرا؟ ام هل دخلت مع الرؤساءِ الذين فُتِنُوا بِكَ ضيقَ القبور؟وفسحْتَ لهم في لحدِهم شبرا؟
ام هل جازيتهم بالليالي التي سهروها شوقاً اليكَ,فلم يطرفْ لكَ جفنٌ عند رحيلِهم عنكَ ولم تغمض لك عينٌ عند وداعِهم لك؟
هل ذرفْتَ دموعك يوم فارقوك,وقد بكت قلُوبُهم القاسيةُ من حرِّ فراقِك؟
تلك القلوبُ التي لمْ تأبَه لدمعةِ يتيمٍ في جوفِ الليلِ, فقدَ اباه في حروبهم عليك, قاسى ذلَّ اليتمِ ولوعةَ الفقدْ؟
هل زفرتْ جوانِحُكَ رحمةً بهم,وشهقت انفاسُك حسرةً عليهم ؟وهم الذين استعرت صدُروهم هياماً بك؟وانكوت ارواحهم حزناً عليك ؟تلك الصدُور المظلمة التي لم تحفل بشهقة أمٍ ثكلَتْ ولدَها, ولم تحزن لأسى ارملةٍ فقدَت زوجها.
ليتَ الذين صعدوا ذروتك,وتسنَّموا مقعدَك يعقلون انَّك لن تدوم لهم,ولو دُّمتِ لغيرهم لما وصلْتَ لهم ,
ولكنَّك شيطانٌ كما انتَ مرصَّعٌ بالذهبِ والجواهر,فأنتَ مخضَّبٌ بالدماء والاشلاء,ولذلك عَمِيَتْ عن قبحِ ذاتِك عيونُ القلوب, وصُمَّت عن صوتِ حقيقتك اسماعُ الضمير,
فتعساً لكَ من مركبٍ لايصعده الاَّ الموتى من كلِّ شعورٍ انساني,والمحرومين من كلِّ احساسٍ بشري.فإنَّهم لايليقونَ الاَّ بك,ولاتليق الاَّ بهم,وكيف لا؟ ومن سُنَّة الحياة ان الغادرين للغادرين وقبُحَ اولئكَ رفيقا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/14



كتابة تعليق لموضوع : ايُّها الكرسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net