صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

حواريو السيد المسيح أين هم ؟ الحلقة الثانية
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 من بين كل هذا الخلط العجيب نرى الاختلاف أيضا في عدد هؤلاء التلاميذ واسمائهم  ففي الفصل الأول من إنجيل مرقس كان ليسوع اربعة فقط من التلاميذ وهم : سمعان أو بطرس، وأخوه أندراوس ويعقوب بن زبدي ويوحنا. ولكن في إنجيل يوحنا 51-1:35 يذكر وجود اربعة تلاميذ هم : سمعان واندراوس وفيلبس ونثنائيل.وهنا اختلفت الاسماء بشكل غريب.
أما اسماء الاثنا عشر تلميذا فقد ورد ذكرهم في إنجيلين ولم تذكرهم باقي الاناجيل جمعا بل ذكرت بعضهم، وتوزعت اسمائهم في الاناجيل ولكن من دون الاتفاق على تسمية واحدة كما في اسماء  الاسباط في التوراة واسماء الائمة المعصومين عند المسلمين بل  اختلفت الاناجيل في تسميتهم ومنهم من قال ان هذه القاب لهم، ومنهم من قال انها اسمائهم .

التلاميذ الاثنا عشر هم :

 

1- سمعان ، ولكن يدعونه بطرس أيضا .

 

2- أندرواس يقول إنجيل لوقا ومتى بأنه اخ سمعان بطرس.

 

3- يعقوب ابن زبدي  حسب إنجيل مرقس ومتى بينما تجاهلته الاناجيل الاخرى.

 

4- يوحنا إنجيل مرقس ومتى يقولان انه اخ يعقوب بن زبدي. وسكتت الاناجيل الاخرى.
 
5- فليبس ، هل هو اخ يوحنا المعمدان فإذا كان كذلك فإن زوجة فيلبس هي هيروديا العاهرة التي طلبت رأس يوحنا المعمدان وابنته هي راقصة القيصر. (1)

6- برثلماوس ، ولكن يوحنا يقول ان اسمه نثناثيل .

 

7- متى ، وهو جابي الضرائب ، ولكن في انجيلي لوقا ومرقس اسمه لاوي .
 
8- توما . ولكن يوحنا يقول عنه بأنه التوأم وذلك في موضعين من انجيله بينما سكتت الاناجيل الاخرى.

 

9- يعقوب بن حلفي. ولكن مرقس يقول ان اسمه لاوي بن حلفي. انظر إنجيل مرقس 2: 14

 

10- سمعان القانوي . له عدة اسماء موزعة في الاناجيل.

 

11-  يهوذا تداوس سٌميَ تداوس في انجيلي مرقس ومتى ، ولكن في انجيل لوقا يقول انه اخو يعقوب بن حلفي وهذا محال .

 

12- يهوذا الاسخريوطي . مات منتحرا فتم انتخاب متياس بديلا عنه .

 

13- متّياس . لا يُعرف من هو، ولكن رواية الإنجيل تقول أنه حلّ بديلا عن يهوذا الخائن الذي انتحر.


14- يضاف لهم (استفانوس) اول حواري يستشهد رضخا بالحجارة على يد بولص واليهود.
 
إذن لم تتفق الاناجيل على عددهم أو اسمائهم بل اختلفت، ومع اضافة استفانوس وانتخاب بديل ليهوذا يكون المجموع أربعة عشر وليس اثنا عشر . ويدلنا النص الوارد في  سفر أعمال الرسل 1: 23 على أن مسألة اختيار التلاميذ ليست من قبل الله او من قبل عيسى ولم تكن عن طريق الوحي كما تفضلت أيها القس المحترم بل عن طريق القرعة ومن اختيار التلاميذ انفسهم ايضا كما نقرأ : ((فأقاموا اثنين: يوسف الذي يُدعى بارسابا الملقب يوستس، ومتياس ثم القوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس، فحُسب مع الاحد عشر رسولا)).

ونعود للحواريين .

للقارئ ان يتصور عظيم المحنة التي تعرّضَ لها الحواريون إذا قست ذلك على تدخل الله شخصيا لإنقاذ نبيه من بين براثن اليهود والدولة الرومانية وكذلك ما تعرض له الكتاب المقدس (الإنجيل) من حملة مدروسة لإنهاء دوره أيضا من ذلك سوف تتضح لك قساوة الحملة التي تعرض لها (الحواريون).

 لقد تعرض الحواريون إلى ضروب من المحن مما تنوء بثقله الجبال إلى ان قضوا نحبهم رضوان الله عليهم ، هذا إذا رأينا أيضا وسائل اليهود والرومان في التفنن بوسائل الابادة  لمن ينتسب لهذا الدين ، مثل السلق بالماء المغلي والزيت الحار وتهشيم الرؤوس رجما بالحجارة الكبيرة والقائهم للأسود الجائعة في حلبات الموت الرومانية فإذا كان هذا يجري على عامة المؤمنين بالمسيح فما بالك بخواصهم حملة الرسالة بعد عيسى حوارييه .

ولرب قائل يقول: لماذا انقذ الله نبيه عيسى من القتل ولم ينقذ الحواريين ؟

 

فنقول على ضوء قاعدة : (( لكلٍ درجات مما عملوا)) أن الله أراد أن يعطي الحواريين درجة عيسى من خلال ما سوف يُلاقوه من اضطهاد عظيم بسبب استمرارهم بتبليغ رسالة المسيح ولكي يتأسى الناس بصبرهم وثباتهم ، وهذا ما بينهُ عيسى عليه السلام عندما قال في إنجيل لوقا 22: 28 (( أنتم الذين ثبتوا معي في تجاربي، وأنا أجعل لكم كما جعل الي أبي ملكوتا، لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسي)). ولاينال اوصياء عيسى هذه الدرجة إلا بتحمل اعباء نشر وتبليغ الرسالة مع ما فيها من اضطهاد عظيم ولذلك يقول علماء المسيحية أن أحد عشر تلميذا استشهدوا إلا واحد مات موتا طبيعيا (2). وهؤلاء الاثنا عشر المقتولين لم يثبت بالدليل القاطع أنهم حواريوا المسيح ابدا ، إنما شاهدهم الوحيد هو هذه الكتب الأربعة المشكوك في نسبتها حتى إلى من دونها والتي كتبت بعد مئآت السنين.

 
ولكن على ما يبدو أن اليهود خططوا وباحكام لإزالة هذا الدين مع كل رموزه حتى لو أدى ذلك إلى التضحية ببعض اليهود عن طريق دسهم لينتحلوا شخصيات حواريي يسوع ثم يقتلوهم لتستحكم خطتهم في نفوس عامة الناس.ولا زالت خطط اليهود إلى هذا اليوم حيث يقومون بصناعة الشخصيات البديلة امثال اليماني ، والقحطاني وعشرات المهديين المزعومين وغيرهم ممن خرجوا لنا بعد الاحتلال الامريكي للعراق.

 
كيف مات الحواريون .

فبطرس حسب كتاب أعمال بطرس فإنه صلب بشكل مقلوب أي رأسه إلى الأسفل وقدماه للأعلى.

 

وتوما قطع رأسه ودفن في مليبار ثم نقل جسده إلى الرها.

 

أندرواس قُتل صلبا في مدينة باتراي في اليونان.

 

يعقوب بن زبدي الكبير قُتل  بالسيف قرابة عام 44 م  بأمر من الملك هيرودس أكريبا.

 

يوحنا بن زبدي كاتب الانجيل حيث يُعتقد أنه الوحيد الذي مات موتا طبيعيا ويُعتقد ان قبره موجود في مدينة سيلجوك التركية.وهناك من يقول انه ايضا قتل .
 
متى كاتب الانجيل بعض الروايات تروي بأنه قُتل في إثيوبيا،ورواية أخرى تقول انه قتل في مدينة هيرابوليس اليوم في تركيا . وأن متياس هو الذي قُتل في إثيوبيا.

فيلبس أمر حاكم المدينة ورئيس كهنة بقتله صلبا.

 

برثلماوس قُتل في أرمينيا بعد أن سُلخ جلده حيا ثم صُلب منكوسا .

 

يعقوب بن حلفي قتله اليهود لمهاجمته الشريعة اليهودية .

 

يهوذا تدواس قتل في بلاد فارس حيث قُطع رأسه بالفأس .

 

سمعان القانوني أو الغيور ذهب للتبشير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وزار بريطانيا وقتل فيها .

 

اصطفانوس قتل رضخا بالحجارة على يد بولص واليهود في أول أيام دعوة المسيح .

 

انتهى الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث والاخير وهو بعنوان (ولكن أين هي الحقيقة)

 

المصادر .
 1- طبعا صحيح ان الحواريين ماتوا بهذه الطريقة البشعة ، ولكن حتى موتاتهم هذه نسبوها لهؤلاء التلاميذ المزعومين  الذين حلوا بدلا من حواريي السيد المسيح ، خصوصا إذا عرفنا ان الاناجيل بقيت رهن الحبس والمراقبة مئآت السنين ليتسنى لهم دس ما يشاؤون فيها .


2 – وهذا ما أكده القرآن في مواطن عديدة نذكر منها : ( فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا سورة فاطر 43) وكذلك : سنة من قد أرسلنا من قبلك من رُسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا الإسراء 77) وكذلك : ( سُنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا الأحزاب 62 ) وكذلك قوله : ( سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ، الفتح 23 ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/14



كتابة تعليق لموضوع : حواريو السيد المسيح أين هم ؟ الحلقة الثانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net