صفحة الكاتب : حيدر حسين الاسدي

وجوه غابت عن شاشاتنا
حيدر حسين الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أصوات ووجوه نفتقدها هذه الأيام، تلك الوجوه التي لم تنفك من الصراخ والعويل والتباكي، على عراقٍ تمزق وضاع، بعد أن فقد القائد الأوحد فرصته بالبقاء، وتناوبوا على كيل التهم والسب لشركائهم .

فخلال الساعات الأولى لتكليف الدكتور العبادي، بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، كانوا يتزاحمون للظهور على الشاشات! ويهددون ويتوعدون بأن البلاد لن ترى النور! والاستقرار بعد اليوم، وعراق ما قبل تكليف العبادي ليس هو عراق ما بعد ذلك.

لكن فجأة وبدون سابق إنذار تبخرت صورهم وضاع صوتهم، وتحولوا إلى أرشيف في الفضائيات، لكن دورهم التشكيكي والتأمري ما يزال متواصلاً، ما زالت أصواتهم خلف الأبواب الموصدة، تحاول وضع العصا في دولاب التقدم السياسي! وهم يمررون تصريحات وإشاعات مغرضة، تحشد الشارع وتربك المشهد، وتجعل المواطن في حيرة، بين التوجس من المستقبل وضياع صورة الماضي!

المشكلة أن بعض يؤمن بأنها الراعية الأولى للعراق، والمنقذة الوحيدة لشعبه، وما دونه لا يمتلك مفاتيح الحل، الوضع العراقي بتداخل مكوناته وأعراقه لا يمكنه أن يتحمل الانفراد، ورؤية المرجعية الصائبة بأن الشراكة الوطنية هي الحل الناجح، للخروج من غابة الأزمات التي وجدنا أنفسنا فيها، بظل حكم يؤمن بالتهميش والتشكيك والاتهام، ولم ولن يقبل عاقل بالخروج عنها.

لذا نحتاج أن نؤمن، أن قدرنا التعايش سوية، ومصيرنا يرتبط مع الجميع، وجغرافيتنا لا تتحمل التجزيء، وكل من ينادي ويصرخ بإشعال الفتن وتصدير الأزمات، سيكون أول المسافرين على طائرات الرحيل، لدول يحملون جنسياتها، ليتركوا أبناء جلدتهم يحترقون بنار صراعاتهم.

أيها المطبلون للفتن اتقوا الباري في عراقكم، وانظروا الى دنياكم! هل حفظة لأصحاب الملك عروشهم؟ كونوا منصفين لانفسكم أولاً ! وحاولوا أن تكتبوا أسماءكم في صفحات الخالدين من كتاب تأريخ بلدنا، قبل أن تجدون أسماءكم على صفحات المنبوذين بفعل تصرفاتكم، التي دائماً ما تكون غير محسوبة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/28



كتابة تعليق لموضوع : وجوه غابت عن شاشاتنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net