صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أمة قولٍ وحسب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تصلني تباعا من أحد الأخوة الكتاب مقالات يبذل فيها جهدا بحثيا واضحا , وهو يحاول إظهار السلوك القويم والخُلق السامي للسلف الصالح , كالأئمة الأطهار وغيرهم من رموز الدين , وكلما قرأتها أتساءل عن مدى قدرتنا على تطبيقها!!
 
ففي واقع حالنا أننا تربينا عليها كأقوال وكلمات مأثورة  لا تتجاوز المسامع والأنظار , والكثير منها كتبناها على السبورة وفي دفاترنا , وحفظناها وأرشفناها في رفوف ذاكرتنا , وما تجرأنا على التعبير عنها بأعمالنا وسلوكياتنا اليومية , وهذا يعني أننا تفاعلنا معها بآليات أمية وقدرات  تجاهلية , فما أصاب أمة العرب من إنقطاعات حضارية ألغت تواصل أجيالها , وتسببت في نشوء أدمغة كأنها معدومة التلافيف ومترسنة ضد المعرفة والإدراك الحضاري.
 
فالأمة لها تأريخ ثري لكنها تفتقد مهارات تمثله وإعتباره , وتنفر منه كنفور الغزلان من الأسود , حتى ليستغرب منها الداني والقاصي , ويحسبها أمة ذات إرادة فناء!!
 
والأمة تنادي أن أول كلمات الفرقان التي تجلت في غار حراء كانت " إقرأ" , وتكررت لثلاث مرات , تأكيدا على أهميتها وقيمتها وقوتها وإرادتها ومعانيها الفيحاء.
"إقرأ" التي من الواجب أن تكون فريضة جوهرية من أصول الدين , فالذي لا يقرأ , كيف سيعرف دينه , وكيف سيدرك أفكاره ودلالاته وصراطه المستقيم؟
 
وفي زمن صارت القراءة فيه من أولويات ومقومات الحياة , بل ومادة قانونية في معظم الأنظمة , بمعنى أن عدم تعلم القراءة يُعد جريمة يُحاسب عليها القانون الأبوين ويتهمهم بالإهمال تجاه الأطفال , تجدنا مجتمعات تسعى لتجهيل الناس وتضليلهم وخداعهم بإسم الدين , ويأنس لذلك العديد من المحسوبين على الدين أو يدّعونه , ويمارسونه كتجارة وحسب.
 
وكم كان بودي أن يخاطب الأخ الكاتب بمقالاته الذين أفرغوا الدين من جوهره وسماحته ورحمته وسماته الإنسانية , وحوّلوه إلى مطية لنفوسهم الساعية للسوء والبغضاء ,  وتُعجب الكثيرون أقوالهم التي هي من أفعالهم براء , وهم الذين يعظون الناس بفعل ما يقولونه لهم , ولا يريدونهم أن يفعلوا ما يفعلونه من مآثم وقبائح وجرائم خلف ستار الدين.
 
فالأمة في أمسّ الحاجة لطرْق رؤوسهم , وتهديم عروشهم , وتحرير الناس من تضليلهم وبهتانهم  , وإستعبادهم الذي يصادر عقولهم ويحيلهم إلى تابعين خانعين , بلا قدرة إبداعية وعطاءات إنسانية باهرة.
 
نعم إن علة الأمة بالمدّعين بالدين بكافة مللهم ونحلهم وطوائفهم , فهم الذين أدخلوا الأجيال في أنفاق الظلمات , والدين يريد لهم فضاءات الأنوار المتوهجة بالمحبة والألفة والأخوة والرحمة الإنسانية, فلن تنهض الأمة ما دام الدين مفقودا وأدعياؤه يتسيّدون!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/29



كتابة تعليق لموضوع : أمة قولٍ وحسب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net