صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

يوميات ابو دعدوش ح3
حيدر الحد راوي

اليوم السابع
كان ابو دعدوش يشاهد الاخبار , كان يفرح لكل خبر جديد ويضحك بصوت مرتفع , بينما دعدوش يجول بأنظاره بين ابيه والتلفاز مستغربا , مندهشا , فحاول انهاء حيرته بالسؤال :
-    أبي ما المضحك ... قوى الكفر جميعها تتحد وتوحد صفوفها على حربنا ... وها هم قد قرروا القضاء علينا ... ما المضحك في هذا الامر ؟ ! .  
أبتسم ابو دعدوش لسؤاله واجاب :
-    لا يمكنهم فعل ذلك ابدا .
-    لماذا ؟ .
-    لانهم المستفيدون من وجودنا ... أضف الى ذلك ان حربهم التي اعلنوها ضدنا تبشر بالخير .
-    كيف ... لم افهم ؟ .
-    هذا يعني استمرار داعش اطول فترة ممكنة ... وتوسيع سيطرتنا على اكبر مساحة تطالها أيدينا .
-    لم افهم ايضا ... كيف سنبقى اطول فترة ممكنة ونتمدد وهم يعلنون علينا حربا عالمية ؟ .
-    افهم ! .. ان الجيش العراقي كان يتقدم نحونا بسرعة ... زحف علينا من جهات عدة ... ثم تلقى مداعشونا  ضربات قاصمة منه ... تقلصت معها المناطق التي تحت سيطرتنا ... وكذلك الحال في سوريا ... تلقينا ضربات عنيفة من الجيش السوري واعدائنا الاخرون تقلص معها نفوذنا ... اعلان هذه الحرب سيجبر الجيش العراقي اما على توقف زحفه ضدنا او على الانسحاب .. بحجة التنسيق الدولي وكذلك ستتوقف الضربات السورية لنا ... مما يتيح لنا الانتشار في اكبر رقعة ممكنة والتمدد على حساب بعض المناطق .
-    هكذا اذا ... الان فهمت ... لن يقضوا علينا طالما وانهم المستفيدون من وجودنا ... وماذا يحدث لو ان حاجتهم منا انتهت ... ماذا يحدث لنا ؟ .
-    لا تبالي ابدا ... انا وانت ودعدشة سوف نسافر لنقيم في اماكن جميلة .
-    وماذا عن الدواعش ؟ .
-    لا تفكر فيهم ... يفر من يفر ... ومن لم يتمكن من الفرار فستأكله الكلاب حينها .  
انقطع حوارهما بمجرد ان بدأ المداعشين بالتوافد , حتى حضر عدد كبير منهم , تسلق ابو دعدوش المنبر ليقول :
-    لقد أنهينا الدعاش الصيفي ... وأعلن لكم عن دخولنا في الدعاش الشتوي ...
نهض احد المداعشين ليصرخ بصوت عال :
-    تدعيش ! .
ردد الجميع بحماس منقطع النضير :
-    داعش ... داعش ! .
-    تدعيش ! .
-    داعش ... داعش ! .
هدأ الجميع , خيم الصمت , اثناء ذلك نهضت دعدشة لتغني :
-    بهذه المناسبة أستذكر اغنية فيروز ( دعشتك بالصيف ... دعشتك بالشته ... دعدشتك بالصيف ... دعدشتك بالشته ) .

*****************
اليوم الثامن
أستيقظ ابو دعدوش متحيرا من رؤيا رأها , طلب حضور معبر الرؤيا , قصها عليه :
-    رأيت فيما يرى الرائي اكواما من البرتقال ... بالقرب منها الكثير من الغربان تأكل من اطرافها فقط  ... ثم هبّت ريحا شرقية , قلبت اكوام البرتقال على الغربان ... مات بعضها مدفونا .. بينما هرب البعض الاخر ! .
-    مولاي الامير ... البرتقال اشارة الى بني الاصفر "الروم" و الغربان اشارة الى داعش ... لا زالت داعش تأكل من فتات موائدهم بقدر ما اكلوا في رؤياك ... حتى تأتي الريح الشرقية .. وهم الشرقيون يوترون العلاقة بين بني الاصفر و داعش ... فتنقلب اكوام البرتقال على الغربان تدفنها ... الا ان بعضها يتمكن من الهروب ... في مثل هذه الرؤى تحذير واضح ! .
-    نحن على حذر في كل خطوة نخطوها ! .      
ذات صباح استيقظ مرعوبا , فطلب احضار المعبر بأسرع ما يمكن , لم يتأخر بدوره في الحضور , قص عليه رؤياه :
-    رأيت فيما يرى النائم ان ريحا عاتية عصفت في جرف عميق .. فتهاوت فيه صخورا سوداء كثيرة ! .
-    مولاي الامير ... رؤياك صادقة  ... هذا يعني ان الجيش سوف يحتل منطقة جرف الصخر .  
حالما فرغ المعبر من كلامه , دخل احد الدواعش معلنا معلما ابا دعدوش عن سقوط جرف الصخر , ألتفت نحو المعبر قائلا :
-    تعبيرك في محله ... سوف انصبك معبرا لدولة الخلافة  الشيطانية .. اقصد الارهابية ...كلا .. كلا .. اقصد الاسلامية ! .
ذات ليلة ليلاء , دهماء , ممطرة , ذات برق ورعد , أستيقظ ابو دعدوش مرعوبا مرتعبا صارخا بأعلى صوته , تكاد حنجرته تخرج من فيه :
-    أحضروا معبر الرؤيا في دولة الغلافة .. الخفافة ... الشخافة ... الخلافة ! .
جاء مسرعا , قد بلل المطر ملابسه , مرتعبا خائفا هو الاخر , أمر ابو دعدوش جميع الحاضرين بالخروج , حالما خرج اخرهم , قص عليه رؤياه :
-    رأيت فيما يرى النائم ... ان ثورا كبيرا .. ضخما .. اشبعني نكحا .. وتقبيلا ! .
ألتفت المعبر يمينا ويسارا , كأنه خائفا من شيء , اصطكت اسنانه من الهلع , لا يعرف ما يقول , اطرق رأسه , بعد برهة , تمالك نفسه , استجمع قواه  بعد ان وجد ما يقوله :
-    مولاي الامير ... رؤياك هذه لا تحتاج الى تعبير ... كل شيء فيها واضح ! .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/01



كتابة تعليق لموضوع : يوميات ابو دعدوش ح3
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net