اليوم السابع
كان ابو دعدوش يشاهد الاخبار , كان يفرح لكل خبر جديد ويضحك بصوت مرتفع , بينما دعدوش يجول بأنظاره بين ابيه والتلفاز مستغربا , مندهشا , فحاول انهاء حيرته بالسؤال :
- أبي ما المضحك ... قوى الكفر جميعها تتحد وتوحد صفوفها على حربنا ... وها هم قد قرروا القضاء علينا ... ما المضحك في هذا الامر ؟ ! .
أبتسم ابو دعدوش لسؤاله واجاب :
- لا يمكنهم فعل ذلك ابدا .
- لماذا ؟ .
- لانهم المستفيدون من وجودنا ... أضف الى ذلك ان حربهم التي اعلنوها ضدنا تبشر بالخير .
- كيف ... لم افهم ؟ .
- هذا يعني استمرار داعش اطول فترة ممكنة ... وتوسيع سيطرتنا على اكبر مساحة تطالها أيدينا .
- لم افهم ايضا ... كيف سنبقى اطول فترة ممكنة ونتمدد وهم يعلنون علينا حربا عالمية ؟ .
- افهم ! .. ان الجيش العراقي كان يتقدم نحونا بسرعة ... زحف علينا من جهات عدة ... ثم تلقى مداعشونا ضربات قاصمة منه ... تقلصت معها المناطق التي تحت سيطرتنا ... وكذلك الحال في سوريا ... تلقينا ضربات عنيفة من الجيش السوري واعدائنا الاخرون تقلص معها نفوذنا ... اعلان هذه الحرب سيجبر الجيش العراقي اما على توقف زحفه ضدنا او على الانسحاب .. بحجة التنسيق الدولي وكذلك ستتوقف الضربات السورية لنا ... مما يتيح لنا الانتشار في اكبر رقعة ممكنة والتمدد على حساب بعض المناطق .
- هكذا اذا ... الان فهمت ... لن يقضوا علينا طالما وانهم المستفيدون من وجودنا ... وماذا يحدث لو ان حاجتهم منا انتهت ... ماذا يحدث لنا ؟ .
- لا تبالي ابدا ... انا وانت ودعدشة سوف نسافر لنقيم في اماكن جميلة .
- وماذا عن الدواعش ؟ .
- لا تفكر فيهم ... يفر من يفر ... ومن لم يتمكن من الفرار فستأكله الكلاب حينها .
انقطع حوارهما بمجرد ان بدأ المداعشين بالتوافد , حتى حضر عدد كبير منهم , تسلق ابو دعدوش المنبر ليقول :
- لقد أنهينا الدعاش الصيفي ... وأعلن لكم عن دخولنا في الدعاش الشتوي ...
نهض احد المداعشين ليصرخ بصوت عال :
- تدعيش ! .
ردد الجميع بحماس منقطع النضير :
- داعش ... داعش ! .
- تدعيش ! .
- داعش ... داعش ! .
هدأ الجميع , خيم الصمت , اثناء ذلك نهضت دعدشة لتغني :
- بهذه المناسبة أستذكر اغنية فيروز ( دعشتك بالصيف ... دعشتك بالشته ... دعدشتك بالصيف ... دعدشتك بالشته ) .
*****************
اليوم الثامن
أستيقظ ابو دعدوش متحيرا من رؤيا رأها , طلب حضور معبر الرؤيا , قصها عليه :
- رأيت فيما يرى الرائي اكواما من البرتقال ... بالقرب منها الكثير من الغربان تأكل من اطرافها فقط ... ثم هبّت ريحا شرقية , قلبت اكوام البرتقال على الغربان ... مات بعضها مدفونا .. بينما هرب البعض الاخر ! .
- مولاي الامير ... البرتقال اشارة الى بني الاصفر "الروم" و الغربان اشارة الى داعش ... لا زالت داعش تأكل من فتات موائدهم بقدر ما اكلوا في رؤياك ... حتى تأتي الريح الشرقية .. وهم الشرقيون يوترون العلاقة بين بني الاصفر و داعش ... فتنقلب اكوام البرتقال على الغربان تدفنها ... الا ان بعضها يتمكن من الهروب ... في مثل هذه الرؤى تحذير واضح ! .
- نحن على حذر في كل خطوة نخطوها ! .
ذات صباح استيقظ مرعوبا , فطلب احضار المعبر بأسرع ما يمكن , لم يتأخر بدوره في الحضور , قص عليه رؤياه :
- رأيت فيما يرى النائم ان ريحا عاتية عصفت في جرف عميق .. فتهاوت فيه صخورا سوداء كثيرة ! .
- مولاي الامير ... رؤياك صادقة ... هذا يعني ان الجيش سوف يحتل منطقة جرف الصخر .
حالما فرغ المعبر من كلامه , دخل احد الدواعش معلنا معلما ابا دعدوش عن سقوط جرف الصخر , ألتفت نحو المعبر قائلا :
- تعبيرك في محله ... سوف انصبك معبرا لدولة الخلافة الشيطانية .. اقصد الارهابية ...كلا .. كلا .. اقصد الاسلامية ! .
ذات ليلة ليلاء , دهماء , ممطرة , ذات برق ورعد , أستيقظ ابو دعدوش مرعوبا مرتعبا صارخا بأعلى صوته , تكاد حنجرته تخرج من فيه :
- أحضروا معبر الرؤيا في دولة الغلافة .. الخفافة ... الشخافة ... الخلافة ! .
جاء مسرعا , قد بلل المطر ملابسه , مرتعبا خائفا هو الاخر , أمر ابو دعدوش جميع الحاضرين بالخروج , حالما خرج اخرهم , قص عليه رؤياه :
- رأيت فيما يرى النائم ... ان ثورا كبيرا .. ضخما .. اشبعني نكحا .. وتقبيلا ! .
ألتفت المعبر يمينا ويسارا , كأنه خائفا من شيء , اصطكت اسنانه من الهلع , لا يعرف ما يقول , اطرق رأسه , بعد برهة , تمالك نفسه , استجمع قواه بعد ان وجد ما يقوله :
- مولاي الامير ... رؤياك هذه لا تحتاج الى تعبير ... كل شيء فيها واضح ! .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat