صفحة الكاتب : احمد سامي داخل

مقتل بن لادن
احمد سامي داخل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحدث الاهم خلال الايام الماضية هو مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في  باكستان .ربما ستكون دلالات الحدث ذات اهمية اكبر بكثير من مجرد تصفية رأس التنظيم في عملية  نفذتها وحدات النخبة الامريكية بعد جهد استخباري دقيق بكل معنى الكلمة  . أن الذي يريد ان يحاكم تجربة اسامة بن لادن لابد لة ان يرجع الى الجذور الاولى لة في معترك الارهاب أن بن لادن والقاعدة في النهاية  جزء من أجزاء الصراع الدولي ولعبة الامم في الشرق الاوسط .
 عندما تعاضم الخطر الاحمر  السوفيتي ايام الحرب الباردة في القرن الماضي سعت الولايات  المتحدة الى محاربة ذالك الخطر السوفيتي من خلال بعث وتنشيط القوى الدينية في العالم لتقف  بوجة الفلسفة المادية الماركسية التي كان  يتبناها الاتحاد السوفيتي هذة الفكرة كانت من افكار  الاخوين الن دلاس وجون فوستر دلاس الذين كان أحدهما مدير للمخابرات والاخر  وزير للخارجية الامريكية في وقتها . ......
خلال القرن الماضي أيضآ تورط الاتحاد السوفيتي في المستنقع الافغاني وسعت الولايات المتحدة الى الانتقام من السوفيت عبر أنشاء حركة مقاومة مسلحة مثلما فعل السوفيت مع امريكا في فيتنام قبل سنوات فتم تسهيل مهمة الوصل الى افغانستان  لجميع العناصر الراغبة في مقاتلة الغزو السوفيتي .كان من بين الاشخاص الذين وصلوا الى هناك اسامة بن لادن الذي اسس ماعرف حينها ب (مكتب الخدمات الاستراتيجية ) كان  مكتب الخدمات صيغة من صيغ النشاط المخابراتي حيث تم دعم هذا المكتب من عدة اجهزة مخابرات مثل المخابرات المصرية المخابرات الباكستانية المخابرات السعودية وعلى رأس الجميع  طبعآ المخابرات المركزية الامريكي cia .تولى هذا المركز تقديم الدعم اللوجستي لماكان يعرف بحركات المجاهدين الافغان والمجاهدين من خارج أفغانستان ((الافغان العرب)) .كانت العملية ناجحة بكل المقايس فقد تم توريط الاتحاد السوفيتي وتم تصوير هذة العملية على انها حرب مقدسة بين الاسلام والغزو الالحادي السوفيتي .كما تم  التخلص من مجموعة  من اخطر الاشخاص على الامن في البلاد العربية والاسلامية عبر ارسالهم لقتال السوفيت في افغانستان وهم معبئين عقائديآ  بداعي الجهاد .وهم يعتنقون فكرآ تكفيرآ ....
بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي وقبل ذالك وصول (المجاهدين الافغان ) الى السلطة في كابول وتحول الموضوع الى صراع على السلطة بين رفقاء السلاح حدث تحول في موازين القوى حيث تغيرت المعادلات وبقيت مشكلة اسمها الافغان العرب الذين جيئ بهم في وقت ماضي ليحاربوا ولما انتهى داعي وجودهم رفضت بلادهم الاصلية  رجوعهم اليها لخوفها من نشاطهم بعد  رجوعهم . رحل بن لادن الى السودان ثم حدث أن استغلت المخابرات الباكستانية عناصر من التيار السلفي ودعمتها لبسط سيطرتها بالوكالة على افغانستان فأنشأت حركة طالبان كانت القاعدة قريبة جدآ من طالبان فكريآ واستراتيجيآ حيث الطرفان يعملان بالتحالف مع باكستان .أن ماحدث يعتبر نصر لباكستان في وقتها ولاكن هنالك قاعدة مهمة فعلت فعلها وهي أن تيار  القاعدة ولد فكرآ تكفيرآ عبر كل ماحدث وان هذا الفكر الذي يرفض التسامح ويمجد الحقد وقيم الدم والانتحار عبر استغلال سوء الاوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للشباب في البلاد الاسلامية وتغذيتهم عقائديآ بتفسيرات أسلامية غير صحيحة تحث على ازهاق روح الاخرين والاستشهاد بداعي الجهاد . كل هذا ولد خطر على المصالح الدولية تعاضم الخطر مع تفجيرات الخبر في السعودية وضرب السفارات الامريكية في افريقيا حتى جائت احداث 11\ايلول في امريكا . والحرب العالمية على الارهاب .
لتتغير الاستراتيجية العالمية حيال منطقة الشرق الاوسط . الى نشر الديمقراطية ونشر قيم الاعتدال  .وهنا حدثت التحولات الديمقراطية في العراق وقبلة افغانستان ووصول حزب اردوغان الى السلطة في تركيا والثورات العربية اليوم لأن العالم لم يعد يحتمل وجود حكومات قامعة لشعوبها توفر الضروف الموضوعية لتفريخ العنف عبر سحق ارادة الشعوب وقتل قيم الحياة والحرية فيها ...
أن دواعي اللعبة الدولية التي ساعدت ووفرت ضروف  ولادة مكتب الخدمات ومعسكر الفاروق وبالتالي زعامة بن لادن اللعبة الدولية نفسها عندما تغيرت واصبح بن لادن خطر حقيقي على مصالحها سعت الى القضاء علية ونجحت في قتلة ...أننا نأخذ عبرة من كل ماحدث في هذا الملف العبرة هي  لابديل لحرية وكرامة الشعوب لابديل للديمقراطية والتسامح .(لاتكن عبد غيرك وقد خلقك اللة حرآ )  . والسلام  عليكم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سامي داخل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/09



كتابة تعليق لموضوع : مقتل بن لادن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net