وزارة الزراعة: الذهب البني بحاجة الى منقبين!.
امل الياسري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الذهب هو زينة وخزينة لدى عامة الناس, ويعتبر الداعم الأول للعملة في سياسة الدول, حتى أنه تم تشكيل (بورصة) يقاس عليها سعر القيراط, وهي عملية لها تماس مباشر بأسعار العملة في العالم.
الذهب الأسود (النفط) جزء من هذه المعادلة, أما الذهب الأحمر فهو النحاس, والذهب الأزرق هو الكبريت, والذهب الأبيض هو الماء, ولكن قليل ممن سمع بالذهب البني, إنه التراب!.
مصطلح بدأ بالإنتشار في الآونة الأخيرة, مع إنحسار موارد الأرض, وزيادة أعداد البشر, وزيادة معدلات التلوث في العالم, والذهب البني بكنز أخضر, ومروج شماء, وبهجة غناء, خير من قفرة صحراء, ورمال هوجاء, والإلتفات للأرض بات ضرورياً, والإستفادة منها قدر ما نستطيع, فهي لا تعوض ولا تقدر بثمن, لأنه لا يمكن إستمرار الحياة بدونها, ففيها توضع أجسادنا, ومنها ميعادنا يوم النشور.
نادتني, وهي تشكو أمرها الى والدها الفلاح, المقهور الذي أجهش بالبكاء إشتياقاً لها, وهرعت والدتها متسائلة ما بال الأرض قد مرضت, ففارقت حياتها وزهوها وخيرها, حتى بتنا نطرز أسواقنا, بالوان الزرع الفلكلوري العربي, والأوربي, والأمريكي, وأصبح من دون طعم أو رائحة, وأشتقنا لجلسات الجدات, وهن يروينَ حكايات للأحفاد, حول دائرة الدفء في الليالي الباردة, عن الأرض وخيراتها.
يتصوربعضنا أن الموضوع ليس بذي أهمية, ولكنه مهم جداً في وضعنا الإقتصادي المترهل, المثقل بعجز الموازنة, فبات من الضروري الإحاطة بالمسؤوليات الحكومية, والوطنية والشعبية, لغرض إستثمار هذه الثروة الذهبية, فمن دعوات كانت مكبلة بقيود ثقيلة, متمثلة بعدم إقرار تشريعات خاصة بالقطاع الزراعي, وعدم تشجيعه, وفقدان الوزارة لمقوماتها الإدارية, وكأنها مؤسسة إعتيادية, إن حضرت لا تعد, وإن غابت لا تفتقد.
واجبات وطنية وإجتماعية وعلمية تترتب على الحكومة, بتسليط الضوء على أهمية الريف الزراعي, الذي يمثل ملح الأرض العراقية, ومستودع الخيرات, وملجأ الشعب أيام الملمات, فإقتصادنا الزراعي أمسى ضعيفاً؛ بسبب هجرة الأرض, وإنقطاع الإنسان الريفي عن أرضه, وإستيطانه في المدن.
محنة الهجرة سنقضي عليها, وننقذ الشمس, وتتوهج السنابل, ونزيل المعاناة, وهذه المرة على أرضها, وبين أبنائها, وسيعود الفلاح, ووتدب الحياة في ريفنا من جديد.
لابد من دعم الدولة للريف, وتوفير كافة الإمكانيات والوسائل الحديثة, عندها سيكون من اليسير إصلاح المنظومة الزراعية, ودعم منتوجاتنا, إذا ما علمنا أن نصف الصناعة تقوم على الزراعة, وبالتالي نؤمن حاجة العراق من الغذاء والمواد الأولية, للصناعة في آن واحد, وهما أولى بالإهتمام حالياً, لأنهما إقتصاد دائم مزدهر, ويمثلان شريان الحياة للفرد والمجتمع.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
امل الياسري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat