مما لاشك فيه أن الأعلام بجميع وسائله، اصبح اليوم من اقوى الوسائل لإيصال المعرفة والأحداث إلى الناس في الوقت الحالي، حيث امتاز الأعلام بأنه سلاح ذو حدين سلبي وإيجابي فالسلبي هو بترويج وتسويق الأكاذيب والفتن، أما الإيجابي فهو إيصال الخبر وتحليل الحقائق وتفهيمها إلى المجتمع،
وبعد التطور التكنلوجي في وسائل الأعلام وكثرة القنوات والصحف والإذاعات في العراق في الوقت الحاضر، فقد أصبحت المعلومة تصل بسرعة فائقة إلى الناس، مع تزايد وسائل الاتصال في الآونة الأخيرة وابتعادها عن الاستقلالية اليوم، فكل كتلة سياسية أو حزبا معين أصبح اليوم يمتلك قناة فضائية وصحيفة أو إذاعة، تقوم على خدمته ليلا نهارا، لصالح أجندتها الخاصة من خلال شراء بعض الشخصيات المثقفة والوجوه المعروفة في الساحة العراقية، بل حتى بعض الشخصيات الدينية لم تسلم وتحفظ نفسها من هذا التوظيف الرخيص في ترويج الأكاذيب في خدمة السياسي الجائر، فأصبحوا يتعمدون في دس سموم وخبائثها الإعلامية على الناس من خلال التمويل الترغيب وإعطاء الهبات لمن يبيع ضميره وشرفه الوطني والأخلاقي من اجل المصلحة الشخصية لذلك السياسي،
أما إعلام الغرب فقد اعتمد على التقنية والتكنولوجيا المتطور في كافة المجالات، وهذا التفوق التقني لا يحتاج إلى تسويق الكذب الذي ينفضح بدقائق، بل يتم التلاعب بحقائق الأمور بوسائل متجددة لا تحتاج تغيير جوهرها الذي تريد من خلاله تسويق ما تشاء ، بل تعتمد تغيير (الأشكال) وأزياء التضليل لكن ليس طول الوقت، فالتقنية الإعلامية لا تكرر نفسها على الدوام بنفس الأشكال كي لا يملها الناس وتفقد فاعليتها والإعلام اصبح تقنية متجددة باستمرار، فالكل يرى الإعلام الغربي إعلاما مستقلا وحرا يطرح الحقائق إلى الجمهور وبكل جرأه بعيدا عن الخضوع إلى سياسة الدولة فهذا هو سر نجاح الإعلام الغربي،
نحتاج في الوقت الراهن إعلاما يقوم بالنقد الجاد وتشخيص الانحرافات وإعطاء البدائل والدأب المتواصل نحو حقائق الأمور وكشفها للناس حتى يصبح لدينا إعلاما مستقلا بعيدا عن خدمة القطب الواحد..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat