صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أعلنتُ الحِداد على أمّي...؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حزنتُ على أمي , وأعلنت الحداد , لا لأنها أمي الإنسانة  وحسب , وإنما لأنها تحولت إلى رمز للحزن الأكبر الذي يعصف في أركان أمّي ويزعزع وجودها.

 
حزنت على أمي لأنها غمرتني بحزن كل إنسان فقد أمه , وأدركت بموتها أن الموت يباغت الظواهر والموجودات كافة.
 
الإنسان يموت
المجتمع يموت
الوطن يموت
الأحزاب والعقائد تموت
الجامد والحي يموت
الأرض تموت والمجموعات الشمسية تموت
وكل متحرّك وواقف يموت
نعم إنّ الأشياء جميعها تبلى وتموت!!
والمنتصر الأكبر هو التراب!!
 
حزنت على أمي حزنا وطنيا , عربيا , إنسانيا , عالميا كونيا مطلقا!!
 
فالإنسان في بلادي يموت , ويختنق بالقهر والرعب والترهيب والحرمان والخطف والتعذيب.
 
في العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن ولبنان وفلسطين وباقي بلاد العرب , يموت المواطن وينسحق ويندحر بتوالي الخيبات والهزائم والتداعيات.
 
الإنسان يموت بإسم العقائد والرسالات , ويُذبح من الوريد إلى الوريد , بفتاوى الوعيد والضلالات.
 
 
حزنت على أمي العراقية العربية لأن الحزن سلطان!!
 
ولأن الأمة بكامل صورتها ودورها وكيانها المتداعي , ودولها المتفككة المنهارة تزاحمت في فضاءات وعيّ وإدراكي , حتى لوجدتني أقرأ الفاتحة على هوينا الحضارية , ومعالم صيرورتنا الإنسانية والتأريخية والدينية , وركام الإنكسارات ومعززات اليأس والإحباط تداهم ما ينبعث من حواسنا وجوارحنا , حتى لأصبح الإنسان عدو الإنسان , والدين يقاتل الدين , والخير معتقل رهين , والشر صدّاح على الأفنان , يترنم بأناشيد البغضاء , ويصفق بمخالب العداء.
 
حزنت لأن الحزن شعور إدراكي رشيد!!
 
ولأن الأرض بلا حزن أمّارة السوء الشديد!!
وتدرعت بحزني وامتطيت صهوة حصان الصبر  وأنا أردد:
"رأيت الدهر مختلفا يدور....فلا حزنٌ يدوم ولا سرور"
 
فأصبحتِ الدموع مطافئَ حزنٍ يَقيد!!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/17



كتابة تعليق لموضوع : أعلنتُ الحِداد على أمّي...؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net