صفحة الكاتب : محمود الوندي

مفهوم الديمقراطية يعني انتقاص الأحزاب من بعضها
محمود الوندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يمر العراق بأزمة سياسية واقتصادية حقيقة وانقسام اجتماعي مرير تهدد كيانه ومستقبله كدولة موحدة وشبح التقسيم والتشرذم على الابواب فالتناقضات الاجتماعية والتناحر الطائفي والصراعات القومية تزداد عمقا وتزداد الهوة بين مكوناته الاساسية اتساعا , وما ترتب على ذلك من نتائج مأساوية على المستوى الداخلي ومن ناحية أخرى كارثية التدخل الاقليمي والدولي وتصفية حسابتها على حساب مستقبل العراق , ومع تفشي الفساد بشكل مُرعب ، انّ هذا الفساد هو السّبب الرئيسي لاظهار القوى الارهابية , لأن أتاح للارهابيين فرصاً ذهبيّة كبيرة ليتمدّدوا جغرافياً الى داخل العراق ووقوع قرابة ثلث العراق تحت سيطرتهم.   
الصورة العراقية الحقيقية ، تؤكد تماما أن الوطن يعيش اليوم حالة عداء سياسي متصاعد، لهذا فأن حقيقة المعاناة التي يعاني منها الشعب العراقي اليوم بشكل عام تتمثل أساسا في أن أحزاب وشخصيات سياسية جميعها تفتقر إلی مسمی النضوج السياسي. بمعنی أن المشكلة ليست في شخصية الانسان العراقي تحمل افكاراً ليبراليا أو يساريا أو إسلاميا ، أو تنتمي الى القومية او الطائفة  ، بل إن المشكلة تكون بين قادة الاحزاب حين تتهم بعضها البعض من خلال هذه المسميات أن كل الطرف منه يشكل خطرا حقيقا علی الآخر، لان مجملهم يواصل تحريك طاحونة الطائفية البغيضة ، حيث التصريحات النارية والاتهامات والتشكيك بالآخر ، ومن ثم يجعل من الوطن ساحة للصراع بين مكونات الشعب العراقي. 
العداء السياسي الذي يخيم عليه اليوم لأن لم توفر لدی الساسة والأحزاب والقوی المتنفذة في داخل الحكومة او البرلمان أدنی قدر من النضوج السياسي ولا يفقه مفهوم السياسة ، حيث حول هذا المفهوم إلی نوع من الصراع والانتقام ، غير مدرك بعد أن السياسة في شكلها العام فنا وكل فن له قواعده وسلوكياته الخاصه به. 
للأسف الشديد لدى جميع أن مفهوم الديمقراطية يعني انتقاص الأحزاب من بعضها البعض ، وأن يسخر كل حزب منها صحفه وقنواته الإعلامية في سبيل تجريم ونقد الأحزاب الأخری ، وتستعمل لغة التهديد والانتقام من الآخر، وهذه الكلمات يسمعها يومياً المواطن العراقي من المسؤولين والساسة العراق. ومن المضحك المبكي وتجد كل حزب في الوقت نفسه تطالب الحكومة تعمل بالدستور والقانون ومحاسبة المقصر . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود الوندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/22



كتابة تعليق لموضوع : مفهوم الديمقراطية يعني انتقاص الأحزاب من بعضها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net