صحوة متأخرة يادولة الرئيس
محمد شفيق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لاشك ان نجاح اي حاكم مرهون بمدى تواصله مع شرائح المجتمع وطبقاتها واحتكاكه مع ابناء شعبه  , وفتح قنوات التواصل المختلفة معهم والاستماع الى شكوايهم ومقترحاتهم , لانه بذلك سوف يلامس المعاناة ويستمع الى الحقيقة بعيدا عن نقل المستشارين ووسائل الاعلام التابعة للرئيس والحكومة . لقد كان احد رؤساء فرنسا يقرء رسائل القراء قبل ان يقرء مقالات الكتاب والادباء عند قرائته للصحف ,وقبل ايام تناقلت الصحف خبرا مفاده ان الرئيس الامريكي اوباما انه يقرء يوميا اكثر من 10 رسائل تصله من المواطنين الامريكان , واذا رجعنا الى التاريخ  فسنجد ان رسول كسرى اعطانا حكمة بالغة الاهمية عندما رأى الخليفة عمر بن الخطاب نائما في احدى الازقة فقال ( عدلت فامنت فنمت ياعمر ) فعلمنا هذا الرجل بأن امن المسؤول لايُصنع بالسيارات المصفحة وجيوش الحمايات انما تصنعه العدالة الاجتماعية وهذه الاخيرة لاتحقق الا اذا نزل المسؤول الى الشارع وازال كل الحواجز بينه وبين المواطن .
قبل ايام شاهدنا رئيس الوزراء نوري المالكي وفي بادرة نادرة زار مستشفى مدينة الطب حيث تجول بين اروقتها والتقى بالمراجعين والمسؤولين , ولمس باليد الفساد والتلكوء والفشل , تلاه زيارة لمديرية السفر والجنسية التي لم تكن احسن حالا من سابقتها من حيث الفساد والروتين .. الخ ما اقدم عليه السيد المالكي خطوة جيدة في الاطلاع على عمل الدوائر الخدمية والتباغت في الزيارات وهو عمل يدل على الحكمة والنجاح . لكن رغم اهمية الخطوة التي قام بها المالكي الا انها جاءت متأخرة ومتأخرة جدا . كان الاجدر بالسيد المالكي ان يقوم بمثل هذه الزيارات قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية ,  والتذمر الذي عم المواطنين من تردي الخدمات واستفحال البطالة وهيمنة المرتشين والفاسدين في اغلب الدوائر, وقبل ان يضع نفسه في ازمة المائة يوم التي اصبح فيها انموذجا للمثل العراقي الشهير ( راد ايكحلها عماها ) فالعراق الذي لم يكتمل بناينه ولم يشبع عياله خلال ثمان اعوام هل يفعلها المالكي بمئة يوم .
على المالكي ان يستمر بهذه الخطوة المهمة في حال اكتمال ولايته الحالية وعدم حل الحكومة واستقالته كما نوه الى ذلك مؤخرا, وان يعمل على فتح كافة قنوات الاتصال مع المواطنين في الداخل والخارج .
الحمد لله ان حكمانا قد صحوا من نومهم وبدأوا يقرؤن الكتاب من اليمين وان كانت صحوتهم متاخرة

 

 

 

الموضوع السابق التعايش السلمي في القرآن والطائفية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat