صفحة الكاتب : واثق الجابري

البحث عن الخيانة
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وجدت الجواب الشافي لرأي أحد أساتذتي؛ الذي يعتقد أن الرياضيات درس لا يمكن أن تكون النتيجة فيه أقل من 100%، وغير ذلك قد يكون من خطأ غيرمقصود او غباء؟! ولا يجوز بكل الأحوال التبرير.
إتصلت بأحد أصدقائي زوجتة، وهي لا تتوانى عن إخباره بكل صغيرة وكبيرة، وأبلغته أن أبنه في الثالث الإبتدائي أخذ ثمانية بمادة الرياضيات.
إلحاح الزوجة على زوجها؛ جعله يبحث عن إجابات سريعة تبرر أخطاء أطفاله للهروب منها، ومن عصبيته تصورت عندهم مشكلة في البيت، وهو يحاول إنهاء المكالمة، وهي تُصر على التشعب بالحوار، وأن السبب لأن إبنها مهمل لواجباته، وتقصير الأب في تدرسيه، رغم عودته متأخراً من متاعب العمل، ومضايقات أمه، والمعلم يعاديه، ووو.... لكنه أنهى المكالمة وقال بسيطة سوف أعود وأؤدبه؟!
الأب قال لي أن أبنه لم يخطأ والسبب بالمعلم، وأن جوابه 8+8=6 بسبب خطأ بسيط، والطفل نسى أن يكتب واحد بجانب رقم 6، والمفروض المعلم ينتبه وينبه الطالب ولا يظلمه؟!
الرياضيات بالفعل علم لا يقبل الخطأ، وما علينا إلا حفظ جدول الضرب والقسمة والجمع والطرح، ونعتقد أن اللغة العربية من أصعب اللغات، ولم نسأل أنفسنا لماذا إختارها الباري لغة للقرآن، ولم نتمعن في لغتنا، التي دخلت فيها اللهجات المحلية، وغزتها المبتكرات الحديثة التي عجز العرب، حتى من إختيار أسماء معربة للصناعات الغازية لأسواقنا، وصاروا يسمونها بأسماء يختارها غيرهم.
تحدث العرب كثيراً عن لغتهم، وتفاخروا بقوميتهم، ولهم مثل الدول المتأقلمة جامعة للدول العربية، تطحن في قضاياهم، ولا يسمع سوى جعجة تصدع رأس شعوبهم، ومن كلاسيكياتها أن القضية الفلسطينية يتم تداولها في كل أجتماع؛ على مستوى القادة أو وزراء الخارجية، وهي قضية مركزية لم يجدوا حلوللها، ولا موقف موحد لهم؟!
ماضينا القريب لا يخلتف عن حاضرنا، وما تناقله له أبناءنا يدعونا للتوقف، وهل فعلاً أن المؤامرات هي سبب ضياع أرضنا وتخلفنا، ثم لماذا يتآمرون علينا، أو بالأحرى لماذا يقبل بعض قادتنا خيانة تاريخهم، وشعبهم يهتف لهم بالروح بالدم، ويقدم الدم ولا يجد روح بالدولة، ثم يجد نفسه مبايع من العملاء، من التتر الى داعش؟!
كتبت في طفولتي قصة قصيرة جداً، وكنت أُصور طفل فلسطيني في الأرض المحتلة، وكان وأقرانه العرب يحبون معلم اللغة العربية، وفي عيد ميلاده أستلم هدية من ذلك المعلم، وما أن عاد الى البيت؛ حتى وضعها بين يدي والديه، وإذا بها تنفجر وتقتل الأبوين، ويأخذ الطفل الى السجن، وفي التحقيق إلتقى ضابط المخابرات الإسرائلية، وهو نفسه معلم اللغة العربية؟! وهكذا إعتقادنا منذ الطفولة.
ليست الرياضيات وحدها من لا تقبل الخطأ، ولذلك نستغرب تفوق العالم علينا؛ سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً، رغم أن معظم ثروات العالم من أراضينا؟!
إذا كانت السياسة فن الممكن، وهي ترتبط بكل العلوم؛ فمن الكوارث أن نبرر أخطاء ما تزال تلاحقنا على مر العصور، وإذا كنا نعتقد دائماً بالمؤامرة تلاحقنا، وأن للشعوب مطامع في ثرواتنا؛ فعلينا أولاً أن نبحث عن الخيانة؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/14



كتابة تعليق لموضوع : البحث عن الخيانة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net