صفحة الكاتب : غسان الكاتب

بغداد خضراء وقلبها اصفر
غسان الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بناء مصر لعاصمة ادارية ليس جديدا مثلما ان كلفة انشاءها ليس كبيرا ، فالدول عادة ما تخرج الى فضاء آخر بهيكلها ومؤسساتها اما للتوسيع على شعوبها بسبب زيادة السكان او لتسهيل امور الجمهور ومعاملاته مع الدولة او هو لاغراض اخرى كلها تصب في مصلحة البلاد ومستقبل ابناءها ونظرة المجتمع الدولي اليها.

في العراق وضعنا مختلف تماما ، فإذا كان العراق ليس بحاجة لبناء عاصمة ادارية جديدة فانه بحاجة ماسة الى خروج الحكومة من عاصمتها الخضراء او ما تسمى المنطقة الخضراء المحصنة ، وذلك لعدة اسباب:

    انها من منشآت الاحتلال ، اوجدها ليتحصن بها من الاخطار وكان يفترض ان تزول بخروجه.

    انها ساهمت في تغيير التفكير السياسي الديمقراطي الناشيء في العراق من الايجابي الى السلبي ، فبعد ان يفوز المرشح الانتخابي باصوات ناخبيه يعزل عنهم مجبرا مرة وراغبا اخرى في المنطقة الخضراء التي تضم البرلمان ومباني مهمة وحيوية اخرى.

    انها توسعت بصورة خنقت قلب بغداد في جانبيها رصافة وكرخ.

    اصبحت مثار نيل من هيبة الدولة ووجودها بدلا من ان تكون قلعة من قلاعها.

    فهل من سبيل الى انهاء هذا الوضع النشاز واعادة الامور الى نصابها ، واذا كان كذلك فإننا امام ثلاثة خيارات:

    الاول - الغاء المنطقة الخضراء واحكام التأمينات على القصر الجمهوري وبعض المباني الحيوية .

    الثاني - نقل مقر الحكومة الى خارج المنطقة الخضراء لتكون قريبة من الناس واقدر على خدمتهم.

    الثالث - بناء عاصمة ادارية جديدة.

    واذا كان من يتحجج بالاوضاع الامنية والاقتصادية في دحض الخيارات الثلاث ، فان على ساكني المنطقة الخضراء من سياسيين ومسؤولين ان ينزلوا من ابراجهم ليخالطوا الناس ويتقربوا اليهم ويتعرفوا على احوالهم ومعاناتهم ويستمعوا دون وسيط وبشكل مباشر الى مشاكلهم ، وان لم يفعلوا فبغداد التي حماها الابطال بحدقات العيون من شرور داعش والارهاب لا تحتمل ان تكون خضراء.. وقلبها اصفر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غسان الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/26



كتابة تعليق لموضوع : بغداد خضراء وقلبها اصفر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net