صفحة الكاتب : امل الياسري

ساسة الإعتدال: العراق لا يتسع إلا لشخص واحد!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا يكون التلميذ أعلى من معلمه، ولكن من يكمل تهذيب نفسه سيكون مثل معلمه، ويقيناً هذا القول ينطبق على المعلم النبي (صلواته تعالى عليه وعلى أله) وتلميذه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فهما من نور واحد، وعلى يدهما أعلنت العدالة إنتصارها في زمن الأقنعة الزائفة، حيث ترتكب أبشع الجرائم بحق البشر والحجر، على أيدي الدمى المتوحشة القابعة، في أحضان الساسة المتسلطة على رقاب الشعوب المظلومة، خاصة مع غياب قمم الوعي، ورحيل الإعتدال عن عالم اليوم، إلا ما ندر.
يقول الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي البصير:(العراقيون ليسوا حشوداً من الناس، جمعتهم الظروف على ظهر باخرة كبيرة أسمها العراق، فكانوا مكونات كما يطيب للبعض تصويرهم الآن)، وبما أن لاعبون جدد قد ظهروا على صعيد السياسة العالمية، وعاثت في الأرض فساداً، وبالتالي درج أسم الموت على مسامعنا، وكأنه لن يستثني أحداً، لأن الفوضى الكونية التي أحدثتها داعش، بدولتها المزعومة على إسلامنا وعراقنا، جعلت العالم يعيش على شفا جرف هار، وكأن العراق لا يتسع إلا لشخص واحد، وبكاؤه لا يحتاج الى تفسير.
قد يكون غير القادر بطلاً قادراً بالإصرار والعزيمة، وهو يوظف ما يملكه من مؤهلات وملكات، تعطي مفهوما جديداً، لبعض الساسة عديمي الفائدة، عن معنى الوسطية والتسامح، الذي يوافق ذوق كل عصر ويلائم روح كل زمان، فقد تكتب بالطباشير وأصباغ الباستيل حياة جديدة، وقدرات إضافية متمكنة التغيير، عبر تأريخ طويل من طرق التصالح، والوئام والسكون، وهذا منهج الأحرار، الذين يسيرهم الإيمان نحو الخلود، بعيداً عن التباهي بإمتلاك ذخيرة فكرية، والتصرف وفقاً لإنفعالات طارئة، أو حالة إستفزازية نابعة من موقف ليس محسوباً.
العنف المستمر، والسقوط في التكرار يغلق طريق المصالحة، ويؤدي الى الضجر، الذي يجعل من السياسة كالبطاطا المسلوقة، فما الإعجاب والسخرية في عالم اليوم، إلا نقطتان متوهجتان تجعلان، من أكاذيب الأفلام الأمريكية المنتجة على حساب، نظرية دمقرطة الشعوب المغلوبة على أمرها، تحت مسميات الحرية الزائفة، جعلت ليل العراق وكأنه إسفنجة ثقيلة، محملة بالمآسي والويلات، حينها ستكون المكونات العراقية، قد أنهت حياتها ولا تنتظر من يسعفها، لأنه لن يكون هناك عراق معلوم، أو شعب معلوم قيدته الحياة، في هذه الحياة المفتوحة الواسعة.
تلاميذ الرسالة المحمدية العلوية السمحاء، من مدرسة الإمام الحكيم (رضوانه تعالى عليه) هي الأنموذج الأصيل في الوسطية، والإعتدال والرؤية الدقيقة المنسجمة مع الإسلام، فقد كانوا أبطال ثورة العشرين، ومن ثم فهم أبطال مقاومة الدكتاتورية، البعثية الدموية البائدة، وبعدها تواصل النهج الحكيمي المعتدل أثر سقوط الصنم، وبزغ فجر الحرية العنقاء وأمسى آل الحكيم تلاميذ الصمود، والإصرار على توحيد الصف والكلمة، لأنهم أبناء وطلبة الأستاذ الأول، والنبي المرسل، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم (عليهم الصلاة والسلام)، إنهم آل الحكيم، قلوب مطهرة، ونفوس معطرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/27



كتابة تعليق لموضوع : ساسة الإعتدال: العراق لا يتسع إلا لشخص واحد!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net