صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

موقف وطني من العبادي
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيادة الوطنية تمثل احدى  الاركان الرئيسية لكيان الدولة وعمودها الفقري  , وعنوان كرامتها وحرمتها ومكانتها بين دول المعمورة , ومقياس منزلتها بين الامم العالم  , وهي احدى الشروط الاساسية للاستقلال الوطني .  وبيدها الوطنية الخالصة , تصوغ القرار السياسي الخاص بالوطن  , وتمنع من ان تكون محطة او ساحة صراع لمصالح والاطماع الدول الاقليمية والدولية , وتقف بالمرصاد للاطماع التوسعية والعدوانية من اي طرف اجنبي كان ,  ويصونها من الوقوع في شرنقة النفوذ والتبعية , التي تضع العراقيل الجسيمة , في اختيارات المواطن في وطن حر ومستقل , بعيداً عن التأثيرات الاجنبية , التي تشعل الحرائق  في الشأن الداخلي , وحتى تحد من اختيار  شكل نظام الحكم . ومن يزرع بذور التدخل الاجنبي , يحصد افاعي سامة تسمم الروح الوطنية , وتعمق الخلاف في شق الصف والنسيج الوطني للشعب , في سبيل الايقاع بالوطن في براثن الاجنبي ,  في الطمع والاستحواذ . وتحمل العراق الكثير من المآسي والاهوال , في التدخلات الاجنبية وتأثيراتها الخطيرة على الداخل العراقي . ومن المؤسف والمؤلم بعد سقوط الحقبة البعثية , مازال بعض القادة السياسيين , من يستخف ويستهين بالروح الوطنية , ويعبث بهذه الروح ويتلاعب بها , لصالح اللهاث وراء  التدخل الاجنبي  , هذه الثقافة مازالت رائجة بشكل كبير عند بعض سياسيي الصدفة , في الرهان بالاعتماد الكلي على الاجنبي ,  وحذف الاختيارات الوطنية , كأنها ( حايط نصيص ) وبدعوى من يعتمد على الارادة الوطنية , يحصد الخيبة والفشل , , وكأن العراق لايملك الروح الوطنية ولايتمتع بالارادة والعزيمة الحرة , ويفتقد الى الرجولة والشهامة , التي تصد الاعداء ,  بالتضحية والفداء للوطن . ان هذه الاصوات التي ترقص وتعزف على نغمة  التدخل الاجنبي , في الاستقواء وتثبيت النفوذ بواسطة الدعم الاجنبي , وهم يضربون السيادة الوطنية , عرض الحائط  ,  بالاهانة والاستخفاف والسخرية من التضحيات الوطنية . وكأن الدماء الزكية التي سقطت على صرح الوطن , لا قيمة لها , هذا الانكار والاجحاف بحق ابناء الوطن , يثبت بان عشقهم للاجنبي ,  هم اساس وجودهم , ولولا هذا الاجنبي المحبوب  , لكانوا ازبال وفضلات تستقر  في حاويات القمامة , وهم يغالطون  الواقع والمنطق , في جبهات القتال ضد داعش , وتشهد بان الدماء الطاهرة من الشهداء الابرار , هي عراقية خالصة , وان البطولات التي تحققت على كل جبهات القتال , هي وطنية خالصة من شجعان العراق الاشاوس  , وان الرجولة والشهامة هي من مقومات العراقي , الذي يسجل مآثر بطولية كبيرة  , وهي محل اعتزاز وتقدير كل عراقي شريف حريص على كيان العراق , لكن بعض سياسيي الصدفة , الذي دفعهم القدر,  بورقة الحظ والنصيب , ينكرون  هذه الحقائق او يستهينون  ويستخفون  بها , ويروجون دعاية سخيفة وممجة  ومسمومة  الى هذا  الاجنبي المحبوب  المنقذ الوحيد ,  والمدافع الامين عن ارض العراق , لولاه  لكان العراق تحت التراب , او جهنم تدخل في كل بيت عراقي . لذلك يأتي تصريح رئيس الوزراء السيد ( حيدر العبادي ) ليضع النقاط على الحروف , حيث قال ( ان العراقيين يقدمون التضحيات , لاستعادة بلادهم , وانهم لا يقبلون القول , أن الاخرين , هم من يفعل ذلك , نيابة عنهم ) , كأننا نشد احياء الثقافة البعثية من جديد , في تعظيم وتمجيد القائد الاعظم , لولاه لكان العراق حجراً على حجر , هذه الثقافة جلبت الكوارث والاهوال على العراق . فبدلاً من تمجيد وتعظيم الشهداء بمآثرهم وبطولاتهم الرجولية , وبما قدموا دماءهم الطاهرة لصرح الوطن العراق , ننكر هذه التضحيات الكبيرة ,  لصالح القائد المعظم والمفدى  ( سليماني ) محرر ومنقذ العراق , لذلك يجب ان نقيم له تمثال , وليس للشهداء العراق , لانهم لايستحقون هذا الشرف العظيم .  . هذا يثير الانطباع السيء والكريه , ويعطي البرهان والحجة , بان العراق تابع الى ولاية الفقيه في ايران , ويعطي الحجة بان العراق غير مستقل في قراره السياسي وانه مربوط ومخنوق  بالسياسة الايرانية بشكل كامل , وان لايران اليد الطويلة لتدخل في الشؤون العراق الداخلية , بكل صغيرة وكبيرة . وهذا يخلق بتكوين  جبهة عريضة معادية للعراق , وتصب لصالح عصابات داعش , في التأخيرفي  حسم المعركة المصيرية , والرد المناسب  على هذه الاصوات النشاز من بعض سياسيي الصدفة , الذين يهنون ويستخفون  صرح العراق  , بتصريح رئيس الوزراء بقوله  ( بان دور ( سليماني ) العلني , فكرة سيئة , ويسرق جهود القوات العراقية ) لاشك لا احد ينكر , بان العراق بحاجة الى الدعم والمساعدة والعون  من الاصدقاء , ولكن على شرط احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية . ان الموقف الوطني يحتم , بعدم المساس في الاستقلال والسيادة الوطنية , وتصريح رئيس الوزراء يصب في هذا الاتجاه الوطني , حين يقول ( قلت للايرانيين , اننا نرحب بمساعداتكم للعراق , ولكن كل شيء يجب ان يتم من خلال الحكومة العراقية . واي طريقة اخرى , اعتبرها عدوانية . وان على ايران احترام السيادة العراق ) هذا الموقف الوطني الصحيح للعلاقات الدولية , وبها تسقط التهم المضللة , بان العراق تابع الى الامبراطورية الايرانية الفارسية 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/19



كتابة تعليق لموضوع : موقف وطني من العبادي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net